اوباما يأمل بـتقدم كبير بالمفاوضات ويرى وضعا لا يحتمل بغزة

تاريخ النشر: 10 يونيو 2010 - 06:00 GMT
الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في البيت الابيض
الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في البيت الابيض

الرئيس الاميركي يعبر عن الامل بتحقيق "تقدم كبير" بالمفاوضات ويدعو اسرائيل لتخفيف حصارها لغزة خلال لقائه الرئيس الفلسطيني في البيت الابيض.

واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الابيض ان هذا "التقدم الكبير" يمكن احرازه قبل نهاية العام 2010،، واعدا بان تلقي واشنطن "بكل ثقلها" لاخراج عملية السلام من "المأزق".

ودعا الرئيس الاميركي اسرائيل للمساعدة في تخفيف القيود على وصول المعونات الانسانية الى غزة عقب مداهمة قافلة معونات أسفرت عن سقوط قتلى.

ولكن أوباما الذي تبنى نهجا حذرا لم ينضم الى الادانة الدولية الواسعة لاسرائيل بسبب مهاجمة قافلة المعونة ولم يدعم مطلب عباس برفع الحصار عن غزة.

وقال أوباما للصحفيين بينما كان عباس يقف بجانبه في المكتب البيضاوي " الوضع الراهن الذي نواجهه غير مستقر منذ زمن بعيد."

وتأتي زيارة عباس وسط رد فعل دولي غاضب من اسرائيل حليف واشنطن الوثيق بعد اعتلاء قواتها سفينة المساعدات التركية مافي مرمرة التي كانت متجهة الى قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في 31 مايو ايار ومقتل تسعة نشطين مؤيديين للفلسطينيين عليها.

وحث عباس اوباما الذي كان اكثر ترويا في رده على الهجوم على الاسطول من المجتمع الدولي الاوسع على اتخاذ موقف اكثر تشددا مع اسرائيل.

وقال عباس "نرى أن هناك حاجة لرفع الحصار الاسرائيلي عن الشعب الفلسطيني."

وأبدى أوباما تعاطفه مع محنة الفلسطينية في القطاع ولكنه أصر على أن أي حل ينبغي أن يلبي احتجات اسرائيل الامنية. وتقول اسرائيل ان الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة أعوام يلزم في منع تهريب الاسلحة الى حماس. ويصف الفلسطينيون الحصار بأنه عقاب جماعي.

وقال أوباما "ينبغي أن تكون هناك وسائل للتركيز فقط على شحنات السلاح بدلا من التركيز بشكل عام على وقف كل شيء.. ومن ثم البدء بالتدريج بالسماح بمرور الاشياء الى غزة." مضيفا ان ادارته بدأت مناقشات صارمة مع اسرائيل في هذه القضية.

ولا يوجد مؤشر على حدوث انفراجة جراء محادثات عباس مع أوباما ولكن الرئيس الامريكي لم يرسل نظيره الفلسطيني الى بلاده خاوي الوفاض. فقد أعلن أوباما عن معونة تنمية اقتصادية جديدة للضفة الغربية وقطاع غزة بقيمة 400 مليون دولار.

وأي دفعة ماليا لغزة لا بد أن تكون مقيدة بشروط تبقيها بعيدة عن أيدي حماس المدرجة على قائمة الارهاب الامريكية.

وفي السنوات الاخيرة كان أغلب المساعدات الامريكية للفلسطينيين يرسل الى الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح بزعامة عباس أو ينقل الى غزة عبر منظمات دولية. وتعهدت واشنطن بتقديم 900 مليون دولار للفلسطينيين في مؤتمر للجهات المانحة في 2009 .

وفي اشارة الى رغبة الولايات المتحدة لتعزيز موقف عباس أمام شعبه سمح للصحفيين بدخول المكتب البيضاوي لمقابلة الزعيمين معا. وكانت التغطية الصحفية ممنوعة خلال زيارة متوترة في نوفمبر تشرين الثاني لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو ما وصفته وسائل اعلام اسرائيلية على نطاق واسع بأنه ازدراء.

وأبدى أوباما تأييده لاجراء تحقيق "موثوق منه" لحادث القافلة قائلا ان من المهم "اخراج الحقائق الى العلن". ولكنه لم يتطرق للدعوات باجراء تحقيق دولي مستقل. واصرت اسرائيل على اجراء تحقيق بنفسها على أن يلعب خبراء أو مراقبون أجانب دورا.

وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة في المنطقة تأمل ادارة أوباما أن تبقي على المحادثات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة والتي لم تحقق تقدما يذكر منذ أن بدأت في أوائل مايو ايار. ويأمل اوباما في دفع الطرفين نحو الدخول في محادثات مباشرة.

وزادت دبلوماسية أوباما في الشرق الاوسط -التي تمثل عنصرا محوريا في تقربه الى العالم الاسلامي- تعقدا بعد مهاجمة اسرائيل لقافلة المساعدات المتجهة الى غزة.

وعقد الاجتماع بين عباس وأوباما بعد أسبوع من الغاء نتنياهو محادثات في واشنطن وعودته مسرعا الى الدولة اليهودية للتعامل مع الازمة التي سببها الهجوم على القافلة.

ووصفت زيارة نتنياهو بأنها محاولة لرأب الصدع لتجاوز الخلافات المتعلقة ببناء المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة.

وليس هناك متسع أمام أوباما للمناورة في الوقت الذي تقترب فيه انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر تشرين الثاني ولابد أن يضع في اعتباره أن اسرائيل تحظى بشعبية بين المشرعين والناخبين الامريكيين.

ووصل عباس الى الولايات المتحدة قادما من تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي والتي أدانت الممارسات الاسرائيلية وخفضت علاقاتها معها. ووصف عباس الهجوم بأنه "مذبحة". وقالت اسرائيل ان قوات الكوماندوس التابعة لها كانت تدافع عن نفسها عندما تعرضت للهجوم لدى اعتلائها السفينة مرمرة.