اسرائيل تعلن ترحيل كافة نشطاء ريتشل كوري

تاريخ النشر: 07 يونيو 2010 - 07:34 GMT
اشطون كانوا على متن السفينة ريتشل كوري يصلون الى الاردن
اشطون كانوا على متن السفينة ريتشل كوري يصلون الى الاردن

اعلنت دائرة الهجرة الاسرائيلية الاثنين انه تم ترحيل جميع الناشطين وافراد طاقم السفينة الانسانية الايرلندية "ريتشل كوري" الـ19 الذين حاولوا السبت كسر الحصار الاسرائيلي على غزة.

وقالت ناطقة باسم دائرة الهجرة "لقد رحلوا جميعا".

واضافت ان خمسة ايرلنديين بينهم الحائزة على جائزة "نوبل" للسلام المدافعة عن القضية الفلسطينية ميريد ماغواير استقلوا طائرة في وقت مبكر الاثنين. وينتظر وصول الناشطين الايرلنديين الى دبلن ظهرا.

وتم ابعاد ستة رعايا ماليزيين وكوبي الاحد برا عبر الاردن. والبقية وهم ستة فيليبينيين وبريطاني تم ترحيلهم الاحد ايضا.

جاء ذلك في وقت تشتد الضغوط على الدولة العبرية لحملها على القبول بتحقيق دولي حول الهجوم الدامي الذي شنته الاثنين على اسطول الحرية المتجه الى قطاع غزة.

واعلن السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة مايكل اورن الاحد ان بلاده ترفض اي تحقيق دولي، فيما عقدت الحكومة الامنية المصغرة اجتماعا في المساء برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لبحث سبل الرد على الانتقادات الدولية الموجهة الى اسرائيل.

واعلن مكتب نتانياهو في بيان اثر الاجتماع ان "مجلس الوزراء السبعة انعقد وبحث سبل القاء الضوء على الاسطول (المتوجه) الى غزة اثر الانتقادات الدولية الموجهة الى اسرائيل، مع حماية جنودنا من اي تحقيق"، بدون ان يورد اي تفاصيل.

وتابع ان "رئيس الوزراء تباحث بصورة خاصة مساء مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي". وصرحت سابين حداد مسؤولة الهجرة الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان "كل من كانوا على متن القارب سيطردون بعد ان يوقعوا على اقرار بالتخلي عن رفع القضية الى القضاء الاسرائيلي".

وكانت السفينة البالغة زنتها 1200 طن تحمل مساعدات انسانية الى غزة وعلى متنها 11 راكبا هم خمسة ايرلنديين وستة ماليزيين وثمانية من افراد الطاقم (ستة فيليبينيين وكوبي والقبطان الاسكتلندي).

ووصل الكوبي والماليزيون الستة الى الاردن عبر جسر اللنبي، على ان تتم اعادة الركاب ال12 الاخرين في طائرة خلال الساعات المقبلة. ومن المتوقع ان تغادر الايرلندية الشمالية مايريد ماغواير (66 عاما) الحائزة نوبل للسلام في 1976 والمدافعة عن القضية الفلسطينية، اسرائيل في وقت باكر الاثنين مع رفاقها متوجهين الى دبلن.

واوضحت حداد ان ترحيل الناشطين تاخر بسبب رفضهم في بادئ الامر التوقيع على الوثيقة الاسرائيلية.

وياتي ترحيلهم غداة اعتراض السفينة الايرلندية ريتشل كوري من دون عنف في المياه الدولية قبالة سواحل اسرائيل، في عملية تباينت تماما مع الهجوم الاسرائيلي الدامي في 31 ايار/مايو ضد السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت ضمن اسطول المساعدات المتوجه الى غزة.

الا ان ذلك لم يخفف من موجة الاستنكار الدولية التي نجمت عن مقتل تسعة ناشطين اتراك بالرصاص في مواجهات مع الجنود الاسرائيليين على متن سفينة مرمرة، ولا من الضغوط التي تمارس على اسرائيل لحملها على القبول بتحقيق دولي مستقل.

وشدد وزيرا الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والبريطاني وليام هيغ الاحد على ضرورة اجراء تحقيق "دولي" حول الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية المتوجه الى غزة، بعد محادثات بينهما مساء في باريس.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "دعا" في وقت سابق الاحد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى القبول "بتحقيق ذي صدقية ومحايد" حول الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية، وهو تحقيق ابدت فرنسا استعدادها "للمشاركة فيه".

كما اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بنتانياهو ليبحث معه مسألة تشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا واسرائيل، وفق ما نقلت الصحف المحلية عن مصدر في الحكومة الاسرائيلية.

وقال مسؤول كبير في الحكومة لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "اسرائيل والولايات المتحدة على اتصال على اعلى مستوى" حول المسالة.

ويتوجه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاثنين الى نيويورك ليشرح موقف حكومته للدبلوماسيين الاسرائيليين في اميركا الشمالية.

غير ان المسؤولين الاسرائيليين منقسمون حول مسالة التحقيق الدولي اذ يفضل معظمهم اجراء تحقيق داخلي حول اخفاقات عملية اعتراض السفن، فيما يعتبر المؤيدون للتحقيق ان في وسع اسرائيل ان تثبت للاسرة الدولية ان وحداتها الخاصة التي شنت الهجوم واجهت مجموعة من الناشطين المصممين على المواجهة.

وقال نتانياهو الاحد ان "هذه المجموعة صعدت في شكل منفصل الى سفينة (مرمرة التركية) في مدينة اخرى غير الميناء الذي ابحرت منه ونظمت وجهزت نفسها في شكل منفصل وفق آلية مختلفة" عن الركاب الاخرين.

وقال اورن "نرفض فكرة تحقيق دولي"، مؤكدا ان اسرائيل "قادرة ومن حقها ان تجري تحقيقا داخليا".

وقد تجد حكومة نتانياهو نفسها مضطرة الى رفع الحصار عن غزة بحسب وسائل الاعلام. لكن نتانياهو كرر ان اسرائيل "لن تسمح باقامة +مرفأ ايراني+ في غزة ودخول الاسلحة بحرية الى هذا القطاع"، في اشارة الى الدعم الايراني لحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

واقترح كوشنير بهذا الصدد ان يقوم الاتحاد الاوروبي بتفتيش سفن البضائع المتوجهة الى قطاع غزة وان يتولى مجددا الاشراف على معبر رفح الحدودي مع مصر.

واعلنت حركة "غزة الحرة" التي نظمت ارسال اسطول الحرية في 31 ايار/مايو، عن محاولة جديدة "في الشهرين المقبلين" لكسر الحصار المفروض على غزة حيث يعيش مليون ونصف مليون فلسطيني على مساحة 362 كيلومترا مربعا.

وبشان هذا النزاع، جدد البابا بنديكتوس السادس عشر اثناء زيارة الى قبرص، دعوته الى السلام في الشرق الاوسط، مطالبا ببذل جهد دولي "عاجل" لتفادي "مآس اكبر".