"التحدث إلى الإرهابيين" : نظرة الى حماس وحزب الله

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2010 - 08:05 GMT
الحديث مع الارهابيين
الحديث مع الارهابيين

 أمريكا : يقدم الكاتب الأمريكي والمحلل العسكرى مارك بيري خلاصة انطباعاته الشخصية حول المنظمات الإسلامية التي وصفها بـ "الإرهابية" من وجهة نظر أمريكية في كتابه "التحدث إلى الإرهابيين" لناشره باسيك بوكس, مبدياً تعاطفاً مع الحركات الإسلامية الثورية، التي يقابلها تأييد شريحة عريضة داخل مجتمعاتها.

 

ووفق قراءة قدمتها رانيا صالح في جريدة "الوفد" يتساءل الكاتب كيف لحركات مثل "حماس" و"حزب الله" اللبناني وجماعة "الإخوان المسلمين" أن توضع في سلة واحدة مع تنظيمات إرهابية أخرى مثل تنظيم القاعدة.

 

ويرى الكاتب أنه لابد من البحث في مدى اعتدالها وانفتاحها على الحوار السياسي وقابليتها للتغيير, خاصة وأن حماس وحزب الله قد أدانتا هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأعربتا عن استعدادهما لفتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة وحلفائها.

 

ويؤكد بيري أنه في الوقت الذي يرفض الساسة الغربيين التحدث إلى جماعات مثل حماس وحزب الله والإخوان بحجة أنهم ليسوا عناصر سياسية فعالة ومشروعة، تتم جلسات سرية بين مندوبين أمريكيين وأوروبيين ومن يطلقون عليهم بقادة "أخطر المنظمات الإرهابية" .

 

وقد أجرى المؤلف اتصالاته الشخصية بقيادات في منظمات مختلفة مثل حماس وحزب الله والمقاومة السنية الوطنية بالعراق، وأخرى مع دبلوماسيين وعاملين داخل البنتاجون.

 

يرى بيري مؤلف الكتاب - وفق المصدر نفسه - أن غزو الولايات المتحدة للعراق كان زلة لا تغتفر، وأن سياسة "اللاتحدث إلى الإرهابيين" ما لبثت أن واجهت تحديا كبيرا في العراق، عندما فشل القادة العسكريون في سد الفجوة بين سياسات الولايات المتحدة المقررة في واشنطن والحقائق على أرض الواقع.

 

يعتقد بيرى بأن جماعة الإخوان المسلمين، التي أسسها حسن البنا عام 1928, أهم حركة سياسية لها شعبية كبيرة في مصر والأردن والضفة الغربية وغزة, وتواجه نقداً وإدانة وقمع من قبل الحكومة المصرية التي عملت على تقويض الحركة منذ الخمسينات، حتى أيمن الظواهري لتنظيم القاعدة يرى أن الجماعة عدواً للإسلام، ويدينها بسبب مشاركتها في العملية الديمقراطية في مصر و"جذب الآف من الشباب المسلم إلى خطوط الانتخابات... بدلاً من جذبهم لخط الجهاد."

 

ويرى بيري بأن الجماعة نالت شعبية كبيرة وخدمت كنموذج للعمل السياسي لمنظمات أخرى وولدت عدد لا يحصى من الحركات الإسلامية الأخرى في المنطقة, وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس), التي تأسست في غزة عام 1987 كإمتداد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكرد على العمليات العسكرية الإسرائيلية الناجمة عن الانتفاضة الأولى, وساعد في تأسيسها عبد العزيز الرنتيسي الذي انضم للإخوان عندما كان طالبا بجامعة الإسكندرية ولمع صيته بين صفوفهم، حتى بعد تخرجه وعودته لغزة ليعمل طبيباً.

 

ويرى بيري بأن حزب الله اللبناني ينظر إليه من قبل الولايات المتحدة باعتباره واحداً من أخطر المنظمات الإرهابية في العالم، ويلخص بيري المشكلة الأساسية التي تواجه أمريكا في "أنها لا تفهم العدو الذي تحاربه ولم تنجح في كسب المسلمين لصفها".