صدور كتاب "مدفونون أحياء" عن الناجين من منجم شيلي

تاريخ النشر: 01 مارس 2011 - 07:45 GMT
عمال المنجم المحتجزون
عمال المنجم المحتجزون

     

 باريس: تعد حادثة منجم تشيلي الشهيرة الذي أنهار واحتجز 33 عاملاً لمدة 69 يوماً على عمق 700م تحت الأرض قبل أن يتم انقاذهم بإعجوبة من أشهر الحوادث التي وقعت خلال العام الماضي، وحول هذه الحادثة صدر مؤخراً عن دار "لافون" بباريس كتاب جديد بعنوان "مدفونون أحياء".

 

وقامت كوليت مرشليان بصحيفة "المستقبل" اللبنانية بترجمة مقتطفات من الفصول الأولى للكتاب والذي يسلط الضوء ليس فقط على عملية الإنقاذ والتي تمت بكفاءة تقنية عالية أنتهت بخروج جميع المحتجزين سالمين، ولكنه يركز تحديداً على يوميات هؤلاء المحتجزين وما جعلهم يستمرون في الحياة من مأكل ومشرب وأيضاً بعض الأوكسجين الواصل من خلال أنابيب المساعدة من الخارج، كما قام بعضهم بتدوين يومياته بواسطة بعض الأوراق والأقلام.

 

يوصف الكتاب الساعات الأولى عقب الإنهيار وما فعله عمال المنجم المحتجزون وعددهم 33 عاملاً، حيث وزعوا المهام المطلوبة فيما بينهم في اليوم الأول حيث استخدم فريق منهم الآليات الضخمة لإصدار ضجيج حتى توصل أصواتهم للخارج، وسريعاً بدأ مخزونهم من الطعام والمياه يتناقص حتى أنهم بدأوا بشرب مياه الصهاريج الضخمة والتي عادة ما يتم تخزينها لتزويد الآليات بالمياه، والتي كانت قذرة للغاية .

 

أصاب العاملون الوهن بعد ثلاثة أيام نتيجة نقص المياه إلا أنهم تمكنوا من تسخير الأغراض الموجودة حولهم لخدمتهم، فراوول بوستوس ذاك الناجي من هزة أرضية ضخمة سابقة بدأ يتعاون مع البوليفي الشاب كارلوس ماماني ليساعده على انشاء شبكة قساطل لجر المياه التي تنزل في أطراف المكان وإيصالها إلى المخيم. أديسون بيذنا أضاء المكان باستخدامه بطاريات الشاحنات المتوقفة، كما استخدم أضواء البولدوزر الضخم.

 

بدأ الرجال يشعرون باهتزاز صغير في الأرض وبدأت هذا الاهتزام ينتقل الى أجسادهم، وبدأ يسمعون صوت حفر يتجه بصوبهم، وتمّ تقليص الوجبات الغذائية، وقد قرر الرجال تناول الطعام مرة كل 36 ساعة بدلاً من وجبة كل 24 ساعة.

 

في اليوم السابع عشر، في المنجم انقطع الصمت المخيم داخل النفق الرطب وسمع صوت الحافرة القوي ثم سمع صوت تفجر صخور وبعدها ضجيج آلي هائل، وحين أحدثت الحافرة حفرة كبيرة في سقفية المكان، كان ذلك أسعد لحظة ساحرة في حياة من كانوا بالمنجم وعرف الجميع أنه سوف يتم إنقاذهم.