قال المستشار القانوني للبابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس في مصر إن البابا ألغي الثلاثاء الاحتفال بعيد الغطاس خوفا على أرواح المشاركين لكن مصدرا أمنيا قال إن إجراءات اتخذت لتأمين الكنائس.
وكان مقررا الاحتفال بالعيد مساء اليوم في كنائس المسيحيين الأرثوذكس بمختلف محافظات مصر.
وقال نجيب جبرائيل إن البابا كان استعد لإقامة قداس العيد في دير الأنبا بيشوي بمنطقة وادي النطرون التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن القاهرة لكنه "قرر إقامته في كنيسة صغيرة داخل المقر البابوي بالقاهرة وسيقتصر الحضور على سكرتارية البابا من الأساقفة وبعض المساعدين القلائل جدا."
وأضاف "كانت وفود قبطية كبيرة قررت الزحف إلى دير الأنبا بيشوي لمشاركة البابا في صلاة عيد الغطاس الأمر الذي استشعر معه تخوفا كثيرا على حياة هؤلاء في ظل تهديدات القاعدة والأجواء المحتقنة بعد أحداث الإسكندرية."
وفي نوفمبر تشرين الثاني نشر موقع إسلامي تهديدات قال إنها صادرة من تنظيم دولة العراق الإسلامية الذي يتبع تنظيم القاعدة باستهداف كنائس المسيحيين الأرثوذكس بعد أن قال مسلمون مصريون إن الكنيسة تحتجز في الاديرة مسيحيات رغما عنهن بعدما دخلن في الإسلام.
وقال رجال دين مسيحيون بارزون بعد التهديدات المنشورة إن الكنيسة تثق بقدرة السلطات المصرية على حماية الكنائس.
لكن في الساعة الأولى من العام الميلادي الجديد استهدف تفجير مئات المسيحيين لدى خروجهم من كنيسة بمدينة الإسكندرية الساحلية مما تسبب في مقتل 23 مسيحيا وإصابة نحو 97 شخصا بينهم بضعة مسلمين.
وقال جبرائيل إن قرار البابا شنودة يتضمن ايضا الاعتذار عن عدم استقبال وفود المهنئين الرسمية.
واعتاد البابا شنودة طوال 38 عاما منذ جلوسه على كرسي البابوية إقامة قداس عيد الغطاس في مدينة الإسكندرية. وسيكون قداس هذا العام هو الاول الذي يقام بعيدا عن المدينة منذ ذلك الحين.
وقال المصدر الأمني إن هناك إجراءات حراسة مشددة سارية على جميع الكنائس بمختلف المحافظات.
وقال كاهن لرويترز إن تعليمات صدرت للكنائس بإنهاء الصلوات في أسرع وقت ممكن وإن تعليمات صدرت للمصلين بتجنب الخروج من الكنائس في جماعات.
وفي وقت مبكر من العام الماضي قتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم في هجوم بالرصاص من سيارة مسرعة قرب كنيسة بمحافظة قنا في جنوب البلاد عشية احتفال المسيحيين المصريين بعيد الميلاد.
وأدانت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طواريء السبت الماضي مسلما بارتكاب الحادث وعاقبته بالإعدام شنقا. وينتظر مسلمان آخران صدور حكم بشأنهما في القضية يوم 20 فبراير شباط.
وتسبب هجوما قنا والإسكندرية في احتجاجات مسيحية عنيفة كما وقعت احتجاجات الأسبوع الماضي بعد مقتل مسيحي وإصابة خمسة آخرين بالرصاص في عربة قطار بمحافظة المنيا جنوبي القاهرة.
واتهمت السلطات شرطيا مسلما بارتكاب الحادث.