تفاجأ الزوار والقادمون للعقبة بأعدادهم.. قبل أن يتفاجأ أهالي المدينة و القائمون عليها .. فكانت العقبة الخاصة بكل تفاصيلها نهاية الاسبوع الماضي بمثابة امواج بشرية مكتظة على الشاطىء و في الاسواق التجارية .
" العقبة الخاصة " عادت من جديد .. الخيار المفضل للأردنيين وزوارهم من خلال 30 ألف زائر وصلوا اليها في نهاية الاسبوع بعد غياب ضربها لعدة شهور ليقف تجارها على مدار الساعة في حركة لم تهدأ طيلة ثلاثة ايام و الكل يبحث عن حاجته و يقضي وقته حسب طريقته لينسحب الامر كذلك على المطاعم و سيارات الاجرة و الفنادق و الشقق وكل قطاع في المدينة .
"العقبة الخاصة" .. استقبلت خلال الايام الماضية كافة الشرائح .. فكان هناك رواد الفنادق مستمتعين بامكانياتهم و الخدمات المقدمة لهم ورواد الشقق المفروشة الذين صالوا و جالوا بهدوء و طمأنينة لان هناك بيتاً يأويهم في الهزيع الاخير من الليل.
وسجلت فنادق وشقق العقبة الفندقية أعلى نسبة إشغال لها منذ شهور وصل إلى 100 % وسط طلب متزايد على الغرف والشقق الفندقية ورسم الزائرون والقادمون إلى العقبة لوحات بشرية ملفتة وهم يفترشون كافة الأماكن والساحات العامة في مشهد لم يسجل في المدينة منذ فترة. وتحول ليل العقبة الى نهار في ظل قيام تجار المدينة بعرض آلاف الأصناف والأنواع من السلع والألبسة والمكسرات والتمور وغيرها وسط أمواج بشرية ضاقت بها شوارع المدينة الرئيسة وترتيبات ومتابعة متميزة لنشامي قسم السير في شرطة العقبة حيث بدت العقبة عروساً تتفاخر بزوارها القادمين اليها من أرجاء الوطن يبحثون عن دفئها و حبها و عشقها.. تجمعهم على الشاطىء الأوسط تسرد لهم بعض الحكايا عن مدينة تتوهج القاً و شوقاً لروادها.
وكانت صورة الثغر الباسم حاضرة بالقرب من ساحة الثورة وقلعتها متكئة على البحر تنظر إلى الجالسين الزوار .. الاهل .. الأحبة.. كل يمتطي شراعه وقاربه يبحث في شاطئها عن ذكرى يسجلها لقادم الأيام.. كان "الطوفان بشرياً" بامتياز وكان البحر هادئاً و كانت الساحات و الشوارع والأرصفة مائجة بحركة روادها الذين سعدوا أياما في الثغر الباسم و غادروا العقبة على أمل لقاء متجدد قريباً.
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة م. ناصر المدادحة إن الحراك السياحي في عطلة نهاية الاسبوع ساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية في المدينة لما تمثله العقبة دائما من مقصد سياحي مميز للأردنيين و ضيوفهم مشيراً إلى قيام السلطة بتوفير كافة المتطلبات الأساسية على الشواطئ والساحات وأماكن الترفيه لخدمة أهالي العقبة وزوارها مؤكدا إن كوادر السلطة تابعت الزوار من خلال غرف عمليات في أكثر من مكان بهدف ضبط إيقاع الحراك التجاري والسياحي والاقتصادي ما ساهم بضمان سلامة الزوار وتوفير كافة سبل الراحة والاستجمام لهم بأجواء مريحة وضمن حلقة متكاملة تضم كافة المؤسسات المعنية. وبين المدادحة أن إعادة تهيئة الشاطئ الأوسط وتوفير كافة الخدمات و المتابعة الفنية و اللوجستية لكوادر السلطة و الجهات الاخرى في العقبة وزيادة مساحة الشاطئ الاوسط المتاح للزوار وفرشه بالرمال وتوفير دورات صحية وإضاءة وأمور النظافة العامة ومظلات شمسية وأماكن خاصة للعائلات ساهم ايضا في توفير أجواء بحرية ملفتة للزوار.
وأضاف استطعنا بالمتابعة والمسؤولية أن نوفر للزائرين كافة أسباب الراحة والطمأنينة مشيرا الى التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية في مدينة العقبة وعلى رأسهم محافظة العقبة والدفاع المدني ومديرية شرطة العقبة و خاصة قسم السير الذين تعاملوا مع آلاف المواطنين والسيارات بمنتهى الحرفية والمهنية وسط إشادة مطلقة من الجميع على حسن متابعتهم وتنظيم عمليات السير والمرور بالإضافة لكافة الأجهزة الرسمية والمديريات المختلفة الأمنية والخدمية بالعقبة التي كان لها حضور كل حسب موقعه واختصاصه واستطاعت رسم صورة حضارية بالتعامل وخدمة المواطن والزائر .
من جانبه اكد رئيس غرفة تجارة الاردن و العقبة نائل الكباريتي ان وصول الاف الزوار ساهم في إنعاش الحركة التجارية والاقتصادية في المدينة من خلال ما شهدته أسواق العقبة من نشاط تجاري لاسيما مع قيام التجار والمولات باجراء تخفيضات على مختلف السلع والمواد الاستهلاكية. و قال الحركة السياحية والتجارية وعمليات التسوق والشراء سجلت أعلى معدلات ونسب لها منذ شهور حيث شهدت كافة المرافق الخدمية والمتعلقة بذلك إقبالا منقطع النظير من المواطنين مؤكدا ان معدلات البيع والعرض كانت مرتفعة جدا مقارنة مع الفترة الماضية. وأكد الكباريتي أن حركة التداول النقدي في العقبة خلال عطلة نهاية الاسبوع كانت جيدة ومشجعة لاسيما وان معظم القطاعات السياحية والتجارية والنقل والمطاعم والشقق شهدت حراكا ونشاطا ملفتا في ظل وجود سيولة نقدية بين يدي الزوار والضيوف .
من جانبه قال مدير فندق هيلتون ميشيل لانسن ان العقبة جاذبة للسياح و الزوار بسبب عدة عوامل ابرزها انها تشكل مزيجا من المتعة السياحية والترفيهية و التاريخية و الثقافية اضافة الى الميزات الاستثمارية و السياحية في الفنادق و البنية التحتية مشيرا الى ان هناك اهتماما كبيرا من الشركات السياحية العالمية و الاسواق السياحية في العقبة لما تتمتع به المملكة عامة و العقبة خاصة من حالة مثالية من الامن و الامان و السلامة و التي هي الاولوية الاولى في برنامج السائح العالمي. وعبر لانسن عن تفاؤله بسوق العقبة السياحي في ظل الفرص الكبيرة و الامكانات القوية و الجودة العالية والخدمات المميزة التي تقدم من القائمين عليها للسائح الاجنبي و الزائر المحلي . واشاد لانسن بعودة العقبة من جديد كمركز جذب محلي و اقليمي في المنطقة مؤكدا انها تسير على الطريق الصحيح .
بدوره اكد مدير العلاقات العامة في شركة برانيس للاستثمارات السياحية الدكتور ثائر درويش ان العقبة شهدت الاسبوع الماضي عودة تاريخية الى وضعها الطبيعي في جذب عشرات الالاف من الزوار و السياح بفضل امكانياتها البحرية و الخدمية المتميزة مشيرا الى ان معظم المصالح الفندقية و السياحية في العقبة عملت على مدار الساعة خلال عطلة نهاية الاسبوع ما ساهم في انعاش الحراك السياحي و الاقتصادي في المدينة داعيا في الوقت ذاته الى مزيد من البرامج السياحية الجاذبة على مستوى الافراد و الشركات و المؤسسات .
وعبر عدد من الزوار والضيوف عن فرحتهم وهم على شواطئ العقبة مؤكدين ان العقبة هي المقصد الاول للسياحة في المملكة و المنطقة العربية وذلك بما تملكه من ميزات متنوعة في عمليات التسوق و الشراء و الترفيه مشيدين بحسن التنظيم و المتابعة لاسيما في ظل حالة خاصة من الأمن والأمان والأجواء المريحة وفرها لهم فرسان سجلوا بالموقف والصورة أحرفا خالدة في العطلة على رأسهم نشامي سلطة العقبة الخاصة و محافظة العقبة وفرسان قسم السير في مديرية شرطة العقبة والدفاع المدني الذين تعاملوا مع ألاف المواطنين والسيارات بمنتهي الحرفية والمهنية وسط إشادة مطلقة من الجميع على حسن متابعتهم وتنظيم عمليات السير والمرور والإسعاف والإنقاذ بالإضافة لكافة الأجهزة الرسمية والمديريات المختلفة بالعقبة التي كان لها حضور كل حسب موقعه واختصاصه.
ابراهيم الفراية ونادية الخضيرات