قد يكون هذا السؤال الأكثر إلحاحا في هذا الزمان، حيث زادت تكاليف تربية وتعليم ورعاية الأطفال بشكل مذهل، حتى وسط المجتمعات الفقيرة أو المتوسطة الحال، ولكن لا زالت بعض الأسر تنجب الأطفال. فما هو السبب الذي يدفع الناس إلى الإنجاب، وهل طفل واحد لا يكفي حقا؟
تقول حكمة قديمة "الأطفال يجلبون البهجة إلى الآباء". ولكن هل هم كذلك حقا؟ بالنسبة للعلماء فأن موضوع الربط بين الأبوّة والشعور بالسعادة لا يمكن الإجابة عنه بهذه السهولة.
فوفقا لدراسة حديثة قام بها أستاذ علم الاجتماع هانز بيتر كوهلير من جامعة بنسلفانيا، وجد كوهلير بأن الأطفال بالفعل يجلبون السعادة للآباء مقارنة مع العائلات التي لا تملك أطفالا. ولكنه وجد بأن هذه المكاسب تختلف بين الأمهات والآباء.
وفي دراسة لمقارنة مشاعر السعادة بين الحصول على توائم أو طفل واحد، وجد كوهلير بأن الأمهات مع طفل واحد كن أكثر سعادة بزيادة 20 بالمائة من نظيراتهم اللواتي أنجبن طفلين توأم أو لم ينجبن الأطفال مطلقا؛ كما وجد بأن مقدار السعادة بالنسبة للرجال كان أقل، في حين يتمتع الرجال بحوالي 75 بالمائة من السعادة عندما يكون المولد ذكرا أكثر من أنثى. في حين لا يهم جنس الطفل الأول بالنسبة للكثير من الأمهات، لأن النساء أفضل من الرجال بالتمتع برفقة أولادهم البنات والأولاد.
وبشكل مثير للانتباه، فأن الطفل الثاني والثالث لا يجلب نفس السعادة للآباء مثل الطفل الأول. وفي الحقيقة، يبدو أن هؤلاء الأطفال الإضافيين يجعلون الأمهات أقل سعادة من الأمهات مع طفل واحد فقط -- ومع ذلك لا تزال هؤلاء النساء أكثر سعادة من النساء بدون أطفال.
يوضح كوهلير "إذا كنت تريد أن تزيد من سعادتك الشخصية، فيجب أن تتوقف عند طفل واحد"، مضيفا بأنّ الآباء غالبا ما يرغبون في طفل أخر ليكون شقيقا أو شقيقة للطفل الأول أو لظنهم أن الطفل الثاني سيجلب لهم نفس مقدرا السعادة التي جلبها الطفل الأول.
حيث يتطلع الآباء مع مرور الوقت للحصول على طفل أخر، ولكنهم يجدون أن الأمور زادت صعوبة بالمقارنة مع الطفل الأول، وبأن مقدرا السعادة بدأ بالتراجع، أما بسبب المصاريف الإضافية أو الانشغال بالعمل أو بتربية الأطفال، أو عدم وجود وقت للعب مع الطفل الثاني مقارنة مع الطفل الأول.
فهل يقتنع الآباء والأمهات في مجتمعنا بأن طفل واحد يكفي! لا أعتقد فقد ارتبط مفهوم الإنجاب عندنا بالحاجة لوجود مجموعة من الأطفال في المنزل، وبالتأكيد طفل واحد لا يكفي العائلة العربية.