ابراهيم السحيياني مدون من السعودية يقول بأن هذا الفوز في رأيه جاء نتيجة حتمية للعرض المدروس الذي قدمته قطر، ويقارن بين عرضها وعروض باقي الدول التي عرضت الاستضافة.
يقول إبراهيم في تدوينة بعنوان: "قطر ما تهرول عبث":
"تابعتْ من بعيد كل ما يحدث من خطوات [ مدروسة ] لتقديم ملف قطر لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٢، ابتداءً من [ الفكرة ] والفكرة في أن تُقدم دولة على [ التخطيط ] لاستضافة كأس العالم، ليس بعد عامين أو ثلاثة، بل بعد أكثر من عشرة سنوات، عشرة سنوات في قياس بعض مسئولينا تعني أن دورتين وزاريّتين ستأتي، ويخلق الله ما لا تعلمون!"
ويتابع ابراهيم:
"أظن أن قطر كانت ذكية جداً بتحركها المبكر لخلق قنوات دخل أخرى (غير الغاز، وهي التي تتسيّد بوجود ارقى انواع الغاز في العالم) ، الرياضة كانت أحد الفرص الكبيرة جداً أمام قطر لتكون رائدة المجال (إعلامياً) و (تنظيمياً) ..".
يشرح إبراهيم سبب تميز الملف القطري:
"قطر كانت الرسالة واضحة في اعلانات الملف، الرسالة تقول: (كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر.. انتهى!) الثقة كانت حاضرة، الذكاء كان كبير في تجاوز عقبات كثيرة، فيما يخص الجوّ، المكان، اللوجستيات.. والأهم من ذلك لديهم تجارب سابقة في استضافة عدة بطولات..". كما ولعبت قطر على وتر البيئة أيضا لدعم ملفها: "النماذج التي تم نشرها عن ملاعب قطر، الملاعب الصديقة للبيئة، سيتم إعادة تركيب مدرجات الملاعب لبعض الدول النامية.. أشياء كثيرة كانت داعمة!".
يمضي ابراهيم في مقارنة باقي الملفات ببعضها؛ كما ويتمنى أن تتحلى السعودية بذات التخطيط: "قطر خططت بذكاء.. تحركت بشكل مدروس، وآمنت ايماناً يقينيّاً انها ستحصل على ذلك.. وتم ذلك لهم!...الف مبروك للاشقاء القطريين، والعقبى لنا بخطط مدروسة [أكبر]!"
محمد من المغرب في مدونه علاش، يحكي عن قوة قطر السياسية التي تمثلت في نجاحها في الحصول على الاستضافة في تدوينته: "ماذا يمكن للمغرب أن يتعلم من قطر". يستهل محمد قائلا:
"لست من المهوسين بكرة القدم وأعتبر أن نفقات بناء الملاعب العملاقة تبذير لأموال الشعب يمكن أن تستخدم في قطاعات أكثر نفعا للمجتمع مثل التعليم والصحة وفي إنجاز البنيات التحتية المنتجة". ويتابع بقوله بأن نجاح قطر هو دليل على قوة هذه الدولة الصغيرة سياسيا:
"لكن وكما يعلم الجميع فتنظيم كأس العالم أو الالعاب الأولمبية يعد الآن انجازا سياسيا تفتخر به كل الدول المنظمة. و كسب ذلك “الشرف” يتطلب قوة سياسية على الصعيد الدولي أكثر منها قوة اقتصادية. وما نجاح قطر في احتضان نهائيات كأس العالم لعام 2022 إلا دليل على القوة السياسية لتلك الدولة الصغيرة".
يقارن محمد بين التجربة القطرية والتجربة المغربية في هذا المجال:
"لقد كان تقديم قطر لنفسها على أنها ممثلة للعالم العربي (أو الشرق الأوسط) شبيها بطرح جنوب إفريقيا التي كانت ممثلة للقارة السمراء. وبين هذه وتلك لعب المغرب على ورقة القرب من أوروبا. وهو شي لم يجدي". ويرى أن من الممكن أن يستفيد المغرب من التجربة القطرية وذلك "ليس من أجل المونديال ولكن من أجل الدفاع عن مصالح المغرب ومركزه على المستوى الإقليمي والدولي".
على الجانب الآخر، فإن صاحب مدونة "عين العقل" المصري يتساءل عن الرابح الفعلي من وراء فوز قطر باستضافة كأس العالم. بداية يقول حسن يحيى في تدوينته من الرابح قطر أم إسرائيل ؟":
"اليوم أعلنت الفيفا فوز الملف القطري لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، الخبر مفرح،عن نفسي تلقيته بفرحه لا بأس بها، حتى كتبت على تويتر مبروك لقطر و كل العرب، لم أكن متابع للموضوع عن كثب، فتلقيت الخبر بشكل عادي دون أن أنتبه إلى الواقع المر المتخفي خلف الخبر، بعد أن نبهني الكثير من الإخوة إلى أن قطر لا تستحق التهنئة ولا يستحق العرب كذلك، فقد فازت في مقابل التطبيع مع إسرائيل !"
يتابع محمد بأن من المعروف أن لقطر علاقات مع إسرائيل برغم أن لا حدود مشتركة تجمعهما مثل مصر والأردن، مما دفع أمير قطر إلى التصريح بأن قطر لا تمانع في وجود الفريق الإسرائيلي على أراضيها خلال كأس العالم:
"إلا أن أمير قطر الشيخ محمد بن حمد آل ثان أدلى بتصريح مفاده أن قطر ليس لديها مانع من مشاركة المنتخب الإسرائيلي في بطولة كأس العالم على الأراضي القطرية، و هو أمر طبيعي كون قطر دولة قد طبعت العلاقات بالفعل مع إسرائيل، و لو كانت مصر فازت في 2010 لكانت فعلت المثل ! .. لذلك حمدت الله اليوم أن مصر لم تفز 2010، لأنه بالإضافة إلى ترصد الكثيرين بمصر في علاقتها مع إسرائيل كانت هذه النقطة بالذات ستفتح النار على مصر و تعطي الكل حق النهش في لحم مصر !".
ويرى حسن إن إسرائيل ستفيد من هذا الحدث لتقريب صورتها وتحسينها شيئا فشيئا في ذهن المشاهد العربي، فحين يتابع اللقاءات الودية التي تجمع المسؤولين الإسرائيليين بالعرب فإن ذلك: "أولاً يعطي فكرة جيدة عن إسرائيل لباقي العالم، و ثانياً يقرّب فكرة التطبيع إلى أذهان الشعوب العربية شيئاً فشيئاً، و لذلك أنا أراهن أن إسرائيل ستفعل المستحيل لتلعب في كأس العالم 2022".
ولذا تبقى إسرائيل هي الرابح الأكبر في نظر حسن: "كلنا شاهدنا كأس العالم 2010 و الصبغة الأفريقية التي سيطرت عليه، و كذلك سيكون الوضع مع 2022 و لكن هذه المرة على الأرجح ستكون الصبغة شرق أوسطية قطرية عربية، و كون إسرائيل مشاركة في حدث صبغته عربية هو شيء كبير جداً بالنسبة لها و يحقق أهدافاً كثيرة يسعون وراءها، ولذلك فوز قطر و مشاركة إسرائيل في كأس العالم في قطر يمثل ربحاً لإسرائيل أكثر منه ربحاً لقطر !".
أما مدونة بحرك يافا من فلسطين المحتلة، فترى بأنه من المعيب أن يفرح العرب لهذا الفوز الذي استخدمت قطر علاقاتها مع إسرائيل لتحقيقه. تقول المدونة في تدوينة بعنوان "من أجل استضافة كأس العالم ….قطر بتتكلم عبري!!!":
"ملف قطر لكأس العالم يشمل أفلام مصورة في واحد منها يظهر طفل من دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويتحدث بلغة عبرية، الطفل يتمنى وصول دولة الاحتلال الإسرائيلي للمونديال وتلعب مع دول عربية في قطر، ويأتي الجمهور الإسرائيلي لقطر ليشجع المنتخب الإسرائيلي". وتعلّق المدونة على هذه الحدث:
شيء مخجل ومعيب بحق الشعوب العربية بشكل عام، وبحق الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري بشكل خاص الذين تخضهم أراض وطنهم أو جزء منه تحت نير الاحتلال الإسرائيلي".
