هل العقاقير هي الحل لعلاج سلوك الأطفال؟

تاريخ النشر: 20 أبريل 2004 - 02:00 GMT
اغلب الاطفال المرضى يلجئون الى التدخين والكحول ويبتعدون عن اسلوب الحياة الصحي
اغلب الاطفال المرضى يلجئون الى التدخين والكحول ويبتعدون عن اسلوب الحياة الصحي

تزايد عدد الآباء الأستراليين الذين يلجأون للعقاقير الطبية لمعالجة المشاكل السلوكية لأطفالهم. وفي الأعوام الخمسة الماضية وصفت أكثر من مليون وصفة طبية في برامج التأمين الصحي الحكومية لعقاقير تحتوي على مادة الامفيتامين لمعالجة ضعف الانتباه الناتج عن الزيادة المفرطة في النشاط الجسدي 

وقالت لين أليسون إن "هناك قلقا عاما بسبب ارتفاع عدد الأطفال الذين يتناولون هذه العقاقير.. فالعقاقير تحل مشكلة وقتية وتهدئهم ولكن هل تؤدي هذه العقاقير إلى الإدمان فهذا ما لا نعرفه". وأضافت أليسون وهي عضو بالبرلمان الاتحادي كما عملت في حقل التدريس من قبل، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أن ما يقلقها أن نسبة الأطفال الكبيرة نسبيا في العائلات الفقيرة التي تتناول العقار الذي يعرف أحيانا باسم (كيدي سبيد). 

وتابعت أن عدد الوصفات الطبية زاد بنسبة 400,2 في المائة في خلال عشرة أعوام. وبلغت نسبة الأطفال الذين يتعاطون العقاقير في بعض المدارس إلى واحد بين كل ثلاثة أطفال خاصة بين الذكور. 

ومن جانب آخر، يبدو أن هذه المشكلة تواجه الكثيرون حيث ذكر أن من المحتمل أن يلجأ الأطفال المصابون باضطراب عجز الانتباه/ فرط النشاط إلى التدخين، تناول المشروبات الكحولية والمخدرات الممنوعة، بحسب ما أفاد به الباحثون الأميركيون مؤخرا.  

وقال الباحثون إن سبب ذلك ربما يعود لأن الأطفال المصابين بالحالة التي تسمى عجز التركيز والنشاط A D H D يواجهون صعوبة في توجيه انتباههم ومشاكل في المدرسة وصعوبة في علاقاتهم مع أصدقائهم وأفراد عائلاتهم.  

ويمكن أن يجعلهم هذا بدوره عرضة لإساءة استخدام المخدرات والمشروبات الكحولية، بحسب الباحثين.  

كذلك يظهر ذلك أن من الأهمية بمكان تشخيص الحالة وعلاجها مبكرا، وفقا لما أفاد به الباحثون في عدد أب الحالي من دورية علم النفس.  

من جانب آخر أجرى الباحثان وعالما النفس بروك مولينا من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ ووليام بلهام من جامعة نيويورك الحكومية في بافالو مقارنة بين 142 من المراهقين بين 13 إلى 18 عاما تم تشخيصهم من قبل بالحالة وبين 100 من الأطفال الطبيعيين. ودرس الباحثون السلوك غير الاجتماعي للأساتذة والآباء ووجهوا بعض الأسئلة إلى الطلاب.  

وكشفت الدراسة عن أن الأطفال المصابين بعجز التركيز وفرط النشاط يتعرضون لخطر إساءة استخدام المشروبات الكحولية والمخدرات والتدخين في سن مبكرة أكثر من الأطفال الطبيعيين.  

قال مولينا، أعراض المرض لدى الأطفال وخاصة المتعلقة منها بعدم التركيز أنبأتنا بسلوك غير اجتماعي لديهم أكثر من الآخرين".  

ولا يزال 72 بالمائة من الأطفال الذي يصابون بالحالة أثناء المراهقة يسيئون استخدام المشروبات الكحولية والتدخين أكثر من المراهقين الطبيعيين.  

قال مولينا، "يمكن للطفل أن يبدأ بأداء أكاديمي سيئ وصعوبات مع نظرائه ومن ثم ينجذبون نحو الجماعات المارقة من نظرائه كمراهق حيث تكون إساءة استخدام المادة طريقة مقبولة في الحياة لديهم.  

ومن جانب آخر، تجري في بريطانيا حاليا اختبارات سريرية واسعة على علاج جديد لحالات فرط النشاط لدى الأطفال، قد يتفوق على العلاجات المهدئة الحالية التي تؤثر سلبيا على الصغار.  

ويشارك في هذه الاختبارات مئات الأطفال للكشف عن فعالية أول دواء جديد يتم تصميمه منذ ثلاثين عاما، لعلاج المشكلات السلوكية المتسببة عن اضطرابات فرط النشاط وعجز الانتباه.  

وأوضح الباحثون في شركة /ايلي ليلي/ الدوائية، أن عقار "ستراتيرا" غير منشط بعكس دواء "ريتالين" الشائع وصفه لمثل هذه الحالات ويستخدمه آلاف الأطفال بغرض تهدئتهم، إلا أن الكثير من الآباء يشكون من أن آثاره المهدئة على الأطفال مبالغ فيها أثناء النهار، بينما يسبب لهم الأرق أثناء الليل.  

وأشار هؤلاء إلى أن العقار الجديد حاز على المصادقة لاستخدامه في الولايات المتحدة قبل شهر بعد أن بينت نتائجه الأولية أنه فعال كالريتالين تماما دون أن يسبب الآثار الجانبية التي يسببها ذلك العقار.  

هذا وقال باحثون إنه ليس هناك أدلة مقنعة على أن علاج أطفال يعانون من النشاط الزائد بأدوية مثل الريتالين يؤدي إلى الإدمان في وقت لاحق من حياتهم.  

وأشارت الدراسة إلى أن هذا الاكتشاف يؤكد نتائج 11 دراسة سابقة. ومن المفترض أن يبدد مخاوف من أن التشابه الكيماوي بين مثل هذه الأدوية المحفزة والكوكايين من الممكن أن يؤدي إلى الإدمان عند البلوغ وهو قلق ليس له ما يبرره إلا أنه مستمر.