حماس ترفض طلبا من الصليب الاحمر لاثبات ان شاليط حي

تاريخ النشر: 23 يونيو 2011 - 02:20 GMT
جلعاد شاليط في صورة ماخوذة عن تسجيل فيديو بثته حماس
جلعاد شاليط في صورة ماخوذة عن تسجيل فيديو بثته حماس

 

دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى تقديم دليل على ان الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي اسره نشطاء فلسطينيون قبل نحو خمس سنوات ما زال حيا، لكن الحركة رفضت على ما يبدو هذا الطلب.
وقالت وكالة المساعدات المستقلة في مناشدة علنية غير معتادة ان عائلته لها حق بموجب القانون الدولي الانساني للتواصل مع ابنها البالغ من العمر 24 عاما والمحتجز منذ 25 يونيو حزيران 2006 .
وقالت اللجنة "لانه لم تظهر اشارة على حياة السيد شليط منذ نحو عامين تطلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر الان ان تثبت حماس انه حي."
وكررت اللجنة طلبا كانت قد تقدمت به منذ وقت طويل بزيارة شليط في مكان احتجازه.
لكن متحدثا باسم حماس بدا أنه رفض الطلب الذي قال مسؤولون كبار في اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه نقل الى الحركة بشكل غير معلن قبل عدة أسابيع.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لرويترز في غزة ان الصليب الاحمر يجب ألا يتورط في الالاعيب الامنية الاسرائيلية التي تهدف الى الوصول لشليط ويجب أن يتخذ موقفا يهدف الى انهاء معاناة السجناء الفلسطينيين.
وتسلل مسلحون فلسطينيون تقودهم حماس عبر انفاق من غزة الى اسرائيل لاسر شليط المحتجز في مكان غير معلوم في غزة منذ ذلك الحين. وكان اخر اشارة على أن شليط مازال على قيد الحياة شريط فيديو كشفت عنه حماس في سبتمبر أيلول من عام 2009 وظهر فيه شليط شاحبا ونحيلا وناشد السعي لاطلاق سراحه.
وقال ايف داكور المدير العام للجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان "الغياب التام للمعلومات عن السيد شليط غير مقبول بالمرة."
وأصبح شليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا رمزا للاسرائيليين الذين يجندون الزاميا في الجيش لذا يشعرون بمحنته.
وقال جان بيير شيريه رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اسرائيل والاراضي المحتلة لرويترز "لا نعلم أي شيء عن ظروف احتجازه لكن يساورنا قلق جدي في ضوء المعلومات المتوفرة لدينا."
وأضاف "انه معزول بالكامل."
وأعربت اللجنة عن استعدادها لتسهيل عملية تبادل سجناء اذا توصلت اسرائيل وحماس الى اتفاق في المفاوضات المستمرة بينهما.
وبدا الافراج عن شاليط وشيكا خريف 2009 بعد مفاوضات غير مباشرة برعاية مصر ووسيط الماني، من اجل مبادلة الجندي بالف معتقل فلسطيني لدى اسرائيل.
الا ان هذه المفاوضات فشلت بسبب الخلاف على هوية المعتقلين الفلسطينيين المعنيين واماكن اطلاق سراحهم حيث رفضت اسرائيل اطلاق سراح فلسطينيين شاركوا في هجمات عليها في الضفة الغربية.
واستقر والدا الجندي الاسرائيلي اللذان يحظيان بدعم 63% من الاسرائيليين وفق استطلاع راي نشر اجري مؤخرا، في خيمة امام مسكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في قلب القدس للضغط على نتانياهو للقبول بشروط حركة حماس.
وحتى الان، يرفض نتانياهو وكذلك وزير الدفاع ايهود باراك "دفع اي ثمن للافراج عن شاليط"مع انهما يؤيدان التبادل ولكن بشروط.
وفي الماضي، قبلت حكومات اسرائيلية من اتجاهات عدة عمليات تبادل للاسرى انطلاقا من مبدا للجيش الاسرائيلي "عدم التخلي ابدا" عن جنود اسرى وفعل كل ما يلزم لاستعادة رفات الجنود الذين قتلوا في المعارك.
وطبق هذا المبدأ الذي يشكل اساس "القانون الاخلاقي" للجيش الاسرائيلي خصوصا في تشرين الاول/نوفمبر 1983 حيث قامت منظمة التحرير الفلسطينية باسر ستة جنود اسرائيليين في لبنان.
وقد بادلتهم مع اسرائيل مقابل 4600 فلسطيني.
وبعد ذلك بعامين، اعيد ثلاثة جنود اسرائيليون بعدما اسرتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة (بقيادة احمد جبريل) الى اسرائيل مقابل اطلاق سراح 1150 فلسطينيا.
واطلقت اسرائيل في تشرين الاول/اكتوبر 1997 سراح المؤسس والزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ احمد ياسين وعشرات السجناء السياسيين الفلسطينيين مقابل عميلين لها اعتقلا في عمان بعد ان حاولا اغتيال القيادي في حماس خالد مشعل.
واعادت لبنان لاسرائيل في حزيران/يونيو 1998 رفات احد جنودها مقابل اطلاق سراح ستين معتقلا لبنانيا ورفات اربعين مقاتلا ضد اسرائيل.
واطلقت اسرائيل في كانون ثاني/يناير 2004 سراح 400 فلسطينيا و31 معتقلا من جنسيات اخرى من بينهم 23 لبنانيا مقابل اعادة حزب الله اللبناني الشيعي رفات ثلاثة جنود اسرائيليين واطلاق سراح كولونيل الاحتياط الحنان تاننباوم المحتجز لدى حزب الله منذ 2000 والمتورط في تجارة المخدرات.
وبعد ذلك باربع سنوات، اعاد حزب الله لاسرائيل رفات جنديين اسرا في لبنان مقابل اطلاق سراح خمسة لبنانيين معتقلين لدى اسرائيل من بينهم عميد الاسرى سمير القنطار.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي عدم حدوث اي تغيير في التزام اسرائيل بجنودها الذين اسروا او فقدوا.
واكد المتحدث في بيان ان "قوى الدفاع الاسرائيلية والمؤسسات الاخرى في الدولة تستمر في فعل كل شيء لاستعادة جلعاد شاليط".