واشنطن تنفي تقارير عن تهديد اوباما لعباس بقطع العلاقات

تاريخ النشر: 31 يوليو 2010 - 08:56 GMT
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينظر الى الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اجتماعهما الاخير في البيت الابيض
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينظر الى الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اجتماعهما الاخير في البيت الابيض

وصفت وزارة الخارجية الاميركية السبت، التقارير التي تحدثت عن تهديد الرئيس الاميركي باراك اوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس بقطع العلاقات ما لم يدخل في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل، بانها تصل الى حد "السخف".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تشجع المحادثات، ولا تهدد.
ونقلت صحيفة هارتس عن مصدر في البيت الابيض قوله ان ما اعلنته عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي في هذا الخصوص"غير صحيح".
ووفقا لتصريحات ادلت بها عشراوي الى صحيفة القدس العربي، فقد هددت الولايات المتحدة بقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية في حال لم يوافق زعيمها محمود عباس على العودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
وقالت ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما قد صعدت الضغوط على عباس من اجل الانتقال الى من المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة الى مفاوضات مباشرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقالت لصحيفة القدس العربي انه "كانت هناك ضغوط كبيرة على السلطة الفلسطينية من اجل الدخول في مفاوضات مباشرة"، واضافت ان الاميركيين هددوا حتى بعزل الفلسطينيين وقطع العلاقات".
والى الان قاوم عباس دعوات اسرائيل ودول غربية للجلوس مع نتانياهو. لكن الجامعة العربية قررت الخميس تاييد المفاوضات المباشرة مزعزعة بذلك من موقف الرئيس الفلسطيني.
ويشترط الرئيس الفلسطيني لخوض المفاوضات المباشرة الحصول على ضمانات من اسرائيل تتصل بموضوعي الامن والحدود ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة. واعتبرت الولايات المتحدة ان موقف الجامعة العربية الموافق على بدء مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين "مشجع".
ووافقت الجامعة العربية الخميس على اجراء مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين وتركت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان يحدد موعد بدئها.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات السبت ان عباس تسلم في السادس عشر من الشهر الجاري رسالة من اوباما يدعوه فيها للدخول في المفاوضات المباشرة التي ستؤدي الى تحقيق حل الدولتين من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة.
واوضح عريقات ان "الرسالة تضمنت ان الادارة الاميركية ستعمل على وقف الاستيطان اذا بدأت المفاوضات المباشرة لكن دورها سيكون اقل اذا لم يتم ذلك".
وقال مسؤول فلسطيني اخر رافضا كشف هويته ان "اوباما توقع في رسالته ان تناقش المفاوضات جميع مواضيع الحل النهائي". ولفت المسؤول الى ان "اوباما حذر في رسالته عباس من ان رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل الشهر المقبل ستكون له تبعات على العلاقات الاميركية الفلسطينية".
واوضح المسؤول الفلسطيني ان "الرسالة تتالف من 16 بندا، وجاء في البند الاول منها انه ان اوان التوجه الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وفي البند الثاني ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أصبح جاهزا للانتقال الى المفاوضات المباشرة في أعقاب اللقاء الذي عقده مع اوباما اخيرا، وفي البند الثالث ان اوباما لن يقبل اطلاقا رفض اقتراحه الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وأنه ستكون هناك تبعات لهذا الرفض تتمثل في انعدام الثقة بالرئيس عباس والجانب الفلسطيني، ما يعني تبعات اخرى على العلاقات الأميركية الفلسطينية".
وتابع المسؤول انه "في البند الرابع من الرسالة قال اوباما انه لن يقبل بالتوجه الى الأمم المتحدة بديلا من الانتقال الى المفاوضات المباشرة، واشار البند الخامس الى ان اوباما والادارة الأميركية سيعملان على اقناع الدول العربية بالمساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه الى المفاوضات المباشرة".
واكد اوباما في البند السادس انه "سيسعى الى الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي للانتقال الى هذه المفاوضات"، وفق المصدر نفسه.
وشدد الرئيس الاميركي في البند السابع على انه "الرئيس الاميركي الأكثر التزاما اقامة الدولة الفلسطينية وسيساعد الفلسطينيين على اقامتها في حال توجهوا الى المفاوضات المباشرة بناء على طلبه"، مؤكدا في البند الثامن انه "لن يقدم أي مساعدة في حال الرفض".
وجاء في البند التاسع من الرسالة ان "الادارة الحالية تمكنت من خفض وتيرة الاستيطان في مدينة القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من أي وقت مضى"، واورد البند العاشر "في حال توجهتم للمفاوضات المباشرة، ستمدد الادارة تجميد الاستيطان، وفي حال الرفض ستكون مساعدتها في هذا الشأن محدودة جدا".
ونص البند الحادي عشر من الرسالة على ان "الادارة تتوقع أن تتعامل المفاوضات مع الأراضي المحتلة عام 1967، وأن المفاوضات ستشمل القدس الشرقية وغور الأردن والبحر الميت وقطاع غزة".
وتوقع اوباما في البند الثاني عشر ان "تبدأ المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل"، واعتبر في البند الثالث عشر ان "الوقت هو وقت الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وليس التردد، بل وقت الشجاعة والقيادة"، متوقعا "رد الرئيس عباس الايجابي".
وقالت الرسالة في البند الرابع عشر ان "الادارة الأميركية ستستمر في اعتبار أي عمل قد يسهم في هدم الثقة عملا استفزازيا سيتحمل الطرف الذي يرتكبه مسؤوليته".
اما البندان الاخيران في الرسالة (الخامس عشر والسادس عشر)، فيتعلقان بالحكومة الاسرائيلية والتزاماتها، واعتبرت فيهما الادارة الاميركية ان طلب محمود عباس "رفع الحصار عن قطاع غزة قد تحقق في شكل كبير"، وان الحكومة الاسرائيلية "ستتخذ مجموعة من خطوات بناء الثقة في المستقبل".
وعلق المسؤول الفلسطيني "اصبحنا امام خيارات صعبة لان نتانياهو لا يريد اعطاء شيء والدخول في مفاوضات كهذه سيكون غير مفيد الا اذا التزمت حكومة نتانياهو او اجبرتها الادارة الاميركية على التزام اسس واضحة ومرجعيات واضحة لهذه المفاوضات".
ومنذ ايار/مايو الفائت، تخوض السلطة الفلسطينية واسرائيل مفاوضات غير مباشرة عبر الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل. وكانت السلطة الفلسطينية اوقفت مفاوضاتها المباشرة مع الدولة العبرية اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008.