كشف باحثون أمريكيون أن سوء التغذية خلال السنوات الأولى من العمر يؤدي إلى انحدار معدلات الذكاء لدى الأطفال وتوليد نزعة عدوانية في سلوكهم الاجتماعي تستمر معهم خلال فترة الطفولة وإلى أواخر فترة المراهقة .
أن نقص عناصر مهمة مثل الزنك والحديد أو مركبات فيتامين "ب" أو نقص البروتينات يؤثر سلبا على نمو الدماغ مما يؤدي إلى نقص معدل الذكاء وينتج عن ذلك سلوك اجتماعي عدواني.
ولم تكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها حيث كثيرا ما تعاني الفتيات الصغيرات اللاتي يرغبن في إنقاص أوزانهن باتباع برامج الحمية غير الصحية أو ترك وجبات معينة أو الاكتفاء بتناول الطعام النباتي، من قلة الفطنة وانخفاض مستوى الذكاء.
ويرى الباحثون البريطانيون أن أهم أسباب ضعف الذكاء عند هؤلاء الفتيات يرجع إلى نقص عنصر الحديد في الغذاء، مؤكدين ضرورة التغذية الجيدة والالتزام بتناول وجبات إفطار مغذية.
ووجد هؤلاء أيضا أن العامل الرئيسي الآخر الذي يؤثر في معدلات الذكاء عند الفتيات هي الطبقة الاجتماعية، لأن الطبقات الفقيرة لا تحصل على حاجتها من الحديد وبالتالي فإن قلة مستوياته في الغذاء، يضعف قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم حمر جديدة، مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد والذي يسبب أعراض مثل التعب والإرهاق ونقص التركيز والانتباه.
الحديد لا يزيد مستويات الذكاء إذا كانت مستوياته كافيه في الجسم، ولكن لا بد من المحافظة على نسبه الطبيعية بعدم إهمال الإفطار، وخاصة الرقائق التي تحتوي على 26% من الكمية اليومية الموصى بها من الحديد.
وقال الباحثون إن المصادر الحيوانية كاللحوم الحمراء والدجاج والسمك والكبدة والبيض، والمصادر النباتية مثل الحبوب والرقائق وفول الصويا إلى جانب الخضراوات الورقية الداكنة والفواكه المجففة والمكسرات والشوكولاته، من أهم الأطعمة الغنية بالحديد، موضحين أن الجسم يمتص الحديد الموجود في اللحوم بصورة أكثر سهولة من الحديد الموجود في مصادر أخرى.
وينصح خبراء التغذية الأشخاص الذين يحصلون على الحديد من الخضراوات والحبوب فقط، بشرب عصائر الفاكهة مع وجبات الطعام، لأنها غنية بفيتامين "سي" الذي يمتص الحديد في الجسم وتجنب تناول الشاي والقهوة التي تعيق امتصاصه.
ان أعراض نقص الحديد لدى الأفراد فقدان الشهية والنعاس وبطئ النمو والتطور الذهني والاضطرابات السلوكية.
وتحوي اللحوم الحمراء والمشتقات الحيوانية كميات عالية من الحديد بيد أن الدراسات أثبتت أن حليب الأبقار يحوي نسبة منخفضة من الحديد والنصيحة الخالصة التي يوجهها خبراء الصحة هي عدم اقتصار الغذاء الرئيسي للرضع ممن تقل أعمارهم عن 12 شهرا على الحليب وتناول مركبات الحليب وغيرها الغنية بالحديد إلى جانب حليب الأم.