شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، الجمعة، في مسيرات منددة بما وصف بـ(التنازلات) التي قدمتها السلطة الفلسطينية وأظهرتها وثائق قناة الجزيرة.
وشهدت الضفة الغربية المزيد من المسيرات المؤيدة للسلطة والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتجمع الآلاف في مدينة غزة في مسيرة شاركت فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وعدد من الفصائل الصغيرة الأخرى ولم تشارك فيها فصائل منظمة التحرير، ورددوا هتافات منددة بالفريق المفاوض.
ودعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إلى بناء مرجعية وطنية تقرر في الشأن الفلسطيني في المرحلة القادمة، مناشداً العرب "ألا يعطوا غطاء لهذه المفاوضات وألا يعينوا مفاوضاً على طعن شعبنا".
واتهم القيادي في حماس إسماعيل رضوان، السلطة الفلسطينية بالتواطؤ في حرب غزة وحصارها، وتقديم تنازلات كبيرة في القدس والثوابت"، معتبراً أن "هذه الجماهير التي خرجت في غزة ومخيم اليرموك في سوريا جاءت لتقول لا لهذه التنازلات".
وأدان الإساءة التي تعرضت لها قطر وأميرها وقناة الجزيرة على أيدي من وصفهم بـ"المتساوقين مع الاحتلال".
وفي مسيرة مماثلة في جباليا، شمال قطاع غزة شارك الآلاف أيضاً.
وجدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، التأكيد على أنه لا تفويض لقادة السلطة الفلسطينية في التفاوض باسم الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن هذه المسيرة جاءت لتقول "نحن لن نفرط في أرضنا أو ذرة تراب من أقصانا وأننا لن نفرط بحق لاجئينا وأسرانا فيا هؤلاء باسم من تفرطون وتتنازلون".
وحث الدول العربية، على إخلاء مسؤوليتها ورفع الغطاء عن المفاوض الفلسطيني الذي يحاول توريطها بحديثه أن ما يجري التوصل إليه هو في عهدتها.
ودعا حركة "فتح" إلى تحديد موقفها من التنازلات التي قدمها الفريق المفاوض، وقال "لا يجوز لكم أمام ما قدمته حركتكم وشعبكم لا يجوز أن يضيع تاريخكم من أجل حفنة من المفاوضين لا تعطوهم الغطاء".
وأضاف "أنتم أمام خيارين أن تعطوهم الغطاء فيعزلكم شعبكم أو ترفعوا عنهم الغطاء. أو أن تعنلوا البراءة منهم".
وقال "ما كشفته وسائل الإعلام ليس جديداً علينا ولطالما نبهنا أمتنا وشعبنا ولطالما حذرنا القاصي والداني من هذا التفريط المقصود".
وانتقد فصائل منظمة التحرير التي اعتبر أنها لم تشارك في اجتماع تشاوري لمناقشة الوثائق حرصاً على مصالح خاصة، معتبراً أن المسيرات التي تجري في الضفة الغربية تنظم من منتسبي الأجهزة الأمنية "للتغطية على حجم الغضب هناك من التنازلات".
ومن جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش انه "لا يجوز لأحد أن يتلاعب بالثوابت والحقوق ولو مجاملة مع عدو أمتنا".
واعتبر أن ما كشفته وثائق الجزيرة "يعبر عن مدى الاستهتار والتخلي والارتهان لإرادة المحتل من قبل فريق المفاوضات، الذي أثبتت الأيام كشف ضعف هذا الموقف وانحيازه وتناغمه مع متطلبات الأمن الصهيوني".
وشدد على أن "الحاجة باتت ملحة إلى مرجعية واحدة حتى لا يتفرد أحد بالقرار وحتى لا تنزلق الأمور حسب فريق واحد فالشعب أقوى من فريق هنا أو هناك".
وفي الضفة الغربية شهدت مدينتا رام الله والخليل، مسيرات مؤيدة للرئيس الفلسطيني محمود والتنديد بقناة الجزيرة.
وخرج الآلاف من أهالي مدينة رام الله، بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد جمال عبد الناصر الذي أدى عباس فيه الصلاة، بمسيرة حاشدة خلف الرئيس الذي حيا الجماهير. وانطلقت مسيرة مماثلة من أمام مسجد الحسين بن علي، في مدينة الخليل.
وقال المتحدث باسم حركة 'فتح' أحمد عساف إن الحملة التي تشنها قناة الجزيرة القطرية تهدف إلى زعزعة الموقف الفلسطيني، في الوقت الذي تعمل فيه القيادة على فضح الإجراءات الإسرائيلية، وانتزاع قرار من مجلس الأمن بإدانة الاستيطان.
وتخلل المسيرة هتافات غاضبة ضد قناة الجزيرة واتهامها أنها تنفذ حملة سياسية بالاشتراك مع إسرائيل لتشويه السلطة الفلسطينية لتمسكها بالثوابت. كما رددت هتافات ضد الأمير القطري وانتقدت وجود القاعدة الأمريكية في قطر.