مؤسسة قطر تتواصل مع العلماء والباحثين في منتدى علوم الحياة بفرنسا

في مستهل كلمته أمام جمهور الباحثين والعلماء في منتدى علوم الحياة الدولي (بيوفيجن 2011) بفرنسا سلّط الدكتور عبد العالي الحوضي، نائب الرئيس للبحوث بمؤسسة قطـر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إلى النهضة العلمية والتعليمية الهائلة التي حققتها دولة قطـر في زمن قصير.
وخاطب الحوضي زمرة العلماء والباحثين المشاركين في المنتدى العالمي الكبير في نسخته السابعة بقوله: "عرفت قطـر من نحو نصف قرن من الزمن باعتمادها على صيد اللؤلؤ واشتهرت بخطاها الثابتة نحو التقدم والمدنية والازدهار حيث توجت مسيرتها بنيلها شرف احتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ومع ذلـك لا يعرف الكثيرون عن الاستثمارات الهائلة التي تسخرها الدولة في خدمة قطاع التعليم والعلوم والبحوث العلمية."
وأضاف قائلاً: "إننا في مؤسسة قطـر نؤمن إيماناً راسخاً بأن البحوث العلمية والتعليم وجهان لعملة واحدة، ولهذا فإن مهمتنا بصفتنا من أصحاب صنع القرار في مجال البحث العلمي تتلخص في ضمان توفير محفزات الإبداع في البيئة التي تجرى فيها أنشطة التعليم والبحث العلمي."
منتدى (بيوفيجن) لعلوم الحياة عبارة عن ملتقى عالمي للبحوث و الأبتكار الطبي الحيوي يعقد كل عامين ويمتد ثلاثة أيام في مدينة ليون الفرنسة حيث تلتقي نخبة العلماء والباحثين والأكاديميين على صعيد واحد لعرض آرائهم حول التطورات المستقبلية للعلوم الحياتية باختلاف فروعها وتخصصاتها.
كما أن المنتدى فرصة للمعنيين بقطاعات العلوم والبحث العلمي ورواد الصناعة لبحث آثار الاكتشافات العلمية والبحوث على المجتمع والبيئة.
في الوقت ذاته، فإن منتدى (بيوفيجن) يحرص على دعوة الواعدين من طلاب الدكتوراه والدراسات العليا والباحثين لحضور فعالياته بموجب برنامج الزمالة الذي يعرف باسم (بيوفيجن نكست).
وخلال فعاليات ندوة الإبداع التي تعقد تحت مظلة برنامج الزمالة قام الزملاء المشاركون بعرض خلاصة أفكارهم لمشروعات البحث العلمي المبتكرة أمام لجنة التحكيم لتقييمها ولاسيما أن تلك المشروعات تمس الموضوعات التي يتطرق إليها مؤتمر (بيوفيجن).
وبالإضافة إلى أن الدكتور عبد العالي الحوضي، نائب الرئيس للبحوث بمؤسسة قطـر، عضو بلجنة التحكيم، فقد كان أيضـاً المتحدث الرئيسي في المراسم الختامية للندوة حيث خاطب ما يزيد عن مائة من الباحثين والعلماء الناشئين من مختلف أنحاء العالم. وخلال كلمته تطرق الدكتور الحوضي إلى ثقافة البحث العلمي في مؤسسة قطـر والفرص المتاحة لديها.
وأشار بقوله: "لأن بناء ثقافة بحث قوية يتطلب توفير فرصاً كبيرة للإبداع والابتكار في حقل التعليم، فإننا في مؤسسة قطـر نحرص على تشجيع العقول الواعدة لخوض مجالات البحث العلمي كي تسهم في تطوير مستقبل يتسم بالاستدامة بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع."
وتابع الدكتور الحوضي كلمته بالقول: "فمن خلال البرامج الهادفة على غرار الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وبرنامج قطـر للريادة في العلوم، نقوم بإعداد النشء وتأهيلهم لإطلاق قدراتهم الهائلة لنضعهم على بداية الطريق الصحيح."
وأشار الدكتور الحوضي إلى أن مؤسسة قطـر ملتزمة ببناء مجتمع متطور وراقي للعلوم والبحث العلمي في دولة قطـر يهدف إلى ترسيخ المكانة الرائدة التي تبوأتها الدولة مركزاً إقليمياً للابتكار والبحث العلمي. وأضاف بأن تثقيف الشباب وتشجيعهم لمواصلة جهود البحث العلمي هو حجز الزاوية لمبادرات البحث العلمي بالمؤسسة.
وتابع الدكتور الحوضي حديثه بالقول: "إنه من خلال الأنشطة و الرعاية التي نقدمها بجانب المشاركة في الفعاليات الدولية الكبيرة على غرار مؤتمر ومنتدى (بيوفيجن) إضافة إلى منتدى البحث العلمي السنوي الذي ننظمه تبرهن على أننا لا نقوم فقط بتعزيز إمكانات البحث العلمي لدولة قطـر لخدمة شريحة أوسع، بل أننا نتواصل أيضـاً مع العلماء والباحثين الصاعدين ونسهم في دعم مواهبهم بما ينفع الفرد والجماعة."
في الوقت ذاته حضر منتدى (بيوفيجن 2011) اثنان من طلاب واحة قطـر للعلوم والتكنولوجيا، يعملان على مشروع بحثي حول مرض السرطان والخلايا الجذعية في باريس 11، وهما حمد الذوادي وحليمة الفارسي.
يذكر أن حمد الذوادي يتابع نشاطه البحثي حول العلاقة بين خلايا سرطان المبايض والخلايا الجذعية، أما حليمة الفارسي فهي تبحث في سلوك الخلايا الجذعية السرطانية لتحديد أيها مسئولة عن المرض وبالتالي بحث العلاج المباشر بالعقاقير الموجهة لتلك الخلايا.
وتعقيباً على مشاركته بمنتدى (بيوفيجن) أوضح حمد الذوادي بقوله: "لا شك أن مشاركتنا في هـذا الحدث العالمي الكبير تعد إضافة هامة لنا ولاسيما عرض آخر خطواتنا البحثية على العلماء والباحثين الآخرين، كما أنها فرصة نادرة للقاء الباحثين من دول العالم والذين لديهم أفكار يمكن أن تسهم في خدمة جهود البحث العلمي لدينا."
ونشير ان الذوادي والفارسي قد شاركوا في المنتدى العلمي السادس للسرطان، الذي كان ضمن فعاليات منتدى (بيوفيجن).
تجدر الإشارة إلى النسخة السادسة من المنتدى العلمي للسرطان كانت حدثاً فرعياً تابعاً للمنتدى حيث يأتي في إطار فعاليات منتدى (بيوفيجن) العالمي.
إضافة إلى المشاركة في المؤتمرات العملية الدولية والفعاليات العالمية لتسليط الضوء على جهود وإمكانات البحث العلمي في دولة قطـر، فإن قسم البحوث التابع لمؤسسة قطـر يقوم من جانبه بتنظيم فعاليات بذات المستوى لتعزيز جهود البحث لدى المؤسسات والجهات العاملة بدولة قطـر، بما يسهم في جمع العلماء والخبراء على صعيد واحد لدعم التعاون والجهود المشتركة بينهم.
وفي هـذا الإطار قامت المؤسسة بتنظيم الملتقي البحثي السنوي الأول بالدوحة في شهر ديسمبر الماضي (2010)، حيث سلط الملتقى الضوء على جهود البحث العلمي من خلال عدد من المشروعات البحثية والبرامج والمبادرات ضمن المدينة التعليمية والمجتمع العلمي المحلي.
وشارك في الندوات النقاشية للملتقى نخبة من الباحثين البارزين من مختلف الجامعات ومراكز البحث العلمي الدولية، كما ضم الملتقى أيضـاً حلقات نقاشية مفتوحة مع الخبراء الحاضرين إضافة إلى ندوات خاصة بالملصقات البحثية.
شكل الملتقى خطوةً مهمةً في مجال البحث العلمي ولاسيما أنه ركز على أهمية ثقافة البحث العلمي في قطـر وتعزيز برامج تطوير الشباب التي تطلقها المؤسسة في مجالات العلوم والبحث العلمي.
من جهة أخرى، فقد شارك في الملتقى السنوي منصف سلعوى، رئيس مجلس الإدارة، البحوث والتطوير في غلاكسو سميث كلاين ببريطانيا، حيث أشار بقوله: "لا شك أن بناء ثقافة للبحث العلمي أمر مهم ولكنه صعب حيث يتطلب الكثير من المثابرة والمرونة في آن واحد."
وتابع منصف بقوله: "من المهم أيضـاً بناء القواعد القادرة أولاً قبل بناء ثقافة البحث حيث إن القاعدة هي أساس رعاية المواهب العلمية، ولهذا أرى أن الملتقى فرصة عظيمة للتشديد على أهمية البحث العلمي كما أنه منصة نجعل من خلالها مشوار البحث العلمي أكثر استقطاباً للنشء القطري."
من جانبه أوضح رايموند أورباخ، مدير معهد الطاقة في جامعة تكساس أوستن بالولايات المتحدة ووكيل الوزارة الأول للعلوم بوزارة الطاقة الأميركية سابقاً، بقوله: "يمكن القول بشكل عام أن الجميع هنا يغمره إحساس بالراحة والانجاز، فمن الواضح أن دولة قطـر تقدم نموذجاً رائعاً للالتزام الواضح بالبحث العلمي الموجه نحو احتياجات المجتمع المحلي والمواطنين."
وأضاف أورباخ قائلاً: "كما يمكن القول أيضـاً بأن الملتقى يحمل قيمة كبرى، فقد منحنا فرصة للنظر بعمق في القضايا العملية والمجالات البحثية التي تهم دولة قطـر، إضافة إلى معرفة برامج البحث العلمي التي تباشرها الدولة لتحقيق مخططاتها ورؤيتها الوطنية."
وتعقيبا على الملتقى أوضح الدكتور عبد العالي الحوضي، نائب الرئيس للبحوث بمؤسسة قطـر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حديثه بالقـول: "إننا في مؤسسة قطـر ملتزمون بدعم جهود البحث العلمي الوطنية من خلال تقديم برامج تطوير الشباب في العلوم والبحث العلمي ومن خلال تنظيم فعاليات عالمية نسلط الضوء خلالها على انجازاتنا في هـذا المجال."
واختتم الدكتور الحوضي تصريحه بالإعلان عن موعد إقامة النسخة الثانية من الملتقى حيث أشار قائلاً: "وعلى خلفية النجاح الهائل الذي حققناه في النسخة الأولى من الملتقى البحثي السنوي، فإننا نعتزم تنظيم النسخة الثانية من الملتقى في نهاية العام الجاري 2011."
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.