فتح الفلسطينيون النار على قناة الجزيرة الفضائية القطرية بعد ان زعمت حصولها على وثائق التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي واول ما بدأت ادعاءاتها بوجود سلسلة تنازلات يقوم بها الفلسطينيون خلال المفاوضات المتعلقة بالقدس المحتلة.
وجاء الرد الفلسطيني اولا من رأس هرم السلطة الفلسطينية أي الرئيس محمود عباس الذي اكد في تصريح منشور على موقع وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية إن 'ما نشرته قناة الجزيرة، خلط مقصود بين المقترحات الإسرائيلية وهي كثيرة، والمواقف الفلسطينية، وهذا عيب'. "وأنا رأيت يوم أمس بأنهم يعرضون شيئا يقولون إنه فلسطيني، وهو إسرائيلي'.
وقال عباس: 'ليس لدينا سر نخفيه، وهذا تعرفه جميع الدول العربية مجتمعة أو منفردة، وكل مفاوضات أو لقاءات أو كل قضية تطرح علينا نقدمها بتفاصيلها للدول العربية مشفوعة بالوثائق'.
الجزيرة: السلطة تتنازل عن القدس
ووفق ما نشرته القناة القطرية من دون توضيح المصدر في تقليد لما نشره موقع ويكيليكس الشهير من وثائق تدين الولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى في الكثير من المواقف ، حيث تزعم ان الفلسطينيين اعتبروا مستوطنة جبل أبو غنيم (حار حماه) شرعية فقط انا باقي المستوطنات في القدس المحتلة فهي غير شرعية كما تعرض تنازل من صائب عريقات المفاوض الفلسطيني حول الحرم الشريف/جبل الهيكل.
بمعنى ان ما خشي ياسر عرفات الرئيس التاريخي للفلسطينيين التنازل عنه في قمة كامب ديفيد الشهيرة ، حيث طلب من محاصروه الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايبت ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك الاتصال بالرئيس الاندونيسي وحيد لاخذ اذن بالتنازل عن القدس كونها وقف لجميع المسلمين ، ياتي صائب عريقات زاحمد قريع ليتنازلا عنه ، وقد دفع الرئيس الفلسطيني حياته ثمنا لذلك.
يذكر أن حوالي نصف مليون يهودي يعيشون في أكثر من مئة مستوطنة أقيمت منذ احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967، وتعتبر هذه المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي.وفي اجتماع عقد قبل ذلك بشهر كان قريع قد عرض خرائط تصور الدولة الفلسطينية تضم جبل أبو غنيم ومعاليه أدوميم، وتطرح إمكانية التنازل عن جزء من الشيخ جراح مقابل مساحة مساوية من الأرض في مكان آخر. وقال عريقات للوفد الإسرائيلي نعرض عليكم أكبر يورشالايم في التاريخ ،
اللجنة التنفيذية تطالب بالتحقيق
وصب ياسر عبدربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اشرس هجوم على القناة الفضائية وامير دولة قطر الذي يرعى القناة وطلب عبد ربه، باسم القيادة الفلسطينية من مؤسسات الدراسات والأبحاث الفلسطينية الوطنية والمستقلة الموثوق بها تشكيل لجنة لتدارس هذه 'الوثائق' ومدى صحتها أو عدم صحتها، ولتدارس مدى ما أوغلت به 'الجزيرة' من اقتطاع لجمل من سياقها، ومواقف خارج زمنها وأقوال على سبيل السخرية على أنها مواقف للقيادة'.
وأشار إلى أن هذه الوثائق تندرج في إطار الحملة التي أعدتها الجزيرة بشكل متكتم، وقال 'أنا أستغرب هذه السرية وطريقة إحضار مراسلين من الخارج وإعداد مذيعين معبئين وإحضار عدد من الأبواق التي أتخمت شاشة الجزيرة بها والمتخصصة في تشويه صورة شعبنا الفلسطيني لأهداف يعلمها الجميع'.
وبين عبد ربه أن الجزيرة تعد لهذه الحملة منذ شهرين، وفي هذا الإطار أرسلت مراسلين إلى مدينة القدس من أجل أعداد تقارير تخدم هذه الحملة، وقامت بتقديم موسيقى درامية تشبه التي تعرض في أفلام الرعب، وقدمت الخرائط خلالها، واستدعت مجموعة من الشخصيات المتخصصة في تشويه صورة منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف إقناع المواطن العادي البسيط بأن السلطة الوطنية غير حريصة على مصالح شعبنا.
ووضع عمل فريق الجزيرة نتنياهو ليبرمان يصب في ذات البوتقة لتشويه موقف القيادة الوطنية الفلسطينية وأشار إلى أن حملة الجزيرة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تستهدف أيضا شخص الرئيس محمود عباس الذي رفض التفاوض مع الاحتلال في ظل مواصلة الاستيطان، والذي نجح في إدخال المجتمع الدولي شريكا للقيادة الفلسطينية في رفض الاحتلال والاستيطان.
وجدد عبد ربه التأكيد على الموقف الفلسطيني الذي يرفض التبادل إلا بنسبة محددة وفي مواقع محددة، على ألا تتجاوز هذه النسبة 1.9% من مساحة الأرض الفلسطينية، وتهدف إلى توسيع قطاع غزة الذي يصل إلى حد الإنفجار السكاني'.
وقال عبد ربه إن قناة الجزيرة تحاول تقليد موقع ويكيليكس الإخباري، الذي قدم حقائق للعالم حول السياسة الدولية، لكنها فشلت في تقليده وحوّلت المعاناة والمأساة إلى ملهاة عبر العبث بمصير الشعب الفلسطيني لتحقيق مصالح لفئات وأحزاب.
عريقات يهاجم واشنطن
وفي اجتماع ضم عريقات والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل في واشنطن في أكتوبر/تشرين أول 2009 تقول الجزيرة اشتكى عريقات من أن إسرائيل غير مستعدة حتى لتجميد الاستيطان لمدة ستة شهور لإثبات جدية نواياها التفاوضية.وتنسب الوثائق المسربة لعريقات قوله تسعة عشر عاما من الوعود ولم تقرروا بعد ماذا تفعلون بنا، أوفينا بالتزاماتنا المتعلقة بخارطة الطريق، حتى إيفين يوفال (مدير الأمن الداخلي الإسرائيلي) راض عن الاوضاع الأمنية.ولكن الإسرائيليين غير مستعدين لتجميد الاستيطان ستة أشهر، لتزويدي بورقة التوت .واتهم عريقات الإدارة الأمريكية بأنها معنية فقط بالعلاقات العامة، والأخبار السريعة
حركة فتح
أكدت بدورها أن محطة الجزيرة تقدم خدمة مجانية لحكومة نتانياهو ليبرمان للتساوق مع الحملة الاعتراضية التي تنظمها الحكومة الإسرائيلية ضد الدبلوماسية الفلسطينية. وتساءلت في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة لحركة فتح، عن مشروع الجزيرة المتقاطع مع تصريحات ليبرمان الذي أكد على تنظيم حملة تعترض النجاحات الفلسطينية الدولية وعن التوقيت المريب التي تقوم به الجزيرة بتنظيم حملة دعائية مفبركة ضد القيادة الفلسطينية ومواقفها العلنية والثابتة، في الوقت الذي تخوض فيه حربا دبلوماسية في مجلس الأمن لإدانة الاستيطان وتجريمه وخاصة في القدس الشرقية.
حماس
حركة حماس وجدت متنفسا وزاوية لتعيد منها الهجوم على القيادة الفلسطينية، فقد اعتبرت الحركة وثائق المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية المزعومة "خطيرة" وتدل على "تورط" السلطة الفلسطينية في محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وقال سامي ابو زهري الناطق باسم "حماس" في تصريح صحافي ان هذه "الوثائق السرية خطيرة للغاية وتدلل على تورط سلطة فتح (السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس) في محاولات تصفية القضية الفلسطينية خاصة في ملفي القدس واللاجئين". واشار الى ان الوثائق تدل ايضا على "التورط ضد المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة والتعاون مع الاحتلال في الحصار المفروض على غزة والتورط في الحرب" نهاية 2008 وبداية 2009. وبدأت قناة "الجزيرة" الفضائية مساء الاحد ببث مئات "الوثائق السرية" المتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية تناولت الدفعة الاولى منها ما وصفته المحطة القطرية بـ"التنازلات" التي قدمها المفاوض الفلسطيني في ما يتعلق بالقدس واللاجئين.
يقول مراقبون ان اكثر المستفيدين من نشر الوثائق الى جانب الاسرائيليين هم حماس ومحمد دحلان غريم الحركة ، فحماس ارادت اثبات "عمالة" السلطة وفضح "عمليات التنازل" التي يقوم بها المفاوضون فيما يعتبر محمد دحلان ان ثمة مساعدين له في معركته ضد القيادة الفلسطينية