أظهرت أبحاث جديدة أجراها فريق البحث في جامعة ستانفورد الأمريكية، أن حدوث تغيرات أو طفرات معينة في 1 في المائة على الأقل من الجينات، نتيجة سنوات متعددة من الإرهاق، هي المسؤولة عن شيخوخة الكائنات الحية.
وأوضح الفريق، أن تلك الجينات تفرز مادة بروتينية تساعد الخلايا على العمل بشكل صحيح وتحميها من الإرهاق، ولكن حين تتعطل يذبل الجسد ويصاب بالوهن، ومع مرور السنين يصبح الإنسان أكثر ضعفا وعرضة للإصابة بالأمراض.
وتكون الجينات الوراثية البشرية مبرمجة على أساس أن تصدر الأوامر إلى خلايا الجسم بالتوقف عن الانقسام بعد أن تستكمل ما بين عشرين إلى ثلاثين مرة من الانقسامات الخلوية، وعندما لا تكون ثمة خلايا جديدة لتحل محل ما فقد منها، فإن النتيجة تكون هي الشيخوخة التي تعتبر فترة التراجع والتدهور في أغلب وظائف الجسم.
ولم تتضح أسباب الشيخوخة الفعلية، ولكن بعض العلماء يرون أنه مع تقدم الخلايا في السن، فإن فعاليتها تقل، وتتراجع قدرتها على التخلص من النفايات والمواد السامة المتراكمة في الجسم.
هذا ومن جانب آخر، وحول الأسباب التي تعجل في حصول الشيخوخة، فقد وجد العلماء أن الهرمونات التي يفرزها جسم الإنسان بسبب التوتر العالي تفاقم من حب الشباب. وذكر هؤلاء أن 85 بالمائة من الناس يعانون من الحالة في فترة ما من حياتهم على الرغم من أن العلماء لا يزالون غير متأكدين بالضبط بشأن العوامل التي تؤدي إلى الحالة.
وقد وجد الباحثون من جامعة ستانفور أن 22 طالبا في الجامعة يعانون بدرجات متفاوتة من حب الشباب ساءت حالتهم أثناء فترات التوتر مثل الفترة التي تسبق الامتحانات. كذلك ظلت العلاقة قائمة بين حب الشباب وعوامل أخرى كساعات النوم والغذاء.
كذلك هناك دراسة أخرى تشير إلى أن التوتر يزيد من إنتاج المواد الكيماوية التي تسبب الالتهابات، كما أن التوتر معروف بإبطاء عملية التعافي من الجروح بنسبة تصل إلى 40 بالمائة .
قال الدكتور ينال ويلسون ، أخصائي جلد، في جامعة ليفربول، "الكثير من المرضى يصفون التوتر بأنه عامل يؤدي إلى إثارة جلودهم .إنه ليس العامل الوحيد حيث أن كثيرا من العوامل تتفاعل".
ويقول العلماء إن هناك أكثر من 2000 مرض جلدي تؤثر على 8 ملايين شخص في بريطانيا ولكن حب الشباب هو الأكثر انتشارا بين المراهقين. ويستمر واحد من كل ثلاثة من المصابين بالحالة بالمعاناة منها في وقت لاحق من حياته.
ومن جانب آخر وبالإضافة إلى التوتر يتسبب الصيف ومن ورائه حرارة الجو وأشعة الشمس والجفاف بمشاكل مختلفة للجلد. وفيما يختص بالجمال، نجد دائما ما يستدعي الاهتمام بإيجاد حلول لمشاكل كان الصيف أحد أهم مسبباتها.
حيث أننا نتعرض في الصيف لأشعة الشمس أكثر من الشتاء بسبب العوامل الطبيعية من جهة، وبسبب خروجنا أكثر في النهار والمشي والسباحة، وطبعا أشعة الشمس في الصيف أقوى منها في الشتاء كما هو معروف. الأشعة التي تتسبب بالضرر للجلد بشكل عام هي الأشعة فوق البنفسجية، وبشكل خاص نوعان من هذه الأشعة: الأشعة UVA والأشعة UVB.
الأشعة UVA تتسبب بالتحسسات والسرطانات الجلدية. أما الأشعة UVB فهي مسؤولة عن أذى الجلد من حيث التصبغات من كلف ونمش واللذين يزداد ظهورهما في الصيف، لهذا كانت الوقاية ضرورية من النوعين معا. وأشعة الشمس تتسبب أيضا في تسريع ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة من تهدل الجلد وظهور التجاعيد.
فالوقاية ضرورية للجميع، بدءا من الشهر السادس من العمر، وفي كل مراحل العمر، وأيضا يجب أن تتخذ إجراءات الوقاية للجنسين، الذكور والإناث ، والأطفال بشكل خاص لأن بشرتهم أكثر عرضة للأذى من الكبار. وهنا تجدر الإشارة إلى أن التعرض لأشعة الشمس يشمل التعرض المباشر والتعرض لانعكاس الأشعة، يكفي أن نعلم أن 80% من أشعة الشمس يتم انعكاسها عن سطح الماء والرمال ، و 70% من الأشعة يمر من خلال الغيوم، في حين يمرر الماء أثناء السباحة 50 % منها.
وحول إجراءات الوقاية اللازمة هناك نوعان من الوقاية:
وقاية فيزيائية: بلبس القبعات وارتداء ملابس تغطي الجلد وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة واجتناب التعرض لها ما أمكن في الفترة الواقعة بين الساعة 10 صباحا – والرابعة بعد الظهر، لأن هذه الفترة هي الفترة التي تكون فيها أشعة الشمس فوق البنفسجية في أوج مداها.
نحن لا ننكر طبعا ما للشمس من فوائد، فنحن ندرك فوائدها وخصائصها العلاجية، و هي في كثير من الأحيان تكون دواء لبعض الحالات، لكن التعرض لها يجب أن يكون محسوبا وبفترات يحددها الطبيب مسبقا، لا أن يتم بشكل عشوائي.
هناك نوع آخر من الوقاية الفيزيائية، هو عبارة عن كريمات تحتوي على عناصر غير كيميائية تقي من نوعي الأشعة المذكورين سابقا، يستخدم في صنعها مواد ذات أصول معدنية، ينصح باستخدامها عادة للأطفال أو للكبار ممن يكون لديهم تحسس لبعض المواد الكيميائية. تقوم هذه الكريمات بعمل وقاية دارئة، إذ أنها تشكل حاجزا يمنع وصول أشعة الشمس الضارة إلى البشرة. لكن هذا النوع من الوقاية لا يدوم لفترة طويلة، لذا هو يحتاج إلى تكرار تطبيقه مرة كل ساعتين للوصول إلى النتائج المطلوبة.
الوقاية الكيميائية: تمتاز بأن فعاليتها أطول زمنا! بعض هذه الكريمات يختص بالوقاية من أشعة UVA وبعضها يختص بالحماية من أشعة UVB، كما توجد كريمات تقي من الاثنين في آن واحد.
والكريمات الحديثة يمكن أن يستمر مفعولها طوال اليوم دون أن تتلف من أشعة الشمس، أما في حال السباحة فيراعى تجديد الكريم كل ساعة وربع.
ويتم اختيار نوع الكريم الواقي، وفق معايير حيث انه لا بد من مراعاة نوعية البشرة التي سيتم تطبيق الكريم عليها. نوع البشرة دهنية كانت أم جافة أم مختلطة هو من يحدد نوعية الكريم المستخدم ، فالسواغ الذي يدخل في تركيب الكريم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ، استعمال كريم واق مخصص للبشرة الجافة على بشرة دهنية يساعد على ظهور الزوان والحبوب في البشرة، وفي منطقتنا غالبا ما تكون بشراتنا مختلطة، مناطق منها دهنية وأخرى جافة، الطبيب وحده من يمكنه أن يحدد النوع المناسب لكل بشرة.
كما يجب الانتباه إلى أن الكريمات تتفاوت في درجات الوقاية التي تقدمها وتختلف الحاجة إلى هذه الدرجات، وهنا يؤخذ اللون الأصلي للبشرة بعين الاعتبار، فعلى حين يقدم كريم واق بدرجة 15 كاف لأصحاب البشرة السمراء ، تحتاج البشرة البيضاء والمائلة للاحمرار لدرجة 50 وما فوق . بينما تحتاج البشرة التي يعاني أصحابها من الكلف مثلا إلى درجة 100.
ويعتقد الكثير من المراهقين أن قضاء وقت أطول تحت أشعة الشمس يعتبر أحد أفضل الطرق لمعالجة حب الشباب، غير أن جمعية الاستشارات الأميركية تؤكد بدورها ضرورة توعية المراهقين بأن التعرض للشمس لا يساعدهم في التخلص من حب الشباب بل قد يزيد خطر إصابتهم بسرطان الجلد 80% من حالات التلف الجلدي الناتج عن الشمس تظهر قبل سن الثامنة عشرة.
ولتشجيع المراهقين من الشباب والفتيات على تجنب التعرض لأشعة الشمس، أصدرت الأكاديمية الأميركية لعلوم الجلد إعلانات تظهر امرأة بجسم رشيق ولكن ببشرة بشعة كثيرة التجاعيد وقد كتب عليها احم نفسك من الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد باستخدام الكريمات الواقية من الشمس والملابس المخسسة وتجنب قضاء فترات طويلة تحت أشعة الشمس._(البوابة)