هل لاحظت ارتفاعا مؤخرا في عدد الأشخاص الذين يحتسون عصيرا رماديا مائلا الى الأسود في الآونة الأخيرة؟ أنه عصير الفحم المنشط، وهو احدث موضة في عالم العلاجات غير التقليدية، حيث يؤمن من يتناوله بأنه مشروبات مطهر ومعالج!
ويقول المدافعون عن الفحم النباتي المنشط (الذي تم تسخينه الى درجة حرارة مرتفعة، حتى يصبح سهل الهشاشة والامتصاص) بأنه يزيل السموم من الجسم، ويحسن صحة الجهاز الهضمي، ويعطي البشرة توهجا نديا.
كما بدأ أخرون ايضا باستخدام الفحم المنشط كمبيض للأسنان، حيث يقوم العديد منهم بفرك اسنانهم ببقايا الفحم المفتت. وبالنظر إلى أن الفحم استخدم فعلاً منذ فترة طويلة كعلاج لمجموعة متنوعة من الأغراض الطبية القديمة، إلا أننا لا زلنا في حيرة: هل هو مجرد بدعة أخرى، أم أنه علاج طبيعي حقاً؟
وفقا للادلة العلمية، الفحم المنشط يمكن أن يكون خطيرا جدا. تقول باتريسيا رايموند، طبيبة، أمراض المعدة والأمعاء في شاطئ فيرجينيا، "يتم إعطاء الفحم المنشط للناس الذين يتناولون الكثير من الأدوية لأن الفحم يتمتع بقدرة فائقة على الامتصاص، ويمكن أن يتعارض مع الجرعة الزائدة. ولكن إذا كنتِ تشربه، وأنت تتناول أدوية أخرى، حتى لو كانت حبوب منع الحمل، فمن المرجح أنه سوف يمتص هذه العقاقير. وبالتالي فهناك خطر ألغاء مفعول الأدوية."
هذا وكانت هناك أيضا تقارير حديثة حول تأثير الفحم على الجهاز الهضمي، مثل التهاب القولون. حيث نشرت المجلة الأمريكية للجهاز التنفسي والعناية المركزة أبحاثا بالتفصيل هو إصابة أحد الحالات بالتهاب الرئة. واافت رايموند ، "اذا ذهب الفحم في الطريق الخطأ الى الجهاز التنفسي الخاص بك، فأن ذلك يشبه تعريض رئتيك لنفس الظروف التي يتعرض لها عامل في منجم للفحم."
أما بالنسبة لتبييض الأسنان، فقد كشفت أدلة طبية قديمة أن الفحم استخدم بالفعل كمبيض للأسنان، ولكن مخاطر استخدامه تفوق الفوائد. تقول جيجي ماينياك، المتحدث باسم أكاديمية طب الأسنان العام وطبيبة أسنان في بوتوماك، ولاية ماريلاند، " من الممكن أن تتخلص من البقع السطحية عن الأسنان، ولكنك أيضا تخاطر بالحصول على لسان أسود اللون، بالإضافة إلى مشاكل في المعدة أو التفاعل مع الأدوية التي تأخذها إذا تم بلع جزء من الفحم." واضافت، "ربما من الافضل اللجوء الى طبيب أسنان مختص للحصول على معجون طبيعي فعال لتببيض الأسنان من دون مخاطر."
