اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين ان لا تطبيع للعلاقات بين تركيا واسرائيل اذا رفضت الاخيرة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من الامم المتحدة حول الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية.
ودعا الوزير الدولة العبرية الى "اعطاء الضوء الاخضر لتشكيل لجنة ينص عليها القانون الدولي واقترحتها الامم المتحدة".
واوضح انه اذا وافقت اسرائيل على تشكيل هذه اللجنة "فان العلاقات (الثنائية) ستأخذ بالطبع منحى آخر".
واضاف "واذا واصلوا مماطلتهم فان تطبيع العلاقات التركية-الاسرائيلية غير وارد".
وكانت تركيا استدعت الاسبوع الماضي سفيرها من اسرائيل اثر الهجوم على اسطول الحرية.
وكان داود اوغلو يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع نظيريه الافغاني والباكستاني على هامش مؤتمر لبناء الثقة والعمل المشترك في اسيا، المنتدى الدولي للترويج للتعاون الاقليمي الذي يفتتح الثلاثاء في اسطنبول.
والاحد، اعتبر اوغلو في مقابلة مع قناة (سي ان ان) التركية ان الرفض الاسرائيلي لاجراء تحقيق دولي يكشف عن انها تريد التغطية على حقيقة ما جرى في الهجوم.
وقال "نريد أن نعرف الحقائق. اذا كانت اسرائيل ترفض ذلك فذلك يعني انه دليل اخر على ذنبهم. ليسوا واثقين من مواجهة الحقائق."
وكانت اسرائيل رفضت الاحد اقتراحا اقترحه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون باجراء تحقيق دولي في الهجوم الاسرائيلي القاتل على سفينة مساعدات كانت في طريقها الى قطاع غزة وقالت ان من حقها أن تجري التحقيق بنفسها.
وقال سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة ميخائيل أورين لقناة فوكس نيوز "نحن نرفض اللجنة الدولية. ونبحث مع ادارة أوباما السبل التي يمكن من خلالها اجراء التحقيق."
وقال مسؤول اسرائيلي في وقت سابق الاحد في القدس ان بان اقترح تشكيل لجنة يرأسها رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر وتضم ممثلين من تركيا التي كانت ترفع علمها سفينة المساعدات واسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت مصادر سياسية اسرائيلية متحدثة أمام الاجتماع الوزاري بعد افادة نتنياهو أمام أعضاء حكومته من حزب الليكود ان اسرائيل تدرس خيارات أخرى لتحقيق بشأن العملية يوم الاثنين.
وكان تسعة ناشطين مناصرين للفلسطينيين قد قتلوا الاسبوع الماضي عندما اقتحمت قوات اسرائيلية السفينة مافي مرمرة التي كانت تحمل مساعدات الى غزة. وقالت اسرائيل انها قواتها استخدمت القوة القاتلة دفاعا عن النفس بعد أن واجهت هجوما من الناشطين المناصرين للفلسطينيين بالسكاكين والهراوات.
وكان زعماء اسرائيليون تحدثوا علانية عن اجراء تحقيق اسرائيلي مع وجود مراقبين أجانب في واقعة اعتراض طريق السفينة التي كانت تسير قبالة سواحل قطاع غزة رافعة علم تركيا.
وقال اورين "اسرائيل دولة ديمقراطية. اسرائيل لديها القدرة والحق في اجراء التحقيق بنفسها لا أن يقوم أي مجلس دولي بالتحقيق عنها."
وتضررت العلاقات التركية الاسرائيلية بشدة منذ الهجوم القاتل بعد أن كانتا يوما ما حليفتين مقربتين.
واعتلت البحرية الاسرائيلية مجددا السفينة (ريتشل كوري) التي كانت تحمل مساعدات الى غزة السبت. وانتهت عملية اعتلاء السفينة دون عنف بعد جهود دبلوماسية لتجنب أي حوادث مؤسفة.
وقال وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن لاذاعة (ار.تي.اي) الايرلندية العامة "أريد أن أحيي طاقم ريتشل كوري على اظهارهم لنواياهم السلمية وسط ظروف غير مؤكدة... بالطبع أبلغنا ذلك للسلطات الاسرائيلية بلا هوادة."
وصرح مسؤول اسرائيلي بأن اسرائيل تريد الربط بين الحكومة التركية وتنظيم رحلة السفينة مافي مرمرة حيث فاجأت قوة مقاومة الركاب القوات الاسرائيلية. وتقول اسرائيل ان سبعة من جنودها اصيبوا.
وقال نتنياهو خلال الاجتماع الوزاري الاسبوعي ان جماعة أصغر من "المتطرفين العنيفين" كانوا على متن السفينة بشكل منفصل بنية الاشتباك مع القوات.
وأظهرت صور التقطت على متن السفينة مافي مرمرة حصلت عليها رويترز اليوم الاحد جنودا اسرائيليين يفرون وينزفون بينما يحيط بهم الناشطون.
وقال المتحدث صالح بيليجي ان هذه الصور التقطها عضو من مؤسسة حقوق الانسان والحريات والمساعدة الانسانية التي نظمت القافلة.
واضاف ان السلطات الاسرائيلية صادرت كاميرات الناشطين ومحت ما تختزنه من صور لكن المؤسسة تمكنت من استعادة الصور على احدى الكاميرات باستخدام برمجية خاصة.
ولا توجد صور لاعمال عنف مباشرة لكن العديد من الصور تظهر بقعا من الدماء على الارض أو على الجدران.
وشددت اسرائيل حصارها على قطاع غزة بعد أن سيطرت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) على القطاع في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2007 .