قال شهود عيان إن مسلحين حطموا محتويات استوديو تستخدمه قناة تلفزيون الجزيرة في الضفة الغربية اليوم الأربعاء وربطوا الهجوم بتغطية الجزيرة لتسريبات وثائق أحرجت القيادة الفلسطينية.
ووصل أربعة مسلحين إلى الاستوديو الواقع في نابلس وتديره شركة بالميديا بعد أن استخدمته الجزيرة في بث مقابلة حية مع ضيف ينتقد السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس.
وقال موظف في الاستوديو إن الرجال طلبوا بيانات الضيف وهو محاضر جامعي اسمه عبد الستار قاسم. وعند إبلاغهم بأنه غادر حطموا جهاز كمبيوتر وجهاز فاكس وكاميرا ونافذة.
ووجهت انتقادات شديدة للجزيرة من جانب مسؤولين فلسطينيين هذا الأسبوع بسبب تغطيتها لما قالت إنها محاضر مسربة لمحادثات سلام مع مسؤولين إسرائيليين.
وتظهر الوثائق التي سمتها الجزيرة "أوراق فلسطين" المسؤولين الفلسطينيين يقدمون تنازلات كبيرة في المفاوضات بشأن قضيتين مثل مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين خلال جولات التفاوض الماضية.
وقال الفلسطينيون المشاركون في المحادثات إن بعض المعلومات التي أعلنتها الجزيرة حقيقية وبعضها أسيء عرضه وبعضها خاطئ تماما.
واتهموا قطر بالوقوف وراء "حملة تشويه" هدفها تقويض عباس. ولقطر علاقات مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.
وحاول أنصار عباس اقتحام استوديوهات الجزيرة في رام الله في وقت سابق هذا الأسبوع. وكانت احتجاجات قد وقعت ضد القناة في مدينة أريحا.
وكشفت الجزيرة أمس عن وثيقة بدا أنها تظهر وزير الداخلية السابق نصر يوسف تعاون مع طلب إسرائيلي لقتل نشط فلسطيني في قطاع غزة.
ولكن يوسف نفى ذلك قائلا إن هناك تزويرا في الوثائق التي بثتها الجزيرة حول علاقته باغتيال حسن المدهون القيادي في كتائب الاقصى في قطاع غزة عام 2005.
قال نصر يوسف وزير الداخلية الفلسطيني السابق اليوم الاربعاء في مقابلة مع قناة الجزيرة "هذه وثيقتكم التي اعتمدتموها والان اقدم لكم وثائق رسمية (كان يحمل النسخة التي بثتها الجزيرة والنسخة التي يقول انها الاصلية) الفرق بين الوثيقتين وما تم تزويره وتحريفه ظلما وعدوانا."
وأضاف "اللقاء مع موفاز (وزير الدفاع الاسرائيلي في حينه) كان لا يتعلق بالتنسيق الامني (بل) يتعلق بتنسيق الحركة بيننا وبين الجيش الاسرائيلي في عملية استلام غزة عند انسحاب الجيش الاسرائيلي من طرف واحد الذي كان يرفض ان ينسق معنا لولا ضغوط كثيرة حتى يتم الانتقال السلمي بدون مشاكل عندنا وفوضى وجاء الحديث حول المدهون (الذي اغتيل بحسب الوثائق نتيجة للتنسيق الامني) عرضيا ولم يكن هو في صلب في الموضوع."
وتابع قائلا "انتم (الجزيرة) تقولون في هذه الوثيقة (أن موفاز قال) انني أعرف عنوان حسن المدهون ورشيد ابو شباك يعرف ذلك فلماذا لا تقتلونه؟"
وأضاف وهو يقرأ من الوثيقة التي لديه "موفاز.. انتم لا تعملون شيئا على الارض واذا استمر الوضع هكذا مع اقتراب الانفصال ربما نضطر الى معالجة اطلاق النار بطريقة اخرى ماذا عن حسن الدهون لماذا تعتقلونه ولا تقتلونه.. لانه لا يوجد اسرائيلي يقول لنا اقتل فلسطيني."
وحمل وزير الداخلية السابق مسؤولية قتل حسن المدهون لمن هربه من من مقر الرئيس الذي قال انه تم احضاره اليه لحمايته من الاسرائيليين.
البوابة