يرى ارييه هاسكين ان ضجيج الجرافة التي تسوي الارض قرب منزله يبشر باستئناف اعمال البناء بعدما تنتهي الاحد مهلة التجميد الجزئي للاستيطان التي اعلنتها الحكومة. ويقول هاسكين "اننا نسكن هنا لانها ارضنا. كيف يمكن ان نتصور ان تكون يهودا مهد الشعب اليهودي، المكان الوحيد في العالم الذي لا يمكن ليهودي فيه ان يبني بيته؟".
وتمتد على هذه التلة الواقعة في صحراء يهودا (جنوب الضفة الغربية) مستوطنة تقوع التي تضم اكثر من 1500 نسمة.
ويضيف هاسكين "آمل ان تستأنف اعمال البناء اخيرا" عند انتهاء التجميد الجزئي للاستيطان الذي اعلنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قبل عشرة اشهر.
ويؤكد هذا الاستاذ الجامعي المقيم منذ عشرين عاما في المستوطنة وهو من المتحدثين باسمها ان المستوطنة يمكن ان تتسع في المستقبل ل800 وحدة سكنية جديدة، بينها 180 تشيد في السنوات القليلة المقبلة.
ويقول ان "المشكلة لا تكمن في بناء منازل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بل ان السؤال الجوهري يكمن في معرفة ما اذا كان الفلسطينيون على استعداد للاعتراف بوجود دولة يهودية".
وهو واثق من ان "نتانياهو مصمم على استئناف البناء كما وعد".
وعلى بعد بضع مئات الامتار تظهر مقطورات كفار الداد وهي مستوطنة صغيرة يسكنها مهاجرون من الاتحاد السوفياتي سابقا.
هنا يعيش زئيف الكين احد قادة الغالبية في الكنيسة. وهو يقيم في منزل متنقل في انتظار انتهاء مهلة التجميد.
يقول مبديا سخطه "في اي بلد من العالم تقوم الحكومة بمنع مسؤول سياسي من صفي من بناء منزله؟".
والكين مقرب من نتانياهو ويلتقيه يوميا.
وهو على ثقة بان ورش البناء ستستأنف. ويقول مشيرا الى قطعة الارض التي اشتراها العام الماضي "ليست هذه مشكلة شخصية، بل ان الامر يتعلق بمستقبل دولة اسرائيل التي لا يمكنها الاستمرار في حرمان مواطنيها من حق بديهي هو الحق في البناء على ارضهم".
عند الاسفل تمتد معالي رحبعام وهي مستوطنة عشوائية تقيم فيها 15 عائلة.
يبدو داني هلميش، احد المستوطنين الاوائل الذين اقاموا هنا، مطمئنا الى الوضع. ويقول "سنواصل البناء مهما حصل، سواء باذن او بدون اذن".
ولا يخطر لهلميش الذي انتقل عام 2001 الى هذه التلة غير الماهولة في الضفة الغربية، ان يضطر الى الرحيل مع اولاده الثلاثة.
ويقول مبتسما "يسألونني منذ عشر سنوات ماذا سافعل حين اطرد من هنا. لكن هذا لم يمنعني من البناء".
ومنذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2009، تنتظر مئات العائلات التي حصلت على اذن بالبناء حتى تستانف الاشغال ويقول البعض انهم خسروا الاف الدولارات.
ولم يسمح بمواصلة البناء سوى للمستوطنين الذين وضعوا اساسات منازلهم.
وقال شاوول غولدشتاين رئيس المجلس الوطني في مستوطنة غوش عتصيون الذي يشرف على تقوع وكفار الداد ومعالي رهبعام "لدينا مئات العائلات تنتظر التراخيص حتى تتمكن اخيرا من البناء. حان الوقت لتنتهي هذه المهزلة".
ويضيف غولدشتاين العضو في اللجنة المركزية لحزب رئيس الوزراء الليكود "نتانياهو رئيس وزرائي انا وليس رئيس وزراء الاميركيين. صوتنا له حتى يواصل برنامجه وليس برنامج اوباما".
ويؤكد الكين المكلف ضمان اللحمة داخل الائتلاف الحاكم ان "البناء سيستأنف في 26 ايلول/سبتمبر مثلما قررت الحكومة بغالبية كبيرة. وفي مطلق الاحوال، فان نتانياهو سينتهي سياسيا ان لم يكن قادرا على مقاومة الضغوط الاميركية".