كعالمة نفسانية، وأمّ اعتقدت بأنّني غطيت كل القواعد عندما أرسلت ابني للدراسة في الجامعة.
بالرغم من كلّ ذلك، فقد تحققت أسوء أحلامي. تلقيت اتصالا هاتفيا في منتصف الليل يقول لي بأن ابني الوحيد، الطالب في الجامعة، تعرض لحادث سير مروع، وبأن الجاني فر من مكان الحادث. وبالرغم من إيماني واعتقادي بأن الأشياء السيئة يمكن أن تحدث حتى لأكثر الناس حذرا. إلا أنني تعلمت درسا، ارغب في أن أشاركه مع الجميع.
حادثة واحدة تكفي لإنذار كل أم وأب يخافان على أطفالهما، ويشعران بالألم عندما السماع عن وفاة طالب زميل لأبنائهم، ويفكرا ماذا لو كان ابننا!
بعد فترة طويلة من الحزن، شارفت على الجنون. توصلت إلى بعض النصائح التي للأسف لم يرشدني أحد إليها عندما أرسلت ابني للجامعة مع الأحلام والنقود والحب.
1. ناقشي السلوكيات السلبية والإيجابية على حد سواء مع أبنك مثلا الغَشّ، السرِقَة، النشاط الجنسي، استعمال المخدّرِات والإفراط في الشرب. ركزي على أهمية وجود هدف واحد للطالب من ذهابه للجماعة وهو حصوله على شهادته الجامعية خلال الفترة المتوقعة. وهذا يعني التزام الطالب بالمساقات والدروس والعلامات النهائية أيضا. الطالب الناجح غالبا ما يبتعد عن الأمور السلبية التي يمكن أن تعيق تقدمه ونجاحه وبلوغ هدفه.
2. لا تسمحي لأبنك أو ابنتك بالحصول على سيارة على الأقل خلال السنتين الأوليتين من الجامعة. معظم الطالب لا يملكون سيارات. ولكن إذا كان ابنك يملك سيارة فعلى الأغلب بأنه سيضطر إلى توصيل أصدقائه، هذا يعني وقتا أطول على الطرقات وتعرضا أكثر للحوادث. بالطبع هذا لا يعني إيقاف القدر، ولكنك على الأقل وفرت حماية منطقية لابنك أو ابنتك.
3. الطلاب الذين يعيشون في مناطق بعيدة يجب أن ينتقلوا إلى مساكن الطلاب القريبة من الجامعة. ويجب على الآباء زيارتهم عدة مرات في السنة. والتعرف على أصدقائهم، ومجموعاتهم ونشاطاتهم اللامنهجية. إن التعرف عن قرب على البيئة التي يعيش فيها أبنك أو ابنتك تسمح باستخلاص نتائج عن حياته.
4. سيطري على وقت الفراغ لديه. الطلاب يجب أن لا يحصلوا على فترات راحة طويلة. شجعيه على العمل الجزئي، المشاركة في النشاطات الرياضية، النشاطات اللامنهجية في الجامعة مثل التمثيل، الرقص، الرسم، النحت.
5. لا تعطي الطالب الكثير من المال. يجب أن يكون للطالب حساب بنكي تحت مراقبة الأهل. هكذا لن يضطر لحمل النقود وبالتالي لن يتعرض للسرقة، ولكنه سيملك بطاقة تمكنه من سحب مبالغ صغيرة يستخدمها في حياته دون تبذير أو إسراف.
6. استمعي لإحساسك. غالبا ما يشعر الآباء بأن أولادهم في خطر، إذا لم يرد على هاتفك، أو يتصل بك لفترة طويلة من الوقت، إذا بدا متوترا أو مشتت التفكير أو شعرت بأن شيئا مريب يحدث، يجب أن تتفقدي ابنك أو ابنتك شخصيا. أنت لست بحاجة لأسباب لتتفقدي أحوال أبنك أو ابنتك.
7. احصلي على أرقامِ الهواتف الضرورية الصحيحة – على الأقل سبعة أرقام! هاتف أبنك أو ابنتك لا يكفي، يجب أن تعرفي كيف تصلي إلى أصدقائه، زملائه، شريكه في الغرفة، مشرفه، وأمن السكن. كلما عرفت وجوه وأسماء وهواتف الأشخاص المحيطين بابنك أو ابنتك كلما اتسعت شبكة الحماية.
هذه الإستراتيجيات السبع موجودة في كتابِي: أبوّة طلبة الكليات: 27 إستراتيجية للنجاح.
