مصر.. المشهد السياسي ينعكس سلبا على الاقتصاد

تاريخ النشر: 24 أكتوبر 2011 - 10:33 GMT
أعلنت وكالة التصنيف المالي ستاندرد آند بورز الثلاثاء الماضي أنها خفضت تصنيف مصر وأيضا آفاقها المستقبلية بسبب تدهور وضع المالية العامة، معتبرة أن عملية الانتقال السياسي زادت المخاطر الاقتصادية
أعلنت وكالة التصنيف المالي ستاندرد آند بورز الثلاثاء الماضي أنها خفضت تصنيف مصر وأيضا آفاقها المستقبلية بسبب تدهور وضع المالية العامة، معتبرة أن عملية الانتقال السياسي زادت المخاطر الاقتصادية

عملية انتقالية دون آفاق واضحة لا تشجع المستثمرين وأعمال عنف تثني السياح عن التوجه إلى مصر، يفاقم المشهد السياسي في مصر الأوضاع الاقتصادية المتردية بعد ثمانية أشهر على سقوط نظام حسني مبارك.

ويقول الخبراء إن الإضرابات المتكررة في الأسابيع الماضية من الأساتذة، إلى سائقي الباصات والمراقبين الجويين تنعكس أيضا سلبا في هذه الأجواء. وقالت منى منصور المحللة المالية لدى «كومرشال إنترناشونال بنك»: «إن هناك خطرا سياسيا متناميا جراء الإضرابات والخلافات الاجتماعية وغياب خطة حكومية لمواجهة الاستياء الاجتماعي على خلفية ارتفاع العجز في الموازنة». وأعلنت وكالة التصنيف المالي ستاندرد آند بورز الثلاثاء الماضي أنها خفضت تصنيف مصر وأيضا آفاقها المستقبلية بسبب تدهور وضع المالية العامة، معتبرة أن عملية الانتقال السياسي زادت المخاطر الاقتصادية. وتم تخفيض ديون البلاد الطويلة الأمد بالعملة الصعبة إلى درجة «بي. بي -» مقابل «بي. بي» سابقا واعتبرت الآفاق «سلبية» لأن «هناك احتمالا لإجراء خفض آخر إذا لم تمر مرحلة الانتقال السياسي إلى مجتمع أكثر تعددية بالهدوء المتوقع» وفقا لبيان الوكالة. وهكذا بقي تصنيف البلاد في فئة التكهنات.

وأوضحت الوكالة أن «الخفض يعكس رأينا في أن المخاطر على الاستقرار الاقتصادي الكلي زادت خلال الفترة الانتقالية» التي يتوقع أن تستمر أيضا لعامين. وأضافت: «لا نتوقع أن تنجح أية حكومة تأتي في خفض العجز في الميزانية». وأكدت أن العجز الحكومي ارتفع في المتوسط إلى 8 % من إجمالي الناتج الداخلي خلال السنوات الخمس الماضية و«نتوقع أن يبقى كذلك في المستقبل المنظور». وإضافة إلى مخاطر الميزانية هذه تشمل مخاوف ستاندرد آند بورز «استقرار الأسعار والضغط على ميزان المدفوعات». وقالت منصور إن هذا التشاؤم «لا يشكل مفاجأة». وأضافت: «منذ اندلاع الثورة كانت هناك سلسلة تخفيضات لتصنيف مصر من قبل وكالات التصنيف المالي الدولية بسبب العوامل السلبية التي تؤثر على الاستقرار والوضع المالي في البلاد». وسيكون تراجع ثلث احتياطي العملات الأجنبية في البلاد من 36 مليار دولار في نهاية 2010 إلى 24 مليارا في سبتمبر مصدر قلق. أما العجز في الموازنة فستكون نسبته 9.5 % من إجمالي الناتج الداخلي لعامي 2010-2011 في مقابل 8.1 % قبل عام. ومعدلات النمو من 5 إلى 7 % في السنوات الماضية، فهي لن تسجل مجددا. وتراهن التوقعات الرسمية على 3 إلى 3.5 % لعامي 2010-2011 وهو هدف يعتبره خبراء متفائلا ويقدرون النسبة بأقل من 2 %.

أما قطاع السياحة الذي كان يشهد نموا فسيسجل خسارة في 2011 تقدر بثلاثة مليارات دولار، في حين تراجع مؤشر بورصة القاهرة بـ40 % منذ يناير. وتستعد مصر اعتبارا من 28 نوفمبر لتنظيم أول انتخابات تشريعية بعد تنحي مبارك في أجواء تشير إلى تراجع القوى العلمانية وتصاعد الإسلاميين، واحتمال عودة شخصيات من النظام السابق إلى السلطة. ووعد الجيش المصري الذي يتولى زمام الحكم في البلاد بنقل السلطة إلى المدنيين بعد الانتخابات الرئاسية التي لم يحدد موعدها بعد. والحكومة التي شكلها المجلس العسكري لتسيير شؤون البلاد تبدو ضعيفة وعاجزة عن إجراء الإصلاحات اللازمة. وقدم وزير المال حازم الببلاوي استقالته التي رفضها الجيش مطلع أكتوبر، للتنديد بقتل أقباط خلال تظاهرة سلمية.

وخلال هذه الأحداث التي أساءت إلى صورة مصر في الخارج وساهمت في تأجيج التوتر الداخلي، قتل 25 شخصا بينهم ما لا يقل عن 17 متظاهرا. وقال عبد الفتاح الجبالي الخبير الاقتصادي في مركز الأهرام للدراسات: «هذه الأحداث زادت التوتر اقتصاديا وسياسيا»، في حين سينعكس تصنيف ستاندرد آند بورز «سلبا على الأمد القصير».