احتجاجات البحرين قد تطيح برئيس الوزراء

تاريخ النشر: 21 فبراير 2011 - 12:57 GMT
محتجون في مواجهة قوات الامن قرب دوار اللؤلؤة في وسط العاصمة المنامة
محتجون في مواجهة قوات الامن قرب دوار اللؤلؤة في وسط العاصمة المنامة

قد تنجح الاحتجاجات الشعبية في البحرين في الاطاحة برئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة وهو أقدم رئيس وزراء في العالم تلبية لمطالب حركة يقودها الشيعة وتضغط للحصول على نصيب أكثر عدلا من السلطة في البلد الخليجي الذي تسكنه أغلبية شيعية وتحكمه أسرة سنية.

ويريد المتظاهرون البحرينيون خروج الشيخ خليفة من المنصب الذي يتولاه منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1971 . واستلهمت الاحتجاجات الشعبية في البحرين سقوط رئيسين في المنطقة بدا أن حكمهما راسخ وهما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.

ويمثل الشيخ خليفة نمط الاستقرار الذي تعيشه دول عربية تدعمها أجهزة الامن ويروق منذ وقت طويل للغرب الذي همه تأمين امدادات النفط العالمية.

وتعود صناعة النفط في البحرين وهي الاقدم في منطقة الخليج الى عام 1932 . وأصبحت البحرين الان منتجا صغيرا للنفط لكنها ذات أهمية عسكرية استراتيجية للولايات المتحدة لوجود قاعدة بحرية أمريكية فيها منذ عام 1958 .

وتساهم قاعدة الاسطول الخامس الامريكي بالقرب من العاصمة البحرينية المنامة في قوة واشنطن العسكرية في الشرق الاوسط واسيا الوسطى كما لعبت دورا حيويا في الحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

ويبدو أن رئيس الوزراء البحريني البالغ من العمر 75 عاما لن يصمد أمام الازمة التي تعصف ببلاده. ويعتقد أن الشيخ خليفة كون ثروة كبيرة وامتلك مساحات كبيرة من الاراضي منذ توليه رئاسة الوزراء.

وقال عبد الخالق عبد الله وهو أستاذ في العلوم السياسية بالامارات ان الشيخ خليفة قضى في المنصب ما يكفي من الوقت.

وأضاف أن العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة قد يجد اللحظة مواتية أكثر من أي وقت مضى ليقول كفى لعمه رئيس الوزراء. وذكر أن البحرين قد تشهد قريبا اعداد رئيس وزراء جديد.

وأدان الرئيس الامريكي باراك أوباما -الذي يسارع لاعادة تقييم سياسته مع تأجج الغضب في المنطقة من حكام عرب شموليين- العنف مع المتظاهرين في البحرين وقال أوباما للحكام ان الاستقرار يعتمد على احترام حقوق شعوبهم.

وقال عبد الله ان أوباما أدرك أن وقت الحكام الشموليين قد ولى وانه يريد أن يدعم أنصار الديمقراطية في العالم العربي. وأشار الى أن المحتجين في البحرين لم يرددوا قط هتاف الموت لامريكا.

ولم تطالب قط الاغلبية الشيعية في البحرين والتي تصل الى نسبة 70 في المئة من مواطني المملكة بتغيير نظام الحكم وهو ملكي دستوري في الاساس. ويشتكي الشيعة في البحرين منذ وقت طويل من تعرضهم للتمييز لعقود في ظل حكم الاسرة السنية.

لكن المحتجين يريدون اقالة رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والديوان الملكي ويتهمونهم بملاحقة المعارضين الشيعة.

وتنفي الحكومة التي تحكم 1.3 مليون شخص نصفهم من الاجانب التمييز ضد الشيعة في الرعاية الصحية والسكن والوظائف الحكومية خاصة في قوات الامن.

والتزم الشيخ خليفة الصمت منذ نشوب الازمة في البحرين قبل أسبوع وجعل الشرطة والجيش في مواجهة مع المحتجين مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص واصابة المئات.

وعهد عاهل البحرين (61 عاما) الذي تولى العرش عام 1999 الى ابنه ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى ال خليفة بفتح حوار مع المعارضة لاخلاء الشوارع من المحتجين وتضميد الجروح التي لا تزال ملتهبة في البلاد.

وقال ولي العهد لقناة (سي.ان.ان) الاخبارية الامريكية يوم السبت ان كل الاحزاب السياسية في البحرين تستحق أن يكون لها صوت على الطاولة وقدم تعازيه لاسر القتلى والجرحى.

وأوضح أن المحتجين سيسمح لهم بالبقاء في دوار (ميدان) اللؤلؤة في المنامة وهو نقطة ارتكاز المظاهرات في البحرين على غرار ميدان التحرير بالقاهرة في احتجاجات مصر.

ومازال الحذر يهيمن على منظمي الاحتجاجات الشبابية وأحزاب المعارضة في البحرين بشأن الدخول في محادثات قبل رحيل الحكومة.

وهذه الخطوة وحدها قد لا تكون كافية لتهدئة الغضب حيث يطالب المحتجون أيضا بتعديلات دستورية تضمن انتخاب الحكومة وليس تعيينها من قبل الملك.

وقالت زينب أحمد وهي من حركة شباب 14 فبراير ان الحوار من الممكن أن يبدأ بعد استقالة الحكومة.

ويرأس ولي العهد في البحرين والذي ينظر اليه على أنه من أنصار الحداثة في البلاد مجلس التنمية الاقتصادية الذي حوله الى ما يشبه الحكومة الموازية للتصدي لرفض الاصلاح الاقتصادي.

وفي مشاحنة علنية نادرة وقعت عام 2008 أمر عاهل البحرين حكومة عمه بألا تعطل الاصلاحات التي يرعاها ولي العهد.

وربما يكون ملك البحرين وابنه ولي العهد قد حاولا الحد من سلطات رئيس الوزراء لكن من المحتمل أن يكون للشيخ خليفة حلفاء أقوياء في السعودية التي يربطها جسر بالبحرين.

وقالت جين كنينمونت من وحدة المعلومات التابعة لمجلة اكونوميست ان الحلفاء السعوديين لرئيس وزراء البحرين يعرفونه منذ وقت طويل ولا يريدون أن تحدث سابقة بتقاعد فرد بارز في الاسرة الحاكمة بينما تواجه السعودية نفسها مشاكل تتعلق بولاية العرش في ظل حكامها الطاعنين في السن.

كما أن الرياض لن تستسيغ ظهور ملكية لها دستور ديمقراطي في منطقة الخليج خاصة في البحرين جارتها ذات الاغلبية الشيعية التي قد تصل الى السلطة عن طريق الانتخابات.

وتخشى السعودية التي خسرت مبارك حليفها في مواجهة ايران من امتداد أي توتر الى الاقلية الشيعية فيها.

كما قد يخشى السنة في البحرين والذين نظم بعضهم مظاهرات تأييد خلال الاسبوع المنصرم من فقدان السلطة والامتيازات اذا ما اندمج الشيعة بالكامل في الحياة السياسية.

وأدخل عاهل البحرين دستورا عام 1999 يمهد الطريق أمام برلمان منتخب له بعض السلطات لكنه لازال يحتفظ بسلطة تعيين رئيس الوزراء بشكل مباشر كما أن 14 وزيرا من بين 24 وزيرا في حكومة الشيخ خليفة من الاسرة الحاكمة في البحرين.

وعلى عكس مصر أجريت في البحرين انتخابات اعتبرت حرة بشكل عام. وحصلت جمعية الوفاق الوطني وهي الكتلة الرئيسية للشيعة في البحرين على 17 مقعدا من بين 40 مقعدا في البرلمان وذلك قبل أن يستقيل نوابها في المجلس يوم الخميس.

لكن اعادة الاستقرار في البحرين قد تكون مستحيلة ما لم يقال رئيس الوزراء واخرون.

وأوضح المحلل السياسي عبد الله ان تغيير الحكومة من مطالب المعارضة. وأضاف أنه بمجرد الاطاحة برئيس الوزراء فان شخصيات أخرى كثيرة في الحكومة سترحل معه.