بيروت: صدر عن دار اليقظة والدار العربية للعلوم كتاب بعنوان "مؤامرة تقسيم السودان" للمفكر الفاتح كامل، ويقدم المؤلف في كتابه قراءة في المشهد السوداني السياسي المعاصر، ويشتمل على مجموع مقالات ومطارحات فكرية عميقة حول مؤامرة تقسيم السودان، وصراعه في الداخل والخارج.
يأتي الكتاب ليعبر عن رأي مؤلفه حول اللعبة التي تحاك حول مثلث النفط الموجود في المنطقة المشتركة بين غربي السودان - دارفور تحديداً - وتشاد المجاورة، ويسلط الضوء على صراع القوى الكبرى وتكالبها على مناطق النفوذ في منطقة حيوية تكتسب في كل يوم جديد أهمية استراتيجية واضحة.
مما يقوله المؤلف في الكتاب "يحسب للحكومة السودانية والحركة الشعبية تحقيق اتفاقية سلام الجنوب مما عزّز الأحلام الكبيرة بأمن وسلام يعم الجميع عشية توقيع تلك الاتفاقية في نيفاشا. إلا أن الخروقات الأمنية التي حدثت لاحقاً في العاصمة القومية الخرطوم والانفلاتات الأمنية التي حدثت في مدن الجنوب الأكثر استقراراً، مثل ملكال، أعادت إلى الأذهان القلق على مستقبل تلك الاتفاقية ومستقبل بقية الاتفاقات التي وقعت بعد ذلك في أبوجا وأسمرا، مع ملاحظة أن توقيع تلك الاتفاقات في تلك الدول يشير إلى اعتراف الدولة السودانية ضمناً بدور إقليمي لتلك الدول في تقرير مصير السودان".
ووفقاً لعماد جانبيه بصحيفة "الاتحاد" يشير المؤلف في كتابه إلى دارفور في إطار الصراع الداخلي والخارجي، موضحاً أنه توجد الآن فترة استعمارية جديدة تدور في منطقة آسيا الوسطى وحول نفط بحر قزوين تحديداً بالرغم من احتلال أفغانستان والتواجد الدولي الكثيف هناك للمحافظة على مصالح الدول الغربية، والأمريكية خاصة، والأهم من ذلك المحافظة على النواحي الجيواستراتيجية والمتمثلة في كون المنطقة عازل مهم للتمدد الروسي المحتمل مستقبلاً، وأيضاً لوقف التوسع الصيني، إضافة لاحتلال العراق في محاولة للسيطرة على نفط الشرق الأوسط.
وبحسب المصدر نفسه، يستعرض المؤلف كذلك عددا من التقارير حول المنطقة والتي يأتي على رأسها قرار الأمم المتحدة بالاستعداد لتفويض حلف "الناتو" بمهام في العراق ودارفور، كذلك مطالبة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بالمشاركة الأمريكية في قوات دولية إلى دارفور، وخبر تناقلته عدد من وسائل الإعلام الغربية عن توقيع اتفاقية مجتزئة بين الحكومة وحركة تحرير السودان.
