قال وزير خارجية النرويج يوناس جار شتور الذي يرأس مجموعة مانحين تدعم السلطة الفلسطينية ان هناك عجزا في ميزانية السلطة وان على المانحين الوفاء بتعهدهم بسد هذا العجز.
وعبر شتور أيضا عن تفاؤله باستئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قريبا لتحريك عملية السلام التي ساعدت بلاده في اطلاقها قبل 17 عاما.
وقال وزير الخارجية النرويجي لرويترز في مقابلة أجريت معه في رام الله بالضفة الغربية المحتلة في ساعة متأخرة من يوم الأحد "اذا استؤنفت هذه المحادثات الان اعتقد ان هذا سيكون في نفس الوقت رسالة الى المانحين.. وأنا سأوجه بشكل خاص كلامي للمانحين في العالم العربي عالم الخليج.. لانتهاز هذه الفرصة.
"طبقا للحسابات التي نديرها هناك عجز في ميزانية الدعم لحكومة رئيس الوزراء (الفلسطيني سلام) فياض وهذا ينطوي على خطر كبير. سيجيء يوم لن يستطيع فيه الفلسطينيون الاستغناء عن المانحين... لكن تلك اللحظة لم تحل بعد."
ووصف الفجوة بين تعهدات المانحين والمساهمات الفعلية بانها "كبيرة" لكنه أحجم عن اعطاء اية ارقام.
وتوقعت حكومة فياض التي تتخذ من رام الله بالضفة الغربية مقرا لها عجزا في الميزانية يصل الى 1.2 مليار دولار للسنة المالية الحالية أي 16 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.
وقال شتور ان اي تخاذل في الوفاء بالتعهدات سيعطل جهود "تعزيز نمو الاقتصاد الفلسطيني". وأضاف "آمل ان نتمكن بحلول سبتمبر (ايلول) من اثبات ان دعم الميزانية جاء وفقا للتوقعات."
وساعدت أموال المانحين لحكومة فياض على دفع النمو الاقتصادي في الضفة الغربية المحتلة والذي قدره شتور بنحو عشرة في المئة.
وتقديم الدعم للفلسطينيين ضروري لما وصفه شتور بتوجه "من القاعدة الى القمة" لحل الصراع الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ ستة عقود من خلال بناء "مؤسسات فلسطينية شفافة وخاضعة للمحاسبة".
ووصف عملية المفاوضات التي تحاول الولايات المتحدة إحياءها من خلال المحادثات المباشرة بأنها الجزء الذي يهبط من القمة الى القاعدة في المعادلة.
ولعبت النرويج دورا محوريا في إطلاق العملية الدبلوماسية باستضافة مفاوضات فلسطينية إسرائيلية سرية على مستوى رفيع تمخضت عن اتفاقات اوسلو المؤقتة للسلام عام 1993 .
وقال وزير الخارجية النرويجي "اذا حللته (الموقف) ستجده معقدا للغاية. كلا الجانبين لديهما تعقيدات داخلية. لكن حين أتحدث مع رئيس الوزراء (الاسرائيلي) وأتحدث مع الرئيس (الفلسطيني) أشعر ان البديل أسوأ.
"أعتقد انه سيكون من الممكن إيجاد مصلحة مشتركة في المحادثات وفي التحرك لكن هنا يكون دور الأميركيين محوريا."
وتوسطت الولايات المتحدة خلال ثلاثة أشهر من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين اللذين لم يجلسا وجها لوجه منذ اواخر عام 2008 حين شنت إسرائيل هجوما على قطاع غزة.
وأعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما عن رغبته في بدء المحادثات المباشرة بحلول ايلول / سبتمبر.
وقال شتور "أنا أفضل ان اكون متفائلا باعتدال."
وهناك قدر كبير من التشاؤم السائد بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين أنهكتهم عملية سلام تتخللها أعمال عنف وأفعال اخرى قوضت الثقة بين الجانبين.
وقال شتور "التعامل مع هذا الصراع بتشاؤم أبدي رهان مأمون الى حد كبير... لكننا كسياسيين لا نستطيع ان نضع أنفسنا في هذا الوضع وأعتقد انه علينا ان نبحث عن الفرص لان البديل أسوأ."