مكتب إدارة المعرفة في دائرة الشؤون البلدية ينظم ندوة حول ريادة الأعمال والابتكار

في إطار جهوده الرامية إلى تعزيز المعرفة في النظام البلدي وإطلاع الموظفين على أفضل الممارسات والمفاهيم في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والفكرية، وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والتطوير، نظم مكتب إدارة المعرفة "مشاركة" في دائرة الشؤون البلدية ندوة بعنوان "ريادة الأعمال والابتكار" حضرها عدد من الموظفين في النظام البلدي وممثلين عن هيئات ودوائر حكومية أخرى، واستعرض خلالها البروفيسور نيكلاس أدلر، زميل في كلية بابسون العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية أهمية هذا المفهوم في تطوير اقتصاد الدول قائلا إن ريادة الأعمال والابتكار تعد المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وكذلك تلعب دورا مهما في تكوين الثروات، وتطوير الشعوب وتحسين جودة الحياة لهم، وتعزز التنافسية للاقتصاد المحلي وتجعله أكثر جذبا للاستثمارات، فضلاً عن أن ريادة الأعمال والابتكار تعد الوسيلة المثلى لتحقيق التنمية المستدامة. 

وناقشت الندوة التي أقيمت في مقر دائرة الشؤون البلدية في أبوظبي، العوامل التي تدعم ريادة الأعمال والابتكار والعقبات التي تواجهها في كثير من الأحيان، حيث قال البروفيسور نيكلاس أدلر إنه على الرغم من توفير الدعم اللازم للمبادرات المتعددة والمختلفة على الصعيد العالمي في هذا المجال فإن العديد منها يفشل في تحقيق النمو المستدام. 

على صعيد آخر، وفي إشارة إلى الدول التي حققت تقدما ملحوظا في ريادة الأعمال والابتكار، تطرق البروفيسور نيكلاس أدلر إلى تجربة فنلندا، معتبرا إياها مثالاً يحتذى به في هذا المجال، إذ قال إنها تمكنت من تحقيق تقدم عالمي في مجال ريادة الأعمال والابتكار، وتمكنت من ربط الشعوب في من مختلف دول العالم، وشجعت على تحفيز التعاون التكنولوجي عالمياً، والتزمت بمبادئ التمويل طويل الأمد من أجل دعم الابتكار والاختراع، ووفرت كل الدعم اللازم لنظام التعليم في الوقت الذي أولت فيه أهمية بالغة بالجوانب البيئية من عملية التطوير والنمو التي تشهدها. 

في أثناء ذلك، أشار البروفيسور نيكلاس أدلر إلى بعض العناصر التي ستدعم ريادة الأعمال والابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي منطقة الخليج العربي بشكل عام، والتي من شأنها أن توفر بيئة تشجع على الابتكار والإبداع، وفي مقدمتها الحاجة إلى تنويع الأنشطة الاقتصادية في المنطقة وتعزيز القدرات التنافسية على الصعيدين المحلي والدولي وتدعيم عمليات البحوث والتطوير والتوجه نحو الصناعات التكنولوجية وتصديرها إلى الأسواق الخارجية، وفي هذا السياق أشار بعض المشاركين في ورشة العمل إلى عملية التنويع الاقتصادي التي تشهدها إمارة أبوظبي حالياً، والتوجه نحو تأسيس قاعدة صناعية تشمل مختلف المجالات. 

الجدير بالذكر أن هذه الندوة، هي التاسعة من نوعها، وتأتي ضمن سلسلة من الندوات التي ينظمها مكتب إدارة المعرفة في دائرة الشؤون البلدية، وجميعها تهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي والفكري بين موظفي النظام البلدي، من خلال برنامج "مشاركة" الذي تم تأسيسه تحت  شعار "المعرفة صلتنا للتميز"، والذي يعد أداة رئيسة لتحفيز الموظفين على الإبداع والابتكار وركيزة أساسية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام في الإمارة.