أكد مفوض العلاقات الدولية في حركة "فتح" الدكتور نبيل شعث أنه في حال فشلت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل فإنه لن يكون هناك سبيل سوى الاستمرار في النضال والحراك الدولي.
وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه في حال فشلت المفاوضات "فسنستمر في نضالنا وكفاحنا الشعبي وحراكنا الدولي وسعينا لتحقيق وحدتنا وبناء مؤسساتنا (...) هذا شعب قاتل مئة عام ولن نتخلى عن حقوقنا أو أهدافنا الثابتة".
وأضاف: "لسنا في هذه المفاوضات للبحث في التعاون الاقتصادي مع إسرائيل ولا نحن في بحث عن موضوع المياه الذي يمكن أن نتفق عليه في خمس دقائق عندما نتفق على الأرض".
وأكد شعث إن "ملف المفاوضات الآن رهين بقيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضماناتها بألا يكون هناك استيطان وخاصة في القدس (...) ورهين أيضا بأن يتم التوصل خلال أربعة أشهر إلى اتفاق على الحدود (...) والحدود في كل الأعراف الدولية هي حدود عام 1967".
وتابع: "المسألة مسألة اختبار (...) هل بإمكان الولايات المتحدة والأسرة الدولية القيام لمرة بالضغط الحقيقي على حكومة احتلال تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتحتل احتلالا كاملا شاملا غير شرعي الأرض الفلسطينية بما يجعل من فلسطين المستعمرة الوحيدة الباقية في هذا العالم؟"
وشدد شعث على أن "الكفاح المسلح هو أحد أشكال النضال التي قام بها الشعب الفلسطيني طيلة سنين طويلة (...) الشعب الفلسطيني ناضل بالكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني ومن بعده الإسرائيلي والاجتياح الصهيوني".
وأضاف: "لا يستطيع أحد أن يطالب الشعب الفلسطيني بأن يدفع ضريبة الدم (...) لقد دفعها الشعب الفلسطيني وهو مستعد لدفعها دائما لكن هذا الكفاح المسلح يجب حسابه".
وأردف بالقول "لا الزمان ولا المكان ولا الرأي العام العالمي ولا الاستعداد الشعبي تقول إن الكفاح المسلح الآن هو الأسلوب المناسب الذي يأتي بنتائج للشعب الفلسطيني (...) الوقت غير مناسب لأن أي كفاح مسلح له شروط (...) عندما يكون الشعب مستضعفا وتحت الاحتلال وليس له الحق في أن يستورد ما شاء من الأسلحة وليس له إمكانيات توازي الإمكانيات النووية لسلطة الاحتلال الإسرائيلية فمن حقه أن يختار متى يكون الكفاح المسلح مناسبا ومتى لا يكون".
ورأى أن "المناسب الآن هو النضال الشعبي وهو نضال قام به الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى وفي لحظات عديدة من حياته وقامت به شعوب أخرى في العالم وحققت نتائج باهرة مثل الهند وجنوب إفريقيا".
وحول اعتراضه على تحديد جدول زمني لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من قبل بعض القيادات الفلسطينية، قال شعث: "الاعتراض الوحيد جاء على تحديد زمن معين لإعلان قيام الدولة ولكن العمل على بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية أمر مطلوب ومرغوب".
وأضاف: "لكن لاننا حددنا تواريخ عديدة قبل ذلك أصبح من المحبط أن نحدد تواريخ ولا نستطيع الوفاء بها"، وتابع "أعتقد أن من غير المطلوب في هذه المرحلة تحديد تواريخ (...) علينا أن نعمل بكل جهدنا وفي النهاية الذي يقف عائقا أمام قيام الدولة هو الاحتلال الإسرائيلي وعندما ينتهي هذا الاحتلال تقوم الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
كما أكد شعث دعم الحركة وتأييدها لأسطول الحرية لقطاع غزة، والمؤلف من تسع بواخر.
وقال شعث: "أؤيد كل التأييد المظاهرة البحرية التي ستذهب إلى غزة وتحاول اختراق الحصار وأؤيد ذلك باسم حركة فتح وليس باسمي فقط".
وأضاف شعث أن "حصار قطاع غزة جريمة كبرى ترتكب من إسرائيل تضاف إلى جرائمها العديدة وعقاب جماعي للشعب الفلسطيني وجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي وعلينا أن نفعل كل ما يمكن لإنهاء هذا الحصار".
وتابع: "كل أصدقاء هذا الشعب الفلسطيني الذين يرون في هذا الحصار جريمة كبرى عليهم أن يفعلوا شيئا وهؤلاء الذين يأتون بقوارب وسفن من جميع أنحاء العالم يعرضون أنفسهم للخطر ومع ذلك يذهبون بأسلوب سلمي غير عنيف لإنهاء هذا الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني في غزة".
وحول مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، قال شعث: "نحن نحرض الناس على الاستمرار في العمل من أجل تحقيق ما هو حقهم وإنهاء هذا الاحتلال العنيف الذي يرتكب جرائم كل يوم وجميع مستوطناته غير شرعية".
وأضاف: "إذا نحن فقط حاصرنا هذه المستوطنات ومنعنا العمال الفلسطينيين من العمل فيها وحرضنا الناس على عدم استهلاك منتجاتها فذلك هو الأسلوب السلمي لمواجهتها"، وأكد أن دعوة مقاطعة منتجات المستوطنات "آتت أكلها (...) الدليل على ذلك عندما يشكو الإسرائيليون ويطالبون بعقاب الفلسطينيين".
وأضاف أن: "الحكومة الإسرائيلية من الوقاحة بحيث تتحدث عن مقاطعتنا منتجات لمستوطنات غير شرعية وهي تحاصر وتقاطع كل بلادنا ابتداء من غزة ومرورا بكل المدن الأخرى".
وحول الانقسام الفلسطيني، قال إن: "ملف المصالحة محزن والسبب في ذلك هو عدم وجود تقدم فيه".
وأوضح أن "توقيع الورقة المصرية يعد إشارة إلى الرغبة الثابتة والحقيقية في المضي قدما على طريق الوحدة الوطنية (...) حماس غير مستعدة لذلك".
وطالب الجميع بألا تكون هناك أولوية تسبق الوحدة الوطنية الفلسطينية وأن أي شروط أخرى تضيع الوقت وتعرقل هي شيء محزن لا يجب قبوله.