نتنياهو يتهم تركيا بتجاهل التحذيرات ويطالب بجلسة سرية

تاريخ النشر: 09 أغسطس 2010 - 05:37 GMT
نتنياهو يتهم تركيا بتجاهل التحذيرات ويطالب بجلسة سرية
نتنياهو يتهم تركيا بتجاهل التحذيرات ويطالب بجلسة سرية

أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين لجنة تحقق في الهجوم الذي شنته البحرية الاسرائيلية على قافلة مساعدات كانت متجهة الى غزة ان تركيا تجاهلت تحذيرات ومناشدات "على أعلى مستوى" قبل عدة أيام من الاشتباك الذي أوقع قتلى.

وكان نتنياهو أول شاهد في التحقيق الذي تجريه الدولة في الهجوم الذي وقع يوم 31 مايو ايار وقتلت خلاله القوات الخاصة الاسرائيلية تسعة من النشطاء الأتراك المناصرين للفلسطينيين بعد أن هبطت القوة على سفينتهم ليلا من طائرة هليكوبتر.

وتفيد الانباء ان نتنياهو رفض الإجابة على عدد من الأسئلة التي وجهها إليه أعضاء لجنة التحقيق وقالت صحيفة هآرتس في عددها الصادر الاثنين إن نتانياهو تفادى الإجابة على أسئلة أعضاء اللجنة، التي يرأسها القاضي السابق جاكوب تيركل، خلال عدد من المناسبات أثناء التحقيق معه الاثنين وقال إنه سيجيب على تلك الأسئلة فقط خلال جلسة مغلقة تعقدها اللجنة .
وأشارت الصحيفة إلى أن البيان الافتتاحي الذي أدلى به نتانياهو أمام اللجنة والذي استغرق ساعة ونصف الساعة سيعقبه عقد جلسة مغلقة يجيب خلالها نتانياهو على الأسئلة التي رفض الإجابة عليها خلال الجلسة العلنية.
وكانت المناسبة الأولى التي أشار فيها نتانياهو إلى أنه لن يجيب على مثل هذه الأسئلة خلال بيانه الافتتاحي الذي كان جزء منه علنيا وقال فيه أمام اللجنة إنه لن يكشف النقاب عن المسؤولين الذين أجروا محادثات مع الحكومة التركية قبل حادث أسطول الحرية.
وبعد دقائق من إدلاء نتانياهو ببيانه سأله رئيس اللجنة تيركل عما إذا تم بحث بدائل للعمل العسكري، فرد نتانياهو بقوله إنه سيرد على ذلك خلال جلسة خاصة منفصلة تبحث القضايا ذات العلاقة بتلك العملية.
وعندما سأله عضو اللجنة آموس هوريف عما إذا بحث مجلس الوزراء الإسرائيلي أمورا لها علاقة بأسطول الحرية رفض نتانياهو مرة أخرى الإجابة وقال إنه سيرد على ذلك خلال جلسة مغلقة.
كما أن نتانياهو تفادى الإجابة مرة أخرى على سؤال يتعلق برحلته إلى أميركا الشمالية التي بدأها قبل حادث أسطول الحرية بأيام قليلة، لكنه قال إنه عقد اجتماعا هاما جدا مع الرئيس الأميركي وإنه سيدلي بمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع خلال جلسة مغلقة.
إلا أن عضو اللجنة روفن ميرهاف تناول مسألة أخرى لها علاقة بالحادث عندما سأل نتانياهو عما إذا كانت مصر مستعدة للمساعدة في وقف أسطول الحرية من التوجه إلى قطاع غزة، فرد نتانياهو مرة أخرى بقوله إنه سيجيب على هذا السؤال خلال جلسة مغلقة تعقدها اللجنة .
وكان نتانياهو قد أكد مجددا الاثنين أهمية الحصار البحري الذي تفرضه بلاده على قطاع غزة معتبرا أن الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس إسرائيلية على سفن إغاثة كانت متوجهة إلى غزة نهاية مايو/أيار الماضي استهدف منع شحنات سلاح من الوصول إلى القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس.
وقال نتانياهو في إفادته أمام لجنة تيركل للتحقيق في الهجوم على "أسطول الحرية" الذي أودى بحياة تسعة ناشطين أتراك إنه "مقتنع بأنه سيتضح بعد تقصي حقائق العملية أن إسرائيل وجيشها تصرفا وفقا للقانون الدولي" مشيرا إلى أن الجيش وحده هو من قام بالتخطيط لهذه العملية.
وقال نتنياهو إن تركيا تجاهلت تحذيرات ومناشدات على أعلى مستوى قبل عدة أيام من الاشتباك الذي أوقع قتلى. كما انتقد الحكومة التركية ومنظمي حملة "أسطول الحرية" لرفضهم إنزال المساعدة الإنسانية في مرفأ خارج قطاع غزة.
ووقع الهجوم قبل الفجر في المياه الدولية قبالة السواحل الاسرائيلية بعد أن تجاهلت قافلة المساعدات عددا من التحذيرات الاسرائيلية بعدم مواصلة السير الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتفرض عليه اسرائيل حصارا بحريا.

وشكلت الامم المتحدة لجنة خاصة بها للتحقيق في اغارة اسرائيل على القافلة وستعقد اللجنة أول اجتماع لها يوم الثلاثاء. وقال نتنياهو "ابتداء من 14 مايو أجرى مكتبي اتصالات مع أعلى مستويات الحكومة التركية. "كان الهدف من هذه الاتصالات...منع حدوث مواجهة مع قافلة مرمرة واستمرت ( هذه الاتصالات) حتى عشية وصول القافلة قبالة شواطيء غزة." واستطرد "برغم جهودنا الدبلوماسية المستمرة لم تمنع الحكومة التركية في نهاية المطاف المحاولة من جانب مرمرة لخرق الحصار البحري... يبدو ان تركيا لم تر ان امكانية حدوث اشتباك بين النشطين الاتراك واسرائيل شيء يتعارض مع مصالحها." وهذا هو أوضح وصف علني لنتنياهو للجهود الدبلوماسية التي جرت خلف الكواليس والتي فشلت في النهاية في منع المواجهة.

وأثار الهجوم انتقادات دولية وتسببت تقريبا في قطع العلاقات مع تركيا التي كانت حليف مقرب لها في وقت من الاوقات.

كما دفع اسرائيل إلى الحد من القيود المفروضة على غزة والتي تقول ان الهدف منها هو منع حماس من زيادة ترسانتها من الأسلحة لكنها تفاقم أيضا من محنة 1.5 مليون فلسطيني في غزة يعتمد أغلبهم على المساعدات.

ويرأس لجنة التحقيق الاسرائيلية ومقرها القدس قاضي المحكمة العليا المتقاعد يعقوب تيركل وتضم اثنين من المراقبين الاجانب. ونظرا لمحدودية تفويضها فمن المرجح الا يكون لنتائج اللجنة تأثير يذكر على استقرار حكومة نتنياهو.

وتحقق اللجنة في ملابسات الهجوم الذي شنته اسرائيل على القافلة التي كانت تتألف من ست سفن وكانت تحاول توصيل المساعدات الى غزة في تحد مباشر للحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على القطاع.

وخلص تحقيق منفصل أجراه الجيش الاسرائيلي شمل مقابلات مع القوات الخاصة التي اقتحمت السفينة الى وجود أخطاء في التخطيط للهجوم الذي استهدف القافلة لكنه دافع عن استخدام القوات الخاصة للقوة.