معهد مصدر ينتهي من أول دراسة تقييمية حول مدى استدامة إنتاج الوقود الحيوي عن طريق نظام زراعة

أعلن كل من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وشركة بوينغ اليوم عن انتهائهم من دراسة هدفها تقييم مدى استدامة نظام الزراعة المتكامل بواسطة مياه البحر لانتاج الوقود الحيوي وغير ذلك من الموارد الحيوية. وتساهم هذه الدراسة بشكل كبير في سد النقص الموجود حاليا في معرفتنا بجدوى استخدام النباتات التي تمت ريَها بواسطة مياه البحر في توفير مادة أولة لإنتاج الوقود الحيوي المستدام.
وقد أكد الباحثون ما ينطوي عليه نظام الزراعة المتكامل القائم على مياه البحر(ISAS) من إمكانيات لتوفير أنواع من الوقود والموارد ذات القيمة العالية، بما في ذلك وقود الطائرات ووقود الديزل الحيوي والكهرباء ومنتجات زراعة الأحياء المائية وغيرها، دون استنزاف موارد المياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة المستخدمة في الزراعة التقليدية. وحددت الدراسة أيضا المجالات التي لاتزال بحاجة للمزيد من البحث من أجل توفير مقومات النجاح لطرح هذه المنتجات في السوق وتسويقها على نطاق واسع.
وجاء الإعلان خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، برعاية الفريق أول سمو الشيخ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتشمل الدراسة التي انطلقت منذ عام، إجراء البحوث الزراعية الأساسية على النباتات الملحية المعروفة باسم ساليكورنا بيجالوفي. وسوف تساهم نتائج الدراسة في توفير معلومات قيمة "لمركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة" (SBRC) في معهد مصدر، الذي شارك في إنشائه كل من معهد مصدر وبوينغ وطيران الاتحاد وهانيويل.
سوف يكون البرنامج الرئيسي للمركز (SBRC) عبارة عن مشروع بحوث يمتد على مدى خمس سنوات ويهدف إلى إبراز الجدوى التجارية لأنواع الطاقة الحيوية المشتقة من النباتات الملحية، بما في ذلك الوقود المتجدد للطائرات. وسيستخدم البرنامج نظم الزراعة المتكاملة القائمة على مياه البحر (ISAS) لدعم تطوير وتسويق مصادر الوقود الحيوي لقطاع الطيران، وغير ذلك من المنتجات.
وقد أكد بيلي غلوفر، نائب رئيس سياسات البيئة والطيران الخاصة بالطائرات التجارية في شركة بوينغ، على أهمية المشروع بقوله: "لا وجود لمبادرة تساهم بنفس القدر في تعزيز الجهود الرامية لتطوير وتسويق مصادر الطاقة المستدامة للطيران في منطقة الخليج. يسعى قطاع الطيران لمد جسور التواصل بين الناس في هذه المنطقة وبقية دول العالم، إلى جانب توزيع البضائع والخدمات إلى كلا الطرفين، وسوف يعمل مشروعنا المشترك مع معهد مصدر وطيران الاتحاد وهانيويل على ضمان استمرار هذه الصلة في المستقبل."
يجمع "نظام الزراعة المتكامل القائم على مياه البحر" (ISAS) بين تربية الأحياء المائية وزراعة نبات "ساليكونيا" وزراعة أشجار القرم ضمن نظام متكامل لإنتاج الوقود الحيوي يقوم على الري بواسطة مياه البحر دون استنزاف الأراضي الصالحة للزراعة. كما يتيح النظام إمكانية تطوير مصادر الوقود البديلة التي من شأنها الإسهام في الحد من نسبة الغازات الدفيئة المنبعثة في الجو دون إلحاق أضرار بالبيئة.
من جهته قال د. سيغوريس سغوريديس، الأستاذ المساعد في هندسة وإدارة النظم في معهد مصدر: "إن موقع معهد مصدر المميز بالقرب من صحراء أبوظبي وبروزه كمركز للابتكار في مجال الطاقة المتجددة في العالم، إضافة إلى استمراره في توسيع موارده البشرية من الباحثين، يجعله المكان الأمثل لاستكشاف سبل إنتاج الوقود الحيوي في المناطق القاحلة."
وأضاف: "نحن على يقين بأنه مع تقدم سير البحوث في السنوات الخمس القادمة، سوف نتمكن من تقديم الإجوبة وإثبات ما إذا كان الحلم ممكنا، وفي نهاية المطاف تطوير النتائج المنبثقة عن بحوثنا وتعزيزها على المستوى التجاري."
كان الهدف الأساسي من الدراسة التي تم إجراؤها بإشراف كل من د. سيغوريس سغوريديس ود. سكوت كينيدي، نائب العميد لشؤون البحث العلمي والأستاذ المشارك بمعهد مصدر، الكشف عن آثار إنتاج الوقود الحيوي على مدى كافة مراحل حياة المشروع. وقد أسفرت الدراسة عن مؤشرات إيجابية أتاحت للبحوث المضي قدما في تطوير مفهوم "نظام الزراعة المتكامل القائم على مياه البحر" وإتاحة تسويقه على المستوى التجاري، وذلك عبر العمل والتعاون الوثيق مع الشركاء التجاريين بما في ذلك شركة بوينغ وطيران الاتحاد وهانيويل وحكومة أبو ظبي.
وقال جيم ريكوسكي، نائب الرئيس والمدير العام للطاقة المتجددة والمواد الكيميائية في شركة هانيويل: "سوف تساهم جهود معهد مصدر وغيره من العاملين في "مركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة" في ولادة مصدر جديد من مصادر الطاقة المتجددة ومن ثم إنتاج نوعية جديدة ذات جودة عالية من الوقود الحيوي الخاص بالطيران.
وأردف قائلا:"نحن فخورون بالمشاركة في هذا البرنامج وبما تم إنجازه من أعمال حتى الآن، والأهم من ذلك، نأمل أن نتمكن من الإسهام في عرض تقنيات الطاقة المتجددة أمام العالم وتلبية احتياجات قطاع الطيران من الطاقة."
كما أعرب جايمس هوغن، الرئيس التنفيذي لطيران الاتحاد، أيضا عن فخره بالمشاركة في المشروع بقوله: "يشكل استخدام الوقود الحيوي المستدام في اعتقادنا خطوة هامة للغاية نحو التغيير الإيجابي لقطاعنا، ونحن فخورون بالمشاركة إلى جانب معهد مصدر وشركة بوينغ وهانيويل في هذا المشروع الذي يسعى للإستفادة من موارد هذه المنطقة ودعم استراتيجيات إمارة أبوظبي في مجال التنمية المستدامة، ولاسيما في مجال أعمال البحث والتطوير الأساسية."
سوف تكون القضايا الكبرى المتعلقة بالاقتصاد والتنمية المستدامة، أبرز العوامل المؤثرة في مستقبل مصادر الوقود الحيوي، ومدى إدماجها في سوق الطيران. يسعى معهد مصدر من خلال مشاركته في مشاريع على شاكلة "مركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة"، إلى تحقيق التقدم التكنولوجي اللازم لتعزيز فعالية إنتاج المواد الأولية (بما في ذلك استخدام الأراضي)، والإسهام في توفير كميات كافية منها لتكون جزءا هاما من مخزون قطاع الطيران من الوقود.
خلفية عامة
مصدر
تعد "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير وتسويق وتطبيق تقنيات وحلول الطاقة المتجددة والبديلة، أسستها حكومة إمارة أبو ظبي في أبريل من سنة 2006. وتشكل الشركة صلة وصل بين الاقتصاد الحالي القائم على الوقود الأحفوري، واقتصاد طاقة المستقبل، حيث تعكف على تطوير الأثر الصديق للبيئة للطريقة التي سنعيش ونعمل وفقها في المستقبل.
الاتحاد للطيران
شهد عام 2003 انطلاق الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقدمت خدماتها المتميزة إلى أكثر من 8.3 مليون مسافر خلال عام 2011 وتخدم من محطتها التشغيلية في مطار أبوظبي الدولي 86 وجهة تجارية وشحن على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وأستراليا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتشغل أسطولاً حديثاً يضم 67 طائرة من طراز إيرباص وبوينغ، و100 طائرة تحت الطلب، تشمل 10 طائرات من طراز إيرباصA380، التي تعد أضخم ناقلات ركاب في العالم.
شركة أبوظبي الوطنية للمعارض
شركة أبوظبي الوطنية للمعارض هي شركة رائدة في مجال إدارة وتطوير المراكز الاستراتيجية الدولية. وتضم مرافق شركة أبوظبي الوطنية للمعارض أحدث مركز معارض في العالم "مركز أبوظبي الوطني للمعارض" إضافة إلى أكبر مركز للمعارض والمؤتمرات في العاصمة البريطانية " إكسل لندن".
ابتكرت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض فرصاً للأعمال فريدة من نوعها تقتصر على خدمة التطور والتوسع السريع الذي تشهده أبوظبي لتبرز مكانتها في الساحة الدولية.
وتشمل المشاريع التطويرية المحيطة بمركز أبوظبي الوطني للمعارض "كابيتال سنتر" (المشروع التطويري المتعدد الاستخدامات ويضم 23 برجاُ سكنياُ وتجارياً في المنطقة المجاورة لمركز المعارض) كما تشمل مشروع "كابيتال غيت"، البرج المتميز المتحدي للجاذبية والذي يتكون من 35 طابقاً ويضم فندقاً من فئة خمس نجوم يحمل اسم "حياة كابيتال غيت" إضافة ً إلى منطقة "المارينا" الممتدة لمسافة 2.4 كلم .
وبالإضافة إلى ذلك، تتوسع شركة أبوظبي الوطنية للمعارض إقليمياً حيث تقوم بتطوير "مركز العين للمؤتمرات"، المدينة السكنية التجارية المصغرة المحيطة بمركز المؤتمرات الذي يتم تشييده بأحدث المستويات العالمية.
بوينغ
تعود العلاقة بين شركة بوينج ومنطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من 70 عاما مضت عندما قام الرئيس الأميركي فرانكلين روزفيلت في عام 1945 بتقديم طائرة من طراز DC-3 داكوتا إلى الملك عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه-، مؤسس المملكة العربية السعودية.
ومنذ ذلك الحين، قامت بوينج بإفتتاح العديد من المكاتب الإقليمية في المنطقة، حيث دشنت مقرها الرئيسي في مدينة الرياض عام 1982، ومن ثم مكتباً متخصصاً لـ "أنظمة الدفاع المتكاملة" في أبوظبي عام 1999. وفي عام 2005، تم تدشين مكتب رئيسي في دبي، ومكتب جديد في الدوحة عام 2010، وقامت بوينج في عام 2012 بنقل فرعها في أبوظبي إلى مقرها الجديد. وفضلا ًعن ذلك، توفر بوينج فريق خدمة ميدانية في المنطقة ومركزين لتوزيع قطع غيار الطائرات في دبي.
وتتعاون بوينج مع مجموعة متنوعة من العملاء والشركاء في منطقة الشرق الأوسط تشمل شركات الخطوط الجوية الطموحة التي نجحت في جعل منطقة الشرق الأوسط مركزاً عالمياً للنقل الجوي، ووزارات الدفاع التي تستخدم أحدث التقنيات لتأمين حدودها البرية والبحرية والجوية مع تقديم المساعدات الإنسانية عند الحاجة، وشركات الاتصالات التي تستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية لربط المنطقة بدول العالم، ومع الكليات والجامعات والمؤسسات الخيرية التي تسعى لصنع فرق واضح في مجتمعاتها.