تبدي الفلسطينية فاطمة حسين (21 عاما) حماسا واضحا في تطوعها ضمن حملة "من بيت الى بيت" التي انطلقت الثلاثاء في سائر مدن الضفة الغربية لمقاطعة منتجات المستوطنات "التي تنخر بلدنا" كما تقول.
وحرصت فاطمة على الوصول باكرا الاربعاء من مكان سكنها في مخيم الجلزون حيث توجهت الى كلية الامة في الرام لتخبر ادارة الكلية انها ستغيب اليوم عن الدراسة كونها ستتطوع في حملة التوعية ضد منتجات المستوطنات.
وقالت فاطمة لوكالة فرانس برس "اتمنى ان يسهم عملنا هذا بان يصبح الشعب الفلسطيني كله يدا واحدة ضد منتجات المستوطنين التي تنخر بلدنا".
والتقت فاطمة مع مجموعة اخرى من الفتيات والشبان وسط مدينة رام الله، ومن ثم توجهت المجموعة لمواصلة عملها التطوعي، لليوم الثاني على التوالي، في ضاحية الطيرة بالقرب من رام الله حيث يقطن العديد من المسؤولين واساتذة جامعة بيرزيت.
وكانت مؤسسة "كرامة" وبمساندة من وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني اعلنت الثلاثاء اطلاق حملة لمقاطعة منتجات المستوطنات اطلق عليها اسم حملة "من بيت الى بيت".
واعتبر مجلس المستوطنات الاسرائيلية الحملة الفلسطينية بمثابة "ارهاب اقتصادي" مطالبا الحكومة الاسرائيلية بالرد على هذه الحملة.
وذكر القائمون على "من بيت الى بيت" ان مستوطنين هاجموا بالشتائم عددا من متطوعي الحملة في منطقة بيت فجار القريبة من مدينة بيت لحم، لكنهم لم يعتدوا عليهم جسديا.
ويشارك في الحملة، حوالي ثلاثة الاف شاب وشابة في مختلف المدن الفلسطينية، سيقومون بزيارة 427 الف منزل يتم اختيارها بشكل عشوائي بغية توعية اصحاب هذه المنازل على اهمية مقاطعة منتجات المستوطنات والعواقب الناجمة عن اقتنائها.
ونجح الشبان خلال يوم ونصف في زيارة نحو 40 الف منزل في مختلف انحاء الضفة الغربية، بحسب ما قال المنسق العام للحملة هيثم كيالي.
واضاف "الحملة حققت نجاحا اكثر مما كنا نتوقع، ووجدنا تجاوبا كبيرا من المواطنين".
وعقب انتهاء زيارة المنزل يلصق على بابه ملصق كتب عليه "هذا المكان نظيف من منتجات المستوطنات".
وبموازاة الحملة الميدانية هناك حملة اعلامية من خلال محطات الاذاعة والتلفزة المحلية تدعو الفلسطينيين الى التعاون مع المتطوعين والاستماع اليهم.
وقالت فاطمة انها واجهت خلال عملها الثلاثاء والاربعاء جدلا من بعض الفلسطينيين حينما زارتهم اذ منهم من قال لها "لا يوجد لدينا بديل عن المنتجات الاسرائيلية".
واضافت "قمنا بالتوضيح بان الحملة تستهدف مقاطعة منتجات المستوطنات وتشجيع المنتجات الفلسطينية المحلية لتحل محلها".
اما خالد فلنة (22 عاما) الذي جاء من قرية صفا (15 كلم شمال رام الله) للمشاركة في الحملة التطوعية، فقال "نحن مجموعة من الفتية والفتيات نعتقد اننا نتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الحملة، ولا يكفي ان نحمل المستويات السياسية المسؤولية دون ان نشارك نحن في هذه المسؤولية".
واعتبر فلنة ان المشاركة في حملة مقاطعة منتجات المستوطنات "انما تسهم في منع دفع ثمن الاسلحة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي ضد انباء شعبنا، حيث تأتي غالبية اموال هذه الاسلحة من منتجات المستوطنات".
ويقرع المتطوعون ابواب الفلسطينيين بشكل عشوائي، ومن هؤلاء من يرحب بالمتطوعين ويبدي استعدادا لسماعهم، ومنهم من يرفض الحديث عن الموضوع، كونه حدثا غريبا عليهم، كما قال احد المتطوعين.
ومن ضمن المنازل التي وصلها الشبان في منطقة الطيرة، منزل يعود للمحاضر في جامعة بيرزيت عبد الكريم خشان، الذي ابدى ترحيبا كبيرا بالزائرين وبالحملة.
وقال خشان "الحملة جيدة ولكن المهم ان يكون لدينا الحاح متواصل من المثقفين والجمعيات الاهلية لمواصلة الحملة، وان يشارك فيها اضافة الى هؤلاء المتطوعين المسرح والتلفاز والاذاعة بحيث تصبح القضية مسلسلا متواصلا".
وكانت السلطة الفلسطينية اعلنت حملة لمقاطعة منتجات المستوطنين، واصدرت قانونا يحظر الاتجار بهذه المنتجات وايضا يحظر العمل في المستوطنات، حيث يعاقب القانون المخالفين للسجن حوالي خمس سنوات كاقصى حد وغرامة مالية تصل بمجموعها الى حوالي 20 الف دولار.
وفي حين تشدد الحملة على مقاطعة منتجات المستوطنات، تجد السلطة صعوبة في منع حوالي 25 الف فلسطيني من العمل في المستوطنات قبل توفير البديل لهم في سوق العمل الفلسطيني.
الا ان وزير الاقتصاد الفلسطيني حسن ابو لبدة اعلن قبل ايام ان السلطة ستمنع قبل نهاية العام الجاري الفلسطينيين من العمل في المستوطنات.