توقع محللون سياسيون فلسطينيون ان يسبب ملف الاستيطان ازمة سياسية حادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين الا ان انهم استبعدوا نشوب انتفاضة فلسطينية جديدة على غرار انتفاضة العام 2000.
وتنتهي مساء الاحد مهلة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لمدة عشرة اشهر فيما تطالب القيادة الفلسطينية بتمديدها كشرط لمواصلة مفاوضات السلام المباشرة.
وقال استاذ العلوم السياسية سميح شبيب "اعتقد انه ستكون هناك ازمة جديدة مثل الازمة التي وقعت عقب مفاوضات كامب ديفيد في العام 2000".
وقال شبيب "لكن هذه المرة، اعتقد ان فشل المفاوضات سيقرب الاطراف الفلسطينية من بعضها، ولا اعتقد ان تكون هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة، لكن اسرائيل قد تغذي فكرة اشعال انتفاضة فلسطينية".
ونشبت الانتفاضة الفلسطينية المسلحة عقب فشل تلك المفاوضات التي جرت برعاية الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون وبمشاركة الرئيس الفلسطيني انذاك ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي حينها ايهود باراك.
ودفعت الانتفاضة الفلسطينية المسلحة الجيش الاسرائيلي الى اجتياح المدن الفلسطيني وتدمير غالبية المقار الامنية للسلطة الفلسطينية، وحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حتى وفاته في العام 2004.
وفيما تنتهي مهلة تجميد الاستيطان مساء الاحد، لا يبدو ان هناك مؤشرات تلمح الى امكانية اتخاذ اسرائيل لمثل هذه القرار، خاصة وان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن بانه لن يكون هناك قرار بتمديد تجميد الاستيطان.
ويقول شبيب "القيادة الفلسطينية بتقديري تدرك ان نتانياهو لن يتخذ قرارا من هذا القبيل، لان اتخاذه قرارا بتمديد تجميد الاستيطان سيهدد ائتلافه الحكومي مع احزاب متطرفة مثل شاس واسرائيل بيتنا".
واضاف "اذا اعلن نتانياهو مثل هذا القرار، فان وزراء هذه الاحزاب سيخرجون من حكومته وستسقط الحكومة او يتم تشكيلها من جديد، وهذا ما قد لا يريده نتانياهو".
وبالمقابل، فان الموقف الفلسطيني المعلن هو رفض مواصلة المفاوضات في ظل عدم تمديد تجميد الاستيطان ولو لشهور.
وقال وزير الدولة لشؤون الاستيطان ماهر غنيم للصحافيين الاحد ان "قرار القيادة الفلسطينية المعلن والواضح بانه لن يكون هناك مفاوضات اذا واصلت اسرائيل الاستيطان، ما بعد نهاية هذا الشهر".
من جانبه، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان الامور لا يمكن لها ان تتطور اكثر من احتجاجات ديموقراطية سلمية، في حال اصرت اسرائيل على مواصلة الاستيطان.
وقال "من الطبيعي ان تكون هناك حالات من الشد والحراك الجماهيري، لكني لا اتوقع ولا باي شكل من الاشكال ان تتطور الامور اكثر من حراك جماهيري ديموقراطي".
واشار سويلم الى ان "الفرق ما بين فشل مفاوضات كامب ديفيد والفشل المتوقع للمفاوضات الحالية ان العالم حمل سبب فشل مفاوضات كامب ديفيد للجانب الفلسطيني".
وقال "لسوء حظ الحكومة الاسرائيلية الحالية ان امكانياتها في حرف الامور مثلما فعلت عقب كامب ديفيد غير متوفرة الان لديها، والعالم كله مجمع اليوم على تحميل اسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات بسبب الاستيطان".
وفي حين اعتبر البعض من الفلسطينيين ان المطالبة الفلسطينية بتمديد تجميد الاستيطان هي نوع من العمل السياسي للضغط على اسرائيل في الاعتراف بعدم شرعية الاستيطان، يقول فلسطينيون عاديون ومؤسسات رسمية بان الاستيطان الاسرائيلي اصلا لم يتم تجميده خلال العشرة اشهر الماضية.
وقال محمد بدر (32 عاما)، وهو من قرية بيت لقيا، ويعمل في رام الله فني اشعة،"الاستيطان الاسرائيلي على الاقل حسب ما اشاهده يوميا بعيني لم يتوقف لحظة، ولا ادري ماذا تعني المطالبة بتجميد الاستيطان وليست ازالته".
وحسب مركز ابحاث الاراضي في وزارة شؤون الاستيطان في السلطة الفلسطينية فان اسرائيل صادرت خلال فترة تجميد الاستيطان (عشرة شهور) حوالي (5906) دونم من اراضي الضفة الغربية.
وقال عبد الله عبد الله احد الباحثين في المركز ان اسرائيل نفذت بناء او تخطط لبناء 42 الف وحدة سكنية في المستوطنات الاسرائيلية القائمة في الضفة الغربية، مشيرا الى ان الاعمال الاستيطانية في الضفة الغربية لم تتوقف خلال فترة التجميد التي تم الاعلان عنها.
ويبلغ عدد المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية 124 مستوطنة.