فن الطهى الفلسطيني في معرض أبو ظبى للكتاب

تاريخ النشر: 06 مايو 2014 - 04:19 GMT
البوابة
البوابة

أعطى معرض أبو ظبى الدولى للكتاب إشارة البدء لتأليف كتاب جديد فى فن الطهى عندما جمع وللمرة الأولى بين الشيف الفلسطينى الأصل طارق تايلور وزميلته سوزان الحسينى، حيث تبادل الطاهيان تجارب طفولتهما فى بلدان الاغتراب، ولم يمضِ الاثنان وقتاً طويلاً فى تجاذب أطراف الحديث، حتى بدأت تلوح فى الأفق بوادر مشروع مشترك بينهما.

ويحمل تايلور الجنسيتين السويدية والبريطانية، وهو واحد من أبرز مؤلفى كتب الطهى ونجم سلسلة "فن الطهى الاسكندنافى" على قناة "بى بى سى لايف ستايل"؛ وكان تايلور قد أمضى أول عامين من طفولته فى القدس لأب فلسطينى وأم من أصل سويدى انجليزى إلى أن قرر والداه الهجرة إلى السويد، مسقط رأس والدته، فى عام 1973 نتيجة للأوضاع المتدهورة التى شهدتها فلسطين آنذاك.

أما سوزان الحسينى، فهى مؤلفة وشيف فلسطينية شهيرة تحمل الجنسية الكندية وتقيم فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهى مقدمة برنامج "صحبة طيبة" على قناة "فتافيت"، وقد نشأت الالحسينى مع والدين من نابلس فى الضفة الغربية، واختبرت التجربة ذاتها حين اتخذ والدها قراره الجريء بمغادرة أرض الوطن والهجرة إلى كندا عام 1967.

وقالت الحسينى فى معرض تعليقها على هذا الموضوع: "يشكل عاما 1967 و1973 محطات مصيرية فى ذاكرتنا كفلسطينيين، وقد كان لها تأثيرها المباشر على حياة كلينا، حيث أُجبرت عائلاتنا على مغادرة الوطن للبقاء على قيد الحياة. وبالرغم من اضطرارنا لترك أراضينا والاستقرار فى دول أخرى والتكيف مع عاداتها وتقاليدها، إلا أننا لا نزال فلسطينيين فى قلوبنا. وتعد الأطباق الفلسطينية التقليدية إحدى أشكال ارتباطنا الوثيق بأرض الوطن".

وتحدّثت الحسينى عن نشأتها فى كندا، حيث اعتادت أمها تحضير المأكولات التقليدية باستخدام مكونات لم يكن من السهل إيجادها فى البلاد آنذاك، بل كانت تعتمد فى تأمينها غالباً على أقربائها القادمين من فلسطين.

وأضافت الحسينى: "أحضر أقاربى الزعتر والملوخية من فلسطين بسبب عدم وجود متاجر تبيع الطعام العربى أو مكوناته فى ذلك الحين"، وكانت والدة الحسينى تعد الأكلات التقليدية مثل الفلافل والشاورما للغداء المدرسى، وكانت الفتاة تتعرض لسخرية أقرانها بسبب وجباتها التى وصفوها بالغريبة، لكنها لم تكن تتمتع بالوعى الكافى لفهمهم أو تشعر بالانزعاج من ذلك. وكانت أمها تطلب منها دعوة أصدقائها فى المدرسة للخروج واللعب سوية، وتجهز لهم ولائم كبيرة من مختلف أنواع الطعام العربي. ولم يكد يمر وقت طويل، حتى بدأ الأطفال يطلبون تناول هذه الوجبات.

أضافت الحسيني: "فى نهاية المطاف، كان الطعام أساس علاقاتى مع الآخرين؛ حيث مكّنهم من تقبلى واحتضانى بينهم، وشكّل جسراً بينى وبين أبناء الثقافات الأخرى منذ سن السادسة. وأعتقد أن قصتى تماثل قصص أناس كثيرين نشأوا بعيداً عن أوطانهم".

وتابع تايلور القصة باهتمام شديد، وقال بشيء من الدهشة: "إنها قصة حياتى أيضاً". وانتقل الطاهيان بعدها إلى مناقشة المطبخ العربى والمأكولات الخاصة بكل بلد من الشرق إلى الغرب، والتى تندرج مع ذلك ضمن إطار ثقافة واحدة.

وحول هذا الموضوع، قال تايلور: "هناك شعور مختلف بالفخر إزاء المأكولات فى الثقافة العربية، وهذا يشكل رادعاً يمنعنى من العبث بالوصفات التقليدية. ولكن عندما أخفق فى ذلك، يسامحنى الجزء الفلسطينى من عائلتى نتيجة عروقى المختلطة. لقد بذلت قصارى جهدى لحفظ النصائح التى تسـديها لى زوجة أبى، وهى بالمناسبة طاهية ماهرة للغاية. وعندما أسألها عن طريقة تحضيـرها لطبق شهى ما، تتحفظ فى الإجابة لتقول لى أن السر يكمن فى المنكهات".

اشتهر تايلور بأطباقه الاسكندنافية، وقد لمع نجمه من خلال برنامج الطهى التلفزيونى "فن الطبخ الاسكندنافي" على قناة "بى بى سى لايف ستايل" البريطانية. كما أورد عدداً من وصفات المطبخ العربى فى أول كتبه الخمسة حول فن الطهى باللغة السويدية.

وقال تايلور: "لقد أردت أن أروج للمأكولات العربية فى السويد؛، وغالباً ما كنت أركز على أطباق تقليدية مثل ’المقلوبة‘ التى يتم تحضيرها بطريقة عكسية من خلال وضع طبقة اللحم أسفل الوعاء، ومن ثم تُقلب وتقدّم مع اللحم على وجهها. لقد أحبها الجميع، وهى طبق مريح بلا شك".

تشتهر الحسينى بلمساتها العصرية على الأطباق التقليدية وتقول: "أحب تحضير أطباق فلسطينية وعربية تقليدية وإضفاء لمسات عصرية لتقديمها بأسلوب جديد، وخصوصاً للأجيال الجديدة التى اختبرت طيفاً أوسع من المأكولات العالمية مقارنةً مع أطباق بلادها التقليدية".

ولدى سؤالهما عن إمكانية توحيد جهودهما لتأليف كتاب مشترك حول فنون الطهي، رد الطاهيان بالإيجاب؛ فقال تايلور: "جوابى بسيط – أجل! وسأنفذ كل ما تقوله سوزان". وجاء الجواب مماثلاً من الحسينى التى سألته عن كيفية لفظ كلمة "أجل" باللغة السويدية، وأبدت موافقتها على الفكرة قائلةً: "إنه أمر مدهش. أعتقد أن إعداد كتاب معاً سيكون أمراً سهلاً؛ فكلانا فلسطينيان يعيشان فى الخارج تجمعنا الأصول ذاتها، ويمكننا الاستفادة من تجاربنا ومشاركة بعضها مع الآخرين".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن