ندد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات بالمشروع الاستيطاني الاسرائيلي الجديد الذي كشف عنه الأربعاء والذي يستهدف بناء مئات من الوحدات السكنية في مدينة القدس المحتلة.
وقال عريقات في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عبر الهاتف "ان هذا المشروع والذي اعلن عنه مجلس المستوطنات الاسرائيلي يشكل تدميرا ممنهجا ومنظما من قبل هؤلاء لكل الجهود المبذولة الخاصة باحياء عملية السلام".
واتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بدعم الاستيطان في القدس المحتلة قائلا "ان نتنياهو يستغل الفيتو الامريكي الاخير في مجلس الامن على مشروع قرار يطالب بوقف الاستيطان والذي اصبح يشكل حماية له ولتصرفاته".
وكانت الولايات المتحدة صوتت باستخدام (الفيتو) في مجلس الامن في ال18 من شهر فبراير الماضي ضد مشروع قرار لادانة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية واشترطت وقفه بالكامل وعلى الفور لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل.
وطالب عريقات الادارة الامريكية "وامام هذا التطور الخطير في مدينة القدس بالتدخل الفوري لالزام اسرائيل بوقف هذه المخططات الاستيطانية الرهيبة التي ستدمر عملية السلام بالكامل".
واكد انه "لا معنى لدولة فلسطينية بدون ان تكون القدس الشرقية عاصمة لها ولا يمكن ان يتحقق السلام بدون انسحاب اسرائيل من القدس الشرقية".
واعلن اليوم في اسرائيل عن مشروع استيطاني جديد يهدف الى بناء اكثر من 300 وحدة سكنية جديدة على اراضي فلسطينية في (حي الشيخ جراح) شرق مدينة القدس الامر الذي يتهدد مصير نحو 280 فلسطينيا من سكان هذا الحي.
على صعيد متصل اتهم عريقات الحكومة الاسرائيلية بأنها ستبدأ قريبا ما وصفه ب "حملة اكاذيب" في العالم ضد مشروع الدولة الفلسطينية.
واعتبر "ان من سخريات القدر ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المطلوب منها نصا وشرطا في وثيقة عضويتها في الامم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين وهي وافقت على هذا الطلب في عام 1949 عند دخولها للمنظمة الدولية".
وشدد على ان الحكومة الاسرائيلية لا ترغب فقط في منع الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين من دول العالم وانما تهدف ايضا الى تدمير كل اهداف عملية السلام.
ومن المقرر ان يتوجه نتنياهو الى العاصمة البريطانية لندن الاسبوع المقبل لاجراء مباحثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ستتناول سعي السلطة الفلسطينية للحصول على اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة.
ووفق وسائل الاعلام الاسرائيلية فانه من المتحمل ان يتوجه نتنياهو بعد ذلك الى العاصمة الفرنسية باريس في اطار ذات المساعي التي يبذلها لاقناع الدول الاوروبية بمعارضة الاعلان عن دولة فلسطينية.
وعلق عريقات على الدعوات التي تطلق في (الكنيست) الاسرائيلي لضم مناطق في الضفة الغربية الى اسرائيل ردا على الاعلان المتوقع عن دولة فلسطين بالقول "نحن لا تخيفنا هذه التهديدات الاسرائيلية".
وقال "ان اسرائيل هي دولة وسلطة احتلال ولا تستطيع ان تبنى حجرا واحدا في منطقة محتلة ولا ان تنقل مواطنا من مكانه وفق القانون الدولي وميثاق جنيف الدولي".