سمعنا جميعا بالنظرية التي تقول: "تناول حبة أسبرين في اليوم لإبعاد النوبة القلبية". ولكن هل يمكن حقاً لحبة صغيرة متوفرة على رفوف جميع المخازن والبقالات أو الصيدليات، أن تحمينا من خطر التعرض للنوبات أو السكتات القلبية ؟
حسنا، يود تقرير نشرته المجلة البريطانية الطبية أن نعتقد ذلك بشدة. فقد ورد في التقرير بأن علاج الأسبرينِ يجب أن يستَعمل في الحالات الخاصة حيث يعاني المريض من خطر متزايد للاصابة بأحد امراض الأوعية القلبية أو النوبات القلبية أو السكتة. وبالطبع نحن لا نريد ان نصل الى درجة الخطورة القصوى لنبدأ بالتجربة. ولكن كيف يعمل الاسبرين على خفض خطر الاصابة بالنوبة أو السكتة القلبية؟
ببساطة، يقوم الأسبرين بتوسيع الشرايين التي تخلق مجال أكبر وتسمح للدم بالتدفق أكثر. وغالبا ما يردد الاطباء هذه التوصية الطبية، "إذا كنت في خطر متزايد للاصابة بالنوبة القلبية أو السكتة. وسع الشرايين وسيكون كل شيء بخير". ولكن هل حقاً العملية بهذه البساطة؟
بالطبع لا، فالاطباء غالبا ما يوصون بأكثر من ذلك مثل وصف علاج لمرض القلب، وجراحة الشرايين "القسطرة" أو التقويم الوعائي. على أية حال، لنعد الى موضوعنا، يمنع الأسبرين عملية تخثر الدم أيضاً الهامة في السيطرة على النزف. وبدون التخثر، يمكن أن تكون النتيجة نزفاً خارجا عن السيطرةَ، ويمكن أن يسبب لك نزفا حتى الموت، إذا تعرضت لجرح أو إصابة ولم تتلقى الرعاية الصحية بسرعة.
هل تعلم ايضا بأن الطبيب لن يجري لك عملية، إذا علم بأنك قد تناولت الاسبرين قبل موعد العملية؟ فمن الشروط الصحية التي يجب مراعاتها عدم تناول أي نوع من الاسبرين قبل العمليات الجراحية، والتخلص منها خارج نظامك البدني. وهذا ما يجعلنا نشكك في اهمية مقولة حبة اسبرين كل يوم، لأن توسيع الشرايين لا يعادل خطورة الاصابة بنزف دموي قاتل. ولربما كان هناك وسائل وقائية افضل من هذا وأقل مجازفة.
فبالإضافة إلى ذلك، ما الذي يحدث عندما تتراكم الكتلة في الشرايين وتستمر في تضييق ممرات الشرايين وتصبح مسدودة جداً. هل يستطيع الأسبرين منع النوبة القلبية أو السكتة إذا اغلقت الشرايين ؟ لا اعتقد ذلك.
الطريقة الطبيعية لحل المشكلة بدون مجازفة:
لو صرف الاطباء وقتاً، وجهداً أكثر لمحاولة منع ظهور المشكلة منذ البداية لما كان هناك أشخاص يعانون من مشاكل القلب. وبدلاً من ذلك، يقومون باكتشاف علاجات لمحاولة تخفيف الضرر بعد وقوع المشكلة.
بإستعمال خطة غذائية صحيحة، تضمن توفر جميع العناصر الغذائية، والفيتامينات، والمعادن، لن يشفى الجسم، ولكن سيمنع تكون اي خثرات شريانية بينما يعمل الغذاء على تذويب الخثرات الحالية الموجودة في الشرايين.
إن الحفاظ على صحة جيدة أمر أسهل مما تتخيل:
لا تأكل الأطعمة التي تحتوي على الدهون المهدرجة (معروفة كذلك بِالدهونِ المتحولة) وهي دهون صناعية. وحذر الاطباء في كلية هارفارد للصحة العامة، من تناول الدهون المهدرجة والمتحولة، حيث تظهر الدراسات بأن هذه الدهون ترفع مستويات الكولسترول السيئ ، وتزيد من خطر التعرض للنوبات القلبية. وبالطبع ليس كل الدهون سيئا.
تناول المزيد من البروتين والأوميغا -3/ أوميغا -6 ، فهذه الدهون تساعد على الحماية من النوبات القلبية أو السكتة المفاجئة. بالإضافة، الى مراقبة مستويات الكولسترول السيئة، ومحاولة خفضها قدر الامكان إذا كانت مرتفعة، والترويج للكولسترول الجيد بدلا منها.
أكمل برنامجك الصحي بتناول المزيد من الفيتامينات، والمعادن، والمركزات الغذائية، التي ستقوم على فرك جدران الشرايين وتنظفها من الخثرات والترسبات الضارة.
تأكد أيضا من القيام ببعض التمارين الرياضية. فالصحة الجيدة تعني الاهتمام بكل شيء من تغذية جيدة، وجسم سليم، ولا تعني الادمان على الادوية والعلاجات واللجوء إلى الجراحة عندما تتفاقم الحالة.
الوقاية خير من العلاج.