وفقا لبحث جديد، يمكن أن تؤثر المسكنات ومهدئات الألم العامة على المواد الكيماوية الطبيعية في الجسم وتسبب ارتخاء شرايين الدم.
ويبدو أن الرجال المتوسطين في العمر الذين يأخذون حبوب تسكين الألم الشائعة مثل اكتيامونفين أو أي بروفين أو الأسبرين قد يكونون في خطر أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدمّ.
وتعتبر المسكنات الثلاثة الأكثر انتشارا وشهرة في الولايات المتحدة، وفقا للدراسة التي نشرت الشهر الماضي في مجلة أرشيف الطبّ الباطني.
يقول مؤلف الدراسة الدكتور غاري كورهان، باحث في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، " يجب أن يدرك الناس بأنّ الأدوية لها تأثيرات مضادّة محتملة، ومنها مثلا خطر النزيف الذي يعرفه الجميع عن الأسبرين. لذا أنا أوصي بأنّ يحدّد الأفراد من استعمال هذه الأدوية ما لم توصف لهم بشكل واضح. إذا كنت تعاني من أعراض مزمنة تتطلب استعمال هذه العقاقير، قم بالتحدث مع طبيبك حول البدائل الممكنة.
وأضافت الدّكتورة سوزان شتانبوم، مديرة المعهد القلب الوعائي في مستشفى تلّ لينوكس في مدينة نيويورك، "لقد كانت الفكرة السائدة حول هذه الأدوية بأنها آمنة. ولكن هذه الدراسة بالذات كشفت بأنّ حتى هذه الأدوية عندما يتم أخذها بإنتظام (أكثر من 15 حبة بالأسبوع) يمكن أن تزيد من ضغط الدمّ، الأمر الذي قد يؤدّي إلى الإصابة بمرض القلب في النهاية. وفي الحقيقة، فأن هذه الأصناف من الأدوية المسكنة للألم ليست أمنة كما كنا نعتقد أصلا."
هذا واقترحت دراستان سابقتان بأنّ المسكنات قد ترتبط بخطر متزايد للإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن تلك الدراسات شملت النساء فقط.
أما الدراسة الأخرى فوجدت أن الاستعمال المتكرر لمضادات الآلام، بضمن ذلك مضادات الالتهاب، لو تزد جوهريا من خطر تطوير مرض ارتفاع ضغط الدم عند الرجال .
على أية حال فأن الدراسة الجديدة، ردّدت النتائج التي وجدت في دراسة النساء.
وشملت الدراسة على 16,031 محترف صحة (من الذكور) بدون تاريخ لارتفاع ضغط الدم. حيث زوّد المشاركون بمعلومات حول استعمال الأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب. وتمت متابعة الحالة الصحية للرجال الذين كان متوسط أعمارهم 64.6 سنة، لمدة أربع سنوات، حيث تبين إصابة 1,968 منهم بمرض ارتفاع ضغط الدم.
أولئك الذين استعملوا عقار " acetaminophen " من ستة إلى سبعة أيام في الأسبوع كان خطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم أعلى 34% مقارنة مع الرجال الذين لم يستعملوا هذا العقار. بنفس الطريقة، فأن الرجال الذين أخذوا عقار " NSAIDs " من ستة إلى سبعة أيام في الأسبوع كان خطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم أعلى بنسبة 38% ، بينما أولئك الذين تناولوا الاسبرين فكانت النسبة 26%.
ومقارنة مع الرجال الذين لم يأخذوا أي حبوب، فأن أولئك الذين أخذوا 15 حبة أو أكثر كلّ أسبوع زاد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 45%.
ويمكن أن تثبط مضادات الآم الثلاثة تأثير المواد الكيمياوية التي تعمل على ارتخاء الأوعية الدموية عادة وتقلل من ضغط الدمّ.
وتهدف البحوث الجديدة إلى معرفة نتيجة التوقف عن تناول هذه الأدوية، فهل يعود ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي بعد سنوات من استعمال المسكنات، كذلك هل كل شخص يتناول المهدئات في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.