المتشددون يهددون تقارب حماس مع الغرب

تاريخ النشر: 27 مايو 2010 - 12:51 GMT

يقول جمال البيوك قائد احدى الفرق الموسيقية انه وأعضاء فرقته لن يجازفوا بالعزف في قطاع غزة بعد الان بعد أن هدد متشددون اسلاميون بقتلهم خلال حفل زفاف.

وكانوا قد انتهوا لتوهم من أحياء حفل شرقي خان يونس عندما اقتحمه متشددون مسلحون وأضرموا النيران في الات موسيقية تقدر قيمتها بنحو 40 ألف دولار وأطلقوا الرصاص بين أرجل أعضاء الفرقة.

 

وقال البيوك لرويترز "قال مسلح لزميله.. لا تطلق النار بين الارجل أطلق عليها."

 

وأضاف البيوك (49 عاما) في متجر بغزة حيث يصلح الالات الموسيقية ويستأجر أنظمة صوت "قال لي مسلح اخر.. استعد للموت أيها الكافر الفاسق."

 

وتابع أن عدة مغنين وأعضاء فرق أخرين ضربوا على أيدي جهاديين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة يحرمون موسيقاهم وتوقع أن تحدث هجمات أخرى مع بدء فصل الصيف حيث يعقد السكان حفلات الزفاف وغيرها من الحفلات.

 

وتابع "أشعر بالخوف وغير متفائل لكنني سأواصل لان هناك 20 أسرة تعيش من عملي."

 

ويأتي التهديد من الجهاديين السلفيين الذين تختلف أجندتهم بالجهاد العالمي ضد الغرب مع الاهداف القومية لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة والتي تنفي سعيها الى اقامة سلطة دينية في القطاع.

 

وبينما تعتبر اسرائيل حماس قوة عدائية أصولية خطيرة فانها لا تعتبر اسلامية بما يكفي في نظر جماعات متشددة صعدت هجماتها في قطاع غزة خلال الشهور الماضية مستهدفة قوات الامن التابعة لحماس ومكاتبها.

 

وتتهم حماس هؤلاء بمهاجمة حفلات الزفاف والمواقع المسيحية ومقاهي الانترنت ومحلات تصفيف الشعر النسائية. وتنفي الجماعات هذه الاتهامات.

 

ويوم الاحد الماضي هاجم مسلحون ملثمون معسكرا صيفيا للاطفال تديره الامم المتحدة بعد أن اتهم متشددون اسلاميون المنظمة الدولية باشاعة الفسق بين الشباب المسلم في غزة.

وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة ان أجهزة الامن انتهت من وضع خطة لتوفير الحماية الامنية للاماكن العامة التي يتوجه اليها السكان للاستمتاع بالعطلات الصيفية ومن بينها المطاعم والشواطيء.

 

وأضاف أن عددا من المشتبه بهم احتجز بسبب الهجوم على معسكر الامم المتحدة لكنه لم يقدم تفاصيل عن الجماعات التي ينتمون اليها.

 

وعزا الغصين تراجع عدد الهجمات بقنابل في المنطقة لحملة أمنية لالقاء القبض على أشخاص متورطين في احداث فوضى ولخطة تعليمية لاعادة التأهيل.

 

وانتزعت حماس السيطرة على القطاع خلال قتال مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2007.

 

ويخضع القطاع لحصار تقوده اسرائيل. وينأي الغرب بنفسه عن حماس بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المؤقتة.

 

ويقول محللون ومسؤولون مناوئون ان الجماعات التي تستلهم نهج القاعدة تمثل تحديا صريحا لحكم حماس في غزة.

 

ويقولون ان حماس تحصد ما زرعته يداها اذ أن الكثيرين من الاعضاء الحاليين في الفصائل السلفية الجهادية كانوا يوما ما نشطاء مدربين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.

 

ويقدر المحللون عدد المؤمنين بافكار القاعدة بالمئات أو الالاف. لكن الغصين يؤكد انهم لا يتعدون بضع عشرات.

 

ويرى المحلل السياسي طلال عوكل أن العدد اخذ في الزيادة نتيجة البيئة الاسلامية التي تشجعها حماس.

وأضاف "قد يكون لتنامي أعداد هذه الجماعات المتطرفة تأثير سلبي على حماس."

 

وينتقد السلفيون حماس لتوليها الحكم في المقام الاول. ويتهمون الحركة بالتخاذل في تطبيق الشريعة الاسلامية لصالح اقامة علاقات مع دول غربية يتهمونها بانها "صليبية وكافرة".

 

وقال أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح ان من الواضح أن محاولة حماس تصوير نفسها بانها الحركة الاسلامية الحقيقية الوحيدة قد أتى بنتائج عكسية.

 

وأضاف أن حماس نشأت أعضاءها على الاعتقاد بان فتح والحركات الاخرى غير حماس علمانيون وكفرة والان تدفع حماس ثمن تحريضها.

 

وأردف ان حماس تجد نفسها الان في نفس الموقف تحكم بقانون علماني وتمنع المقاومة ضد اسرائيل انطلاقا من غزة وان هذا دفع الكثير من أعضاء كتائب عز الدين القسام الى ترك الحركة والانضمام الى خلايا اسلامية أكثر تطرفا.

 

وقال الخبير الاسرائيلي في مكافحة الارهاب بوعاز جانور انه كلما زادت قوة هذه الجماعات كلما زاد تهديدها لحكم حماس وانه كلما زادت رغبة حماس في الحصول على الشرعية الدولية كلما زادت انتقادات هذه الجماعات.

 

وأضاف عبر الهاتف من اسرائيل "أن يكون هناك عنصر لا يلتزم بتوجيهات حماس وسياستها.. عنصر يؤيد الجهاد العالمي أمر يقوض مفاتحات حماس للمجتمع الدولي".

 

وقال عوكل ان حماس لن تسمح لهذه الجماعات أن تتجاوز الخطوط الحمراء.

 

وأضاف "رأينا جميعا كيف تدخلت حماس عسكريا وبقوة عندما تحدتها احدى الجماعات وحاولت اعلان امارة لها في غزة" مشيرا الى معركة قتل فيها 28 شخصا الى جانب ستة من شرطة حماس.

وقال جانور "اذا ما اعتبر أن حماس تغض الطرف عن هذه العناصر أو تتعاون معها سيلحق هذا بها خسائر فادحة".