مواصلة تجميد الاستيطان بالضفة مقابل مفاوضات مباشرة

تاريخ النشر: 05 يوليو 2010 - 07:59 GMT
اوباما على خطى بوش في الاعتراف بسيطرة اسرائيل على الكتل الاستيطانية الكبرى
اوباما على خطى بوش في الاعتراف بسيطرة اسرائيل على الكتل الاستيطانية الكبرى

أفادت صحيفة "الحياة" اللندنية الاثنين أن الإدارة الأميركية طلبت من السلطة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في مقابل ضمان استمرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول فلسطيني في رام الله قوله "إن الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الفلسطيني بأن مهمة مبعوثها الخاص لعملية السلام جورج ميتشل في المفاوضات غير المباشرة اصطدمت بعقبة تحول دونها والتقدم إلى أمام، وهي إصرار (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو على عدم بحث تفاصيل ملف الحدود سوى في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين".
وأوضح المسؤول أن الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الفلسطيني أن استمرار المفاوضات غير المباشرة يعني إهدار الوقت في مزيد من الجولات التي سيقوم بها ميتشل من دون تحقيق أي تقدم، وعرضت في المقابل على الفلسطينيين مواصلة التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة من دون القدس بعد انتهاء مفعول قرار (إسرائيل) الخاص بالتجميد في أواخر أيلول سبتمبر القادم.

وفي سياق متصل، توقعت مصادر إسرائيلية الاثنين أن يعلن نتانياهو خلال لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء في واشنطن موافقة حكومته على تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

ورجحت المصادر أن يقوم أوباما بدوره بالتلميح إلى إمكانية قبول واشنطن بسيطرة إسرائيل على تجمعات استيطانية رئيسية في الضفة.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن نتانياهو قد يكشف عن نية حكومته تمديد قرار تجميد الاستيطان في جميع المناطق الواقعة خارج هذه المستوطنات الرئيسية التي قد تقبل واشنطن باستمرار السيطرة الإسرائيلية عليها.

وأضافت الصحيفة أنه "وفقا لهذا المقترح فإن أوباما قد يشير علنا إلى القبول بخطاب للرئيس السابق جورج بوش عام 2004 لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون بهذا الصدد، على أن يؤكد نتانياهو علنا أن البناء الاستيطاني سيستمر في داخل الكتل الاستيطانية الكبيرة بينما لن يتم استئنافه في أي أماكن خارج تلك المناطق".

وبدورها قالت صحيفة هآرتس إن نتانياهو وأوباما قد يناقشان تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي استمر لعشرة أشهر اعتبارا من شهر نوفمبر/تشرين الأول الماضي والذي يشمل الضفة الغربية ويستثني القدس التي تعتبرها إسرائيل عاصمة غير مقسمة لها".

إلا أن صحيفة واشنطن تايمز الأميركية قالت إن البيت الأبيض رفض تأكيد موافقة الإدارة على المصادقة على التزامات إدارة بوش السابقة حيال الحدود النهائية للدولة العبرية.

وأضافت الصحيفة أن نتانياهو سوف يناقش في اجتماعه الخامس مع أوباما "آفاق المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين وما إذا كان سيعلن تمديد قرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية".

وكان خطاب بوش الذي فتح الباب أمام موافقة حكومة شارون على الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 قد أقر بأنه "من غير المنطقي" أن يتم توقع أن تنتهي مفاوضات الحل النهائي إلى الاتفاق على عودة كاملة وتامة إلى خطوط 1949 ومن ثم فإنه من المنطقي أن تكون أي اتفاقية للوضع النهائي على أساس إحداث تغييرات يتم الاتفاق عليها بين الجانبين تعكس الوقائع القائمة على الأرض.

ولم تعلن إدارة أوباما على الإطلاق موافقتها على مبادئ هذا الخطاب ومن ثم فإن أي قرار رسمي منها بالمصادقة على هذه الأفكار سوف يكون أمرا مؤثرا لدى إسرائيل، كما أن نية نتانياهو تمديد تجميد الاستيطان في غالبية مناطق الضفة الغربية سوف ينظر إليه في واشنطن على أنه نوع من التنازل من جانب الحكومة الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن تمديد قرار تجميد الاستيطان فضلا عن قضايا أخرى مثل الوضع في غزة والعلاقات مع تركيا والملف الإيراني والدعم الأميركي للوثيقة التي تبناها مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بشأن إسرائيل سوف تكون ضمن محادثات أوباما ونتانياهو كذلك.