أوغلى يطالب في البيت الأبيض بحل عادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

تاريخ النشر: 13 أبريل 2011 - 10:00 GMT
الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي
الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي

أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعداد إدارته لتوسيع العلاقة الإستراتيجية مع منظمة المؤتمر الإسلامي، عبر إجراء الحوار المستمر والتواصل الوثيق. وثمن الرئيس الأمريكي خلال لقائه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى في البيت الأبيض مساء البارحة 12 ابريل 2011 في البيت الأبيض، جهود الأمين العام بشأن التعاون المستمر والشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمنظمة، بما في ذلك في مجال القضاء على شلل الأطفال، وضمان صحة الأم والطفل، ومكافحة التعصب وغيرها من القضايا ذات الطابع السياسي.

كما أشاد الرئيس الأمريكي بمقاربة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي المتوازنة والبناءة حيال مجموعة من القضايا السياسية على أجندة المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة، ستستمر في الأخذ في الحسبان اهتمامات المسلمين في جميع أنحاء العالم بما ينسجم مع التفاهم والاحترام المتبادل. وأكد أيضا إلى استعداد الإدارة الأمريكية لإجراء حوار مستمر وتواصل وثيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي.

من جانبه، عبّر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن شكره للرئيس أوباما لملاحظاته الطيبة بخصوص أهمية منظمة المؤتمر الإسلامي، واستعداد الإدارة الأمريكية للمزيد من الشراكة والتعاون مع المنظمة ومع العالم الإسلامي ككل في العديد من القضايا تحقيقا للرؤية الواردة في خطاب الرئيس أوباما الذي ألقاه في القاهرة. وأشار الأمين العام كذلك إلى ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل تقدم راسخ في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

كما تبادل الأمين العام والرئيس الأميركي وجهات النظر بشأن التطورات على الساحة الدولية، واتفقا على مواصلة الحوار البناء بين المنظمة والإدارة الأمريكية.

وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي قد ألقى على هامش زيارته للولايات المتحدة، خطابا في جامعة جورج ميسون في واشنطن عن دور منظمة المؤتمر الإسلامي في حل النزاعات، معرجا على بناء السلام ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وأشار إحسان أوغلى إلى أن الإسلام، الذي يعترف بالمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان، يقوم على مبدأ أن العلاقات بين البشر لا يمكن أن تحكمها إلا مبادئ المساواة والعدالة التامة بين سائر أفراد الأسرة البشرية، بغض النظر عن اللون أو العرق أو الثقافة أو الدين أو المكانة الاجتماعية. كما عرج على قضيتي الإرهاب والجهاد، موضحا أن الأخير يعني مجاهدة النفس القائمة على إدراك الإنسان بأن جهاده يجب أن يكون موجها ضد نوازع الشر في ذاته، وشدد على أن منظمة المؤتمر الإسلامي ظلت دوما تحث نظيراتها في الغرب على الاتفاق على مصالحة تاريخية تقرب بين الإسلام والمسيحية، وتقضي على أي بوادر توتر في العلاقة بينهما.

وذكر إحسان أوغلى أن المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية عندما  تواجه الصراعات والتحديات الأمنية تكون في وضع أفضل يخول لها تقييم أسبابها الجذرية، وبالتالي استنباط طرق ووسائل بعينها للتصدي لها، وذلك لتمتع هذه المنظمات بفهم دقيق للأسس السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الكامنة وراء هذه الصراعات، وكذا القدرة على تحديد وتعبئة آليات محلية لمعالجة الصراعات بفعالية ونجاعة. لذا، ترى منظمة المؤتمر الإسلامي أن للمنظمات الإقليمية مصلحة مباشرة في تعزيز السلام في مناطقها لأن الصراعات بين الدول وداخلها يؤثر على تلك المناطق من حيث زعزعة الاستقرار.

كما شدد الأمين العام على أن منظمة المؤتمر الإسلامي تلتزم بالتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، للمساهمة في السلام والأمن الدوليين وتعزيز العلاقات بين الدول على أساس العدالة والاحترام المتبادل وحسن الجوار. وفي هذا السياق، أشار إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي اتخذت تدابير استباقية على نحو متزايد في مجال حل النزاعات وإدارتها، فضلا عن تعزيز إعادة الإعمار بعد النزاعات ونزع فتيل الأزمات الإنسانية في مناطق الصراع في العالم الإسلامي.

وأكد أوغلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تؤمن إيمانا راسخا بأن منع نشوب الصراعات وحلها يتطلبان نهجا متعدد الأبعاد وليس الاقتصار على استخدام الوسائل العسكرية لضمان استدامة السلام، تولي أهمية كبيرة لتحديد الأسباب الجذرية للصراعات والنزاعات ومعالجتها. واستشهد بعدد من الأمثلة على انخراط المنظمة في تسوية النزاعات، من بينها اجتماع جمع علماء العراق المسلمين السنة والشيعة في 2006 وتمخض عن "وثيقة مكة المكرمة بشأن العراق". كما أشار إلى أن من المزايا الرئيسية لمنظمة المؤتمر الإسلامي قوتها النسبية، والصدق والمصداقية والحياد والنزاهة وتمتعها بقبول عام واحترام كبير في العالم الإسلامي.

وأشار الأمين العام أن الحملات المعادية للمسلمين أصبحت جزءا من برنامج الأحزاب السياسية والسياسيين من اليمين في أوروبا، وبدأت في الآونة الأخيرة، تحظى بقبول في الولايات المتحدة. وقال إن العناصر اليمينية المتطرفة نجحت في خططها لرسم صورة سلبية عن المسلمين كونهم "خطرا" على الحضارة الغربية، مما حدا ببعض الحكومات الأوروبية فرض قيود وحظر على رموز الثقافة الإسلامية وقادة المسلمين. وأكد أن منظمة المؤتمر الإسلامي انتهجت على الدوام سياسة الدخول في حوار عملي مع الغرب لإزالة أي شوائب بين المسلمين والغرب، ومدت يدها للتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف أن فكرة المصالحة التاريخية بين المسيحية والإسلام، التي ما فتئ يدعو إليها، ستصب بالتأكيد في اتجاه إشاعة جو من الثقة المتبادلة بين أتباع الديانتين السماويتين على حد السواء، وهو ما من شأنه الإسهام إلى حد كبير في تشكيل علاقاتهما القائمة على التفاهم والاحترام المتبادلين.