الجدل القائم حول الرفع المالي في البنوك

تاريخ النشر: 22 أبريل 2012 - 01:21 GMT
أحد أكبر الرافعات التي يمكن أن تُسحب بداخل البنوك هي النفقات
أحد أكبر الرافعات التي يمكن أن تُسحب بداخل البنوك هي النفقات

عند النظر إلى أي بنك استثماري، نجد أن الفرص هي أبرز ما يميزها. ففي برج حديث من الزجاج والحديد، يدخل الموظفون المدربون العاملون في البنك من خلال أبواب دوارة ويسيرون في طريقهم إلى إنجاز عمليات الشراء والاستحواذ على الشركات وعقد الصفقات التي يدور الاقتصاد العالمي حولها. لكن إذا كنا تعلمنا أي شيء من مجموعة نتائج الصناعة المصرفية الاستثمارية في الولايات المتحدة، التي نُشرت هذا الأسبوع، ينبغي أن يكون هذا الشيء هو أن نموذج "المكتب الأمامي" المواجه للعميل لم يعد مهمًا مثلما كان من قبل. فعندما تقل قيمة صفة ما، فإن ما يهم هو ما يحدث داخل البنك. فقد نجحت بنوك كبيرة في الولايات المتحدة مثل جيه بي مورجان، وجولدمان ساكس، ومورجان ستانلي في نشر نتائج جيدة نسبيا عن الربع الأول. وكان هذا في بيئة اشتملت على واحد من أقل الأرباع السنوية مكاسب لنشاط عمليات الشراء والاستحواذ، فضلاً عن نقص في العروض العامة المبدئية المربحة.

كيف نجحت البنوك في القيام بذلك؟ قبل الأزمة المالية، لم نشغل أنفسنا بهذا السؤال. فبالاستعانة بالرفع المالي وبقدرتها على المتاجرة بدفاتر حساباتها كانت البنوك تحقق أرباحا عالية باستمرار. لكن القواعد الجديدة المفروضة على الرفع المالي ورأس المال، فضلاً عن المنع المفروض على ما يسمى بالتجارة في الممتلكات، من المؤكد أنها حددت هذا الخليط المربح القوي. وشكل هذا مصدرا للقلق، ففي بنك مورجان ستانلي مثلا، تم وضع زيادة معدلة على عائد الدخل الثابت والعملات والسلع التي تمثل 16 في المائة متخطيًا منافسه القوي جولدمان ساكس، ومثيرا دهشة العديد من المحللين. ونجحت بنوك أخرى أيضًا عن طريق أعمال الدخل الثابت والعملات والسلع.

ويقول روث بورات – المدير المالي- إن الخلطة السرية لنجاح بنك مورجان ستانلي كانت الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة والتركز الجيد على ما يسمى "التدفق"، حيث يميل التدفق إلى أن يكون غير معرف جيدًا في عالم بنوك الاستثمار، لكنه ببساطة يشير إلى عمل غير مربح "يتدفق" عبر البنك من طلبات العملاء والتجارة. ومثلما أشار الزملاء في FT Alphaville ، فإن أحد الأشياء الجاذبة الرئيسة إلى البنوك ذات التدفق المنخفض مرتبطة بالتمويل. فامتلاك كميات كبيرة من التدفق قيد تصرفك يعطيك قسطا كبيرا من المرونة لتلتزم بدفاتر الطلبيات والتي بموجبها نتفادي تكاليف تمويل كبيرة.

وأصبحت الفكرة التي تقول إن "أشباح التدفق" وبنوك بها أكبر ميزانيات وأضخم تدفق من العملاء قد يهيمنوا على قطاع المصارف الاستثمارية، بالفعل جزء من لغة شعبية. وأشار تقرير سابق من محللين في مورجان ستانلي إلى أن البنوك لديها ميزة عندما يتعلق الأمر بالحصة وغيرها من الإجراءات الربحية.

ويجب على اللاعبين الذين لا يجدون طريقا إلى برك التدفق الكبيرة أن يجدفوا بشكل أكثر مهارة في العالم الجديد. وأصبح ما يسمى بإدارة الضمانات والتفاؤل نقاطا حيوية فيما يتعلق بالعائد المستقبلي المتوقع. وعندما أرادت البنوك ذات مرة أن تكسب المال من صفقات كانت الاتجاهات الداخلية والعمل الجماعي هما محل التركيز. وأدت الأنشطة الكبيرة لمكتب الاستثمار الرئيسي الخاص ببنك جيه بي مورجان إلى نقاش أوسع بشأن هل ذلك يحدد المبالغ التي ستستخدم في تجارة الممتلكات أم لا. وأصبحت كلمة "دعم التدفق" هي الكلمة الطنانة عن كيف يمكن للبنوك أن تجمع الأرباح في ظل قيود اللوائح الجديدة.

بالطبع أحد أكبر الرافعات التي يمكن أن تُسحب بداخل البنوك هي النفقات، فقد قللت بشدة في البنوك مثل جولدمان ساكس، مساعدة في دعم النتائج الأفضل في أول ثلاثة أشهر من العام. وأصبحت التكنولوجيا لا تقدر بمال هنا مع البنوك التي تشغل آليا الكثير والكثير من أنشطتها التقليدية لصناعة السوق. إنها لا شيء سوى خلية نحل، إنها خلية آلية على نحو متزايد. وثمة إحساس بالإلحاحية هنا أيضًا. وتطور وكالة موديز الآن طريقة لكيفية تصنيف أكبر بنوك الاستثمار والسماسرة. وتضع الوكالة مجموعة من الخطوط العريضة للتعامل مع البنوك الكبيرة، من بينها "نقاط الضعف المتأصلة في نموذج أعمال أسواق رأس المال".

ويأمل العاملون في المصارف أن آخر ربع سيثبت للوكالة، فضلاً عن المستثمرين، أنهم قادرون على دفع الرافعات وسحبها عند الحاجة إلى ذلك، لجلب العائد عند ركود نشاط أسواق رأس المال التقليدية، والتخفيض من حدة اللوائح بشأن صانعي الأرباح التاريخيين. وتكمن الصعوبة في أن الكثير من عملية التجديد التي تحدث داخل البنوك تجري وراء عيون وكالات التصنيف والمستثمرين.

 تراسي ألواي