في نيويورك وعن عمر يناهز الـ102 عاما توفيت مصممة الديكور والموضة الشهيرة آيريس أبفيل، لتترك خلف منها مسيرة نجاح طويلة وعريقة ومليئة بأبرز لحظات الأناقة والألوان النابضة بالحياة والنقشات التي لا يمكن أن تنسى.
صنعت من خلال رؤيتها الفنية المميزة والغير مسبوقة، شعبية واسعة على مستوى العالم بأسره، وأصبح اسم آيريس أبفيل مرتبطا بنجاحات عديدة طوال العقود الأخيرة ولا سيما بالإنجازات الفنية الغير عادية. إلا أن شهرتها هذه لم تكتسبها إلا وهي في عمر الثمانينات والتسعينات حيث لمع نجمها وازدهرت إنجازاتها بصورة كبيرة للغاية، وذلك بالرغم من الخطوات التي اتخذتها في حياتها العملية طوال فترة شبابها منذ بداية عملها في سن العشرين والثلاثين في متاجر "بارنيز" -نيويورك، وما قدمته لاتجاهات الموضة المختلفة طوال فترة عملها.
تم الاعتراف بآيريس أبفيل كمصممة أزياء رائعة ومبتكرة في الثمانينيات من عمرها، وذلك عندما واجه معهد الأزياء في متحف ال"متروبوليتان" في نيويورك فجوة مفاجئة في جدول عام 2005.
عرف العديد من أمناء المتحف أن أبفيل، التي توفيت عن عمر يناهز 102 عام، كانت تعمل في جمع الملابس وتخزينها، وخاصة المجوهرات، سواء كانت من الأزياء الراقية المشهورة من أبرز وأعرق دور الأزياء المنتشرة حول العالم، أو بأسعار منخفضة في الأسواق، لذلك طلب المعهد استعارة بعض من آلاف القطع الخاصة بها التي تمتلكها.

حقق العرض الذي أقيم بميزانية ضئيلة للغاية من غير أية مصاريف دعائية نجاحات ضخمة وغير متوقعة، حيث اخذ المعرض الذي تسبب بشهرته المصممة الواسعة اسم (Rara Avis: Selections from the Iris Apfel Collection)، حيث روج له الزوار عبر الإنترنت واتسعت شهرة وسمعة المعرض يوما بعد يوم.
كما قامت آيريس أبفيل بجولة في متاحف أمريكية أخرى غير ال"ميتروبوليتان"، وغيرت المعروضات في الطريق لأن أبفيل أرادت استعادة أغراضها حتى تتمكن من ارتدائها في كل مرة، حيث غيرت هذه الحركة الكثير من أشكال المعارض السريعة.

كان جد أبفيل خياطا ماهرا في روسيا، كما قام والدها صموئيل باريل بتزويد المرايا لمصممي الديكور الأذكياء. كما كان لوالدتها الأنيقة، سادي متجر أزياء خاص بها حيث كان العائلة تعيش في ريف أستوريا، في حي كوينز في نيويورك، حيث ولدت آيريس.

عندما كانت آيريس طفلة، كانت متعتها هي القيام برحلة أسبوعية داخل ميترو الأنفاق من وإلى مانهاتن لاستكشاف متاجرها المفضلة في قرية غرينتش الشهيرة آنذاك. حيث كان لديها أسلوبها الخاص والمميز؛ واختارها صاحب متجر متعدد الأقسام في بروكلين من بين حشد من الناس خلال فترة الكساد لتعمل لديه في المتجر، حيث كان بإمكان جميع أفراد أسرتها الخياطة والطلاء والتصميم والإبتكار والتصميم بميزانية بسيطة للغاية.

درست آيريس تاريخ الفن في جامعة نيويورك ثم تأهلت بعد ذلك للتدريس وفعلت ذلك لفترة وجيزة في ولاية ويسكونسن قبل أن تعود إلى نيويورك للعمل في (Women's Wear Daily). حيث كان هنالك نقص في الأثاث والأقمشة أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، وبدأت آيريس في كسب المال من خلال الحصول على التحف والمنسوجات النادرة وبيعها والتجارة فيها.
أما من القصص الطريفة في حياة المصممة أنها كانت إذا لم تستطيع العثور على أحد هذه القطع الثمينة أو المميزة، فكانت هي تستطيع تزييفها عبر حرفتها العالية ومهاراتها التي اكتسبتها أثناء حياتها مع والديها وعائلتها.

إلا أن مسيرتها الفنية قد توجت بظهورها المتعدد لأكثر من مرة على أشهر أغلفة المجلات العالمية المختصة بالموضة والديكور والفن، حيث تألقت آيريس بإطلالات من تنسيقها الخاص، كما أنها ولصالح مجلة "هاربرز بازار" في العام 2012، قد اختارت أن تبتكر ديكور جلسة التصوير بنفسها، حيث تمتعت المصممة وسيدة الأعمال بذوق فني وحس لوني مختلف ومميز.