زار وفد مجموعة "الحكماء" الذي يضم شخصيات عالمية حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة الخميس واجتمع مع عدد من السكان الفلسطينيين الذين تعتزم اسرائيل هدم منازلهم ووعد بمساعدتهم.
وشرح السكان معاناتهم للزائرين خلال اجتماع جرى في خيمة احتجاج نصبت في سلوان التي اصبحت مركزا لحملة ضد خطط بلدية القدس هدم 22 منزلا تمهيدا لاقامة حديقة الملك داوود السياحية مكانها.
وكان الوفد الذي يضم الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر والرئيسة الايرلندية السابقة ماري روبنسون والمناضلة الهندية في سبيل حقوق المراة ايلا بهاتن وصل الى رام الله الاربعاء اتيا من عمان بعد محطات في غزة والقاهرة ودمشق.
ووعدت رئيسة الوفد ماري روبنسون السكان بانها ستثير "القضايا التي تحدثوا عنها" في لقاء مع رئيس بلدية القدس نير بركات. واعربت عايدة رشق وهي ام لسبعة اطفال يعيشون في واحد من المنازل المهددة بالهدم في حي البستان، عن مخاوفها من طردها من منزلها في اي وقت.
وقالت للوفد من خلال مترجم "نريد وعدا منكم. اعطونا فقط ليلة واحدة ننام فيها دون خوف من اعتقال زوجي او اطفالي".
ووصف اخرون كيف ان وحدات الشرطة السرية تقوم باعتقال الاطفال وكيف يتصرف المستوطنون وحراسهم الامنيون بعنف من دون خوف من العقاب وكيف ان جماعات المستوطنين تستولي على قطاع السياحة في الحي الواقع جنوب جدران القدس القديمة.
ووصف طفل يدعى مسلم عودة (10 سنوات) كيف تم اعتقاله وضربه وعرض للوفد قميصا ممزقا وجروحا على ركبته وجرحا في ظهره. وقال "اجبروني على الركوع واعطوني شطيرة وطلبوا مني ان اخبرهم بهوية الاطفال المقنعين".
ويقف العديد من اطفال الحي وقد غطوا وجوههم بقمصانهم، خارج الخيمة ويرشقون المستوطنين وقوات الامن الاسرائيلية بالحجارة.
ووعد الرئيس الاميركي جيمي كارتر باثارة المسالة مع المسؤولين الاسرائيليين في الاجتماعات التي ستجري في وقت لاحق الخميس، الا انه قال ان الحل الدائم يكمن في التوصل الى اتفاق سلام تغادر اسرائيل بموجبه القدس الشرقية.
وقال "كما تعلمون ليس لدينا اي صلاحيات، ولكن لدينا صوتنا .. وسنحرص على جعلهم يفهمون المشاكل التي وصفتموها لنا".
واضاف "وسنواصل العمل من اجل التوصل الى حل سلمي ينسحب بموجبه الاسرائيليون من القدس الشرقية ويسمحون بان تصبح القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية".
واكدت روبنسون كذلك محدودية نفوذ الحكماء الا انها وعدت بانهم سيفعلون كل ما بوسعهم لابراز معاناة السكان. وقالت "نحن لا نعمل في السياسة ولسنا مفاوضين، نحن حكماء طلب منا نيلسون مانديلا مساعدة من يعانون ومن تنتهك حقوقهم الانسانية، ومن يشعرون بانه ليس لهم قوة امام اصحاب القوة".
واضافت "لكننا سنبذل كل ما بوسعنا لنشر قصتكم واثارتها خاصة مع الاسرائيليين الذين لا يعرفون دائما ما الذي يجري، وكذلك للعالم الخارجي من اجل فهم عدالة قضيتكم".
ويرغب الفلسطينيون في ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية ويعارضون اي محاولة لتوسيع السيطرة الاسرائيلية على البلدة القديمة من مدينة القدس التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها في وقت لاحق في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر اسرائيل مدينة القدس باكملها عاصمتها "الابدية الموحدة".
وتاتي زيارة وفد الحكماء للقدس عقب محادثات اجراها في قطاع غزة ومصر وسوريا والضفة الغربية والاردن بهدف تعزيز جهود السلام في المنطقة.