أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية غير كافية بمفردها لإنهاء الانقسام، بينما أكدت الفصائل الفلسطينية عدم وجود مبادرات جديدة لتحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة، وذلك بعد نحو ساعتين قضتها قيادات فصائلية في اجتماع وراء الأبواب الموصدة دعت إليه "حماس" ولم تحضره "فتح".
وأكد عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" الدكتور خليل الحية أن الورقة المصرية للمصالحة جزء مما تم إنجازه في السابق لكنها غير كافية. وقال: "نريد أن نبني على ما تم الاتفاق عليه سواء كان في الورقة المصرية أو قبلها أو بعدها، فليست وحدها التي يمكن البناء عليها"، مشيراً إلى حرص حركته على إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة في إطار سقف زمني محدد يمكن من خلاله تجاوز الملفات العالقة.
وقال: "الخطوة الأولى لبدء الحوار الفلسطيني انطلقت ونعمل بشكل دؤوب من أجل التئامها بالسرعة المطلوبة".
وأضاف: "الحوار يبدأ بتشكيل مرجعية وطنية للشعب الفلسطيني إضافة إلى تحديد البرنامج السياسي، مروراً بالإجراءات المتعلقة بتشكيل الحكومة والأمن والانتخابات والقضايا الفلسطينية الداخلية والخارجية".
وعاد الحية إلى قطاع غزة بعد جولة عربية جمعته مع القيادي في الحركة محمود الزهار، التقيا خلالها بالمسؤولين المصريين.
وشدد على أن دعوة الرئيس الفلسطيني إلى زيارة قطاع غزة ما زالت قائمة، لكن "الزيارة يجب أن تكون تتويجاً لحوارات تسبقها واتفاق فلسطيني شامل وليس مجرد زيارة بروتوكولية"، موضحاً أن القيادات المصرية التي التقاها وفد الحركة أكدت أنها لن تتدخل بشكل مباشر في الحوارات الفلسطينية وستترك للفصائل الاتفاق وفق رؤيتها.
وأوضح أن القيادة المصرية الجديدة حثت الحركة على المضي قدماً في إنجاز المصالحة، لافتاً إلى أن حركته وجهت الدعوة إلى حركة "فتح" لحضور الاجتماع من أجل إطلاع القوى الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان بنتائج جولة قيادة الحركة الخارجية.
وكان الرئيس عباس أعلن منتصف آذار (مارس) الماضي نيته زيارة قطاع غزة لإنهاء الانقسام عبر تشكيل حكومة تضم مستقلين وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أن حركة "حماس" أعلنت أن هذا الإجراء جزء من ملفات الحوار التي يجب أن تستكمل قبل الحديث عن الحكومة والانتخابات.
من جانبه نفى عضو اللجنة المركزية في "الجبهة الديمقراطية" ناصر صالح وجود أي مبادرة جديدة طرحتها "حماس" على المشاركين في الاجتماع، لافتاً إلى أن الفصائل استمعت إلى رؤية "حماس" لآليات تحريك ملف المصالحة. وقال: "اقترحوا رؤيتهم للمصالحة وأكدوا ضرورة الحوار الوطني الشامل ومرجعياته، إضافة إلى عدم البدء من نقطة الصفر".
وأضاف: "الفلسطينيون بحاجة إلى نوايا صادقة للمضي في ملف المصالحة، فالحديث الدائم على استراتيجية المصالحة من دون تحرك فعلي على الأرض لا تنهي الانقسام".