بحسب الإحصائيات فان حوالي 17.5 مليون شخص قد زاروا مواقع جنسية من منازلهم خلال الشهر الماضي. هذه الظاهرة الآخذة بالتزايد جعلت الكثيرين يقلقون حول علاقاتهم الزوجية.
هذا الموضوع أثار تساؤلا حول ما إذا كان ذلك يعد من قبيل الخيانة الزوجية أم لا. في هذا السياق يقول الدكتور فيل ماكرو:
إذا كنت من المتصفحين لمواقع الإنترنت الإباحية فان عليك التفكير قليلا في الموضوع حول إذا ما كان لديك مشكلة. ولمعرفة ذلك اطرحي هذين السؤالين على نفسك:
هل من الممكن أن تتصفحي هذا الموقع بينما زوجك يقف بجانبك؟
هل تلجئين إلى تصفح هذه المواقع الإباحية للتعويض عن نقص موجود في علاقتك الحقيقية مع زوجك؟
إن إجابتك لنفسك على هذين السؤالين من شأنها أن تحدد لك إذا كنت تعانين من مشكلة. لذلك يجب أن تأخذي بعين الاعتبار أن زيارتك لهذه المواقع قد تعطي انطباعا سيئا عنك من قبل المحيطين بك. قد تعتقدين أن تصفح هذه المواقع غير مؤذ لكن ذلك قد يغير من نظرة المحيطين بك.
كذلك قد تشعرين بالألم إذا اكتشفت أن زوجك يزور مواقع جنسية، وعندها يكون لديك كل الحق في أن تغضبي لان هذا التصفح من قبله يعد من قبيل عدم الاحترام للعلاقة الزوجية بينكما.
إذاً موضوع أخلاقية تصفح المواقع الإباحية موضوع جدلي لكن الجواب يمكن معرفته بطرح السؤال التالي، هل ستكونين سعيدة إذا ما قام زوجك بتصفح مثل هذه المواقع، جوابك على هذا السؤال يحدد إذا ما كان هذا الفعل يعد من قبيل الخيانة الزوجية.
هذا من جانب ومن جانب آخر، ففي الوقت الذي يزور فيه 15 بالمائة من الأمريكيين ال 57 مليونا الذين يتصفحون الإنترنت مواقع ذات توجه جنسي دون أن يتأثروا سلبيا، تشكل هذه المواقع أخطارا على بعض الناس.
ويتعرض الأشخاص الذين يمضون أوقاتا طويلة على الشبكة العالمية سعيا وراء الجنس إلى مشاكل نفسية مثل الهاجس الجنسي، وذلك بحسب دراسة جديدة نشرت في عدد نيسان الماضي من مجلة "علم النفس المهني: البحث والتطبيق" وهي مجلة عن الجمعية الأميركية لعلم النفس.
وبينما من الواضح أن أعدادا كبيرة من الأمريكيين يستخدمون الإنترنت سعيا وراء الجنس، تشير دراسات سابقة إلى أن موضوع الجنس يحتل المرتبة الأولى بين المواضيع التي يقصدها زوار الشبكة.
وتسعى الدراسة التي أجريت على شكل مسح إلى تحديد الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت لأغراض جنسية والمواقع التي يزورونها وما يفعلون هناك وكيف يؤثر ذلك على حياتهم.
وكشفت الدراسة أنه على الرغم من أن مشاهدة افلام الجنس على الشبكة العالمية يبدو نوعا من الاكتشاف الجنسي أو الترفيه دون آثار سلبية على معظم الناس في الغرب، فإن أولئك الأشخاص الذين يمضون 11 ساعة أو اكثر من وقتهم على الإنترنت يظهرون علامات من الاضطراب النفسي ويعترفون أن سلوكهم يؤثر على بعض مناحي حياتهم.
ويمكن أن يكون الوقت الذي يمضيه بعض الأشخاص على الشبكة سعيا وراء الجنس مؤشرا على مشاكل أخرى توجد في حياة المستخدمين أو تؤدي حتى إلى المزيد من الإدمان.
ووفقا للدراسة يعتبر الذكور الأكثر استهلاكا للمواد الجنسية الصريحة على الشبكة، حيث بلغت نسبتهم 86 بالمائة مع 14 بالمائة للإناث أي بنسبة 6 : 1 .
هذا وتحبذ الإناث استخدام غرف الدردشة التي توفر تفاعلا أكبر وتطوير للعلاقات (49 بالمائة للإناث مقارنة مع 23 بالمائة للذكور).
وفي تعليق له على الدراسة قال الدكتور ألفين كوبر من مركز سان جوز للزواج والجنس، "توفر هذه الدراسة الخطوة الأولى لفهم الاستخدام العام للإنترنت ويمكن أن تساعد العاملين في الحقل الصحي على تطير إرشادات من شأنها منع ومعالجة الهوس الجنسي والاضطرابات المرتبطة به.
وأضاف، "وعلاوة على ذلك يمكن أن تكون مفيدة في تحديد قضايا أخرى في حياة مستخدمي الإنترنت يودون التهرب منها واللجوء إلى الشبكة الدولية".