مصدر تجدد التزامها بدعم الإدارة المستدامة للغابات

جددت "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة، التزامها بدعم الجهود الرامية لحماية الغابات والمحافظة عليها وإدارتها بطريقة مستدامة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي حمل هذا العام شعار "الغابات: الطبيعة في خدمتنا".
وبهذه المناسبة، قام فريق الاستدامة في "مصدر" بإطلاق برنامج لتوعية الموظفين حثهم فيه على مواصلة الالتزام بالسياسة التي تتبعها الشركة بشأن الأخشاب والتي يتم ضمان تطبيقها من خلال عمليات تدقيق صارمة. كما شجعت المبادرة الموظفين على المساهمة في رفع مستوى وعي المجتمع عموماً حول أهمية التشجير من خلال مناقشة الموضوع مع الأقارب والأصدقاء والزملاء.
يذكر أن "مدينة مصدر"، إحدى الوحدات المتكاملة الخمس التابعة لـ "مصدر"، لا تستخدم سوى الأخشاب الحائزة على ترخيص معتمد والمستوردة من غابات تجري إدارتها وفق مبادئ الاستدامة حيث يفوق عدد الأشجار المزروعة تلك التي تقطع.
وقالت الدكتورة نوال الحوسني، مدير مساعد – الاستدامة – مصدر: "لدينا قناعة تامة بأن الخطوات الصغيرة قادرة على تحقيق نتائج كبيرة عندما تتضافر جهود الجميع. ونحن نتطلع أن تصبح ممارسات الاستدامة جزءاًَ لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لاسيما وأنها تساعدنا على أداء أعمالنا على نحو أفضل. لذا، من الضروري أن تركز كافة الشركات على دمج مبادئ وممارسات الاستدامة في جميع أنشطتها بحيث تكون من الأمور الطبيعية والبديهية. ومن المهم أن نتذكر أنه حتى من خلال مبادرات قد تبدو صغيرة أو متواضعة، يمكن للمرء أن يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار الضارة التي نخلفها على البيئة".
ويعد اليوم العالمي للبيئة حدثاً سنوياً أطلقته الأمم المتحدة للمرة الأولى في عام 1972، ومنذ ذلك الوقت وهو يسهم بشكل كبير في الارتقاء بمستوى الوعي العالمي حول أهمية حماية البيئة ويشجع على اتخاذ خطوات عملية وإقرار سياسات لتحقيق هذا الهدف.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، تغطي الغابات ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض ويعتمد عليها نحو 1.6 مليار شخص بشكل مباشر في حياتهم. وفي الوقت الراهن، يستمر قطع الأشجار بمعدلات مرتفعة تنذر بالخطر ففي كل عام يتم إزالة نحو 14.6 مليون هكتار من الغابات. وتتوقع الأمم المتحدة أن تصبح حماية الغابات وتوسعة مساحاتها من فرص العمل المجدية.
ويسهم استخدام الأخشاب الواردة من غابات مستدامة في تعزيز اعتماد مبادئ الاستدامة في قطاع التشييد والإنشاءات. وقامت "مصدر" بدور فاعل في إدخال الأخشاب المستدامة إلى أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التعاون مع تجار الأخشاب المحليين. وحددت "مصدر" للمهندسين المعماريين والمدنيين والمقاولين المواصفات والشروط الواجب توفرها في مختلف مواد البناء قبل السماح باستخدامها في الإنشاءات الجارية في مدينة مصدر. وتنص هذه الشروط على وجوب استخدام الأخشاب المستوردة عن طريق تجار ومصانع أخشاب حائزة على شهادات اعتماد من جهات معترف بها مثل "مجلس رعاية الغابات" أو غيرها من الجهات الحائزة على موافقة "برنامج اعتماد تراخيص الغابات". يضاف إلى ذلك، أن جميع الأخشاب يجب أن تكون مستوردة بشكل قانوني وأن لا تنطبق عليها بنود "اتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المعرضة للانقراض".
وفي السابق، كان يصعب الحصول على أخشاب معتمدة من قبل "مجلس رعاية الغابات" في أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن قامت "مصدر" بمجموعة من المبادرات والجهود، بما فيها تنظيم ورشة عمل لتثقيف تجار الأخشاب وتعريفهم بأهمية استخدام هذه الأخشاب. وتستمر "مصدر" بتشجيع استخدام الأخشاب المعتمدة من خلال عقد الندوات لتسليط الضوء على ضرورة وجود المزيد من موزعي الأخشاب المعتمدين من قبل "مجلس رعاية الغابات" في أسواق الإمارات العربية المتحدة، حيث ساعدت "مصدر" شركتين في الحصول على شهادة موزع معتمد من قبل المجلس.
ويجري أيضاً تدوير الفائض من الأخشاب عن طريق تقطيعه إلى شرائح صغيرة واستخدامه لتغطية أرضية الحدائق وذلك لتثبيت التربة واحتفاظها بالرطوبة، وتسهم عملية التدوير هذه في خفض الطلب على الأخشاب الجديدة وخفض معدلات استهلاك المياه لري الحدائق. وتهدف أنظمة خفض استهلاك المياه في مدينة مصدر إلى الحد من استهلاك المياه الصالحة للشرب بنسبة 70% مقارنة بالمعدل السائد في دولة الإمارات، إضافة إلى استعمال نظام ثنائي لمواسير الصرف يفصل المياه الرمادية عن المياه السوداء.
والتزاماً بأهدافها في نشر ممارسات الاستدامة، تشارك "مصدر" أواخر الشهر الجاري في معرض "إيبيك دبي" للمستهلكين وذلك كشريك للمعرفة في مجال الاستدامة. ويوفر "إيبيك دبي" منصة تساعد الشركات في تسليط الضوء على منتجاتها المستدامة، وسيقام المعرض خلال المدة 22 – 24 يونيو 2011.
خلفية عامة
مصدر
تعد "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير وتسويق وتطبيق تقنيات وحلول الطاقة المتجددة والبديلة، أسستها حكومة إمارة أبو ظبي في أبريل من سنة 2006. وتشكل الشركة صلة وصل بين الاقتصاد الحالي القائم على الوقود الأحفوري، واقتصاد طاقة المستقبل، حيث تعكف على تطوير الأثر الصديق للبيئة للطريقة التي سنعيش ونعمل وفقها في المستقبل.