القاهرة : استضافت دار "وعد" مؤخرا الكاتب المصري الساخر محمد بركة ليلقى عدداً من قصصه القصيرة بمجموعتيه "كوميديا الانسجام" و "3 مخبرين وعاشق"، بالإضافة إلى بعض المقاطع من كتابه الساخر "صباح العكننة" والذي صدر العام الماضي عن دار "مدبولي" للنشر وحقق شهرة كبيرة.
وقدم الناقد د. السيد رشاد دراسة نقدية في تجربة بركة الإبداعية، كما قرأ بركة بعضا من نصوصه من بينها قصة تحمل عنوان "طارق" والتي كتبها في عام 1997 وقال فيها:
" طارق..
أذكر أنه كان يوم الاحتفال بمولد النبي، أي يوم "الحلاوة" و "دكر البط الشينى" والبهجة الموسمية التي تترقبها عزبة نائية لم يكن يطل الحرب والسلام يعرف عنها شيئاً. كان الحر كالهم الثقيل والترعة تجري بماء صاف، وحين تحلقوا حول الطبلية، لاحظوا غياب "طارق".
ودون أن أثقل عليكم – وعلىَّ – بالتفاصيل طارق كان نائماً على بطنه، والتيار الناعم يجرفه في هدوء حتى اعترضه أخيراً فرع كافور، ودفعته التيارات الصغرى برفق نحو الشاطئ وتكاثرت عيدان الحطب وأوراق الصفصاف الجافة وتجمع الزبد حول جثة أخى ! ... "
أما عن كتابه "صباح العكننة" والذي يقع في 14 مقالا، فقد اهتم الكاتب فيه بكرة القدم وهموم الشارع المصري والرومانسية والصور الفولكلورية الذهنية حول الدمايطة والشراقوة والمنايفة؛ حيث تناول ذلك بأسلوب ساخر يعتمد على توليد المفارقة الدرامية والسعي للضحك عبر كوميديا الموقف. وضرب بعض الأمثلة السريعة للمواقف التي تصيب المصري بـ"العكننة" السريعة، ومن بينها: عندما يقرأ في الجرائد عن اعتزام الحكومة "تحريك" الأسعار، عندما يتأكد من صاحب الكشك أن زيادة الأسعار شملت للأسف سجاير "سوبر" و "كليوباترا".
عندما يكون مندمجاً في مكالمة ساخنة عبر الموبايل فينقطع الخط فجأة وتداهمه تلك العبارة المسجلة بصوت نسائي محايد: عفواً لقد نفد رصيدكم!. عندما يلف على طوب الأرض في المنطقة فلا يجد كشكاً أو محلاً ليشتري منه كارت شحن. عندما يجد أخيراً – وبعد طوال لف ودوران – الكشك المنشود ولكن كروت الشحن التي لديه الآن من فئة الخمسين جنيه فقط "معلهش يا بيه.. الكارت أبو عشرة خلص. "..! عندما يتضح أن نصيبه من العلاوة الدورية والتي كلفت خزانة الدولة عدة مليارات وتصدرت مانشيتات الصحف القومية يعادل ثمن كيلو خيار يضاف إلى راتبه الأساسي كموظف قد الدنيا.
كما تحدث بركه في كتابه هذا عن أغرب العبارات والجمل التى تؤكد أن المصريين شعب متدين ومن بينها : "الملك لله"، عندما يعد التاجر الأوراق المالية قائلا الله واحد.. مالوش تاني.. تلاتة.. أربعة.. خمسة...إلخ.