تعرف على أسباب إنضمام المراهقات الغربيات لتنظيم الدولة؟

تاريخ النشر: 05 يناير 2016 - 05:47 GMT
البوابة
البوابة

واحد من سبعة مسلحين من أصل غربي في العراق وسوريا هي فتاة مراهقة، وهذه حقيقة ثابتة، كما وجدت دراسة جديدة اجريت في نوفمبر، 2015. هذا ووجدت الدراسة أيضا أن متوسط أعمار هؤلاء النساء هو 21 عاماً، مع وجود بعض منهن بعمر 15 عاماً – كلهن كن حريصات على الانضمام لتنظيم الدولة ليصبحن "عرائس جهاديات". ووفقا لمجموعة "سوفان" للاستشارات فأن عدد النساء الغربيات اللاتي انضممن الى تنظيم الدولة هو 550 امرأة.

في قصتها لجريدة نيويورك بوست " My ISIS Boyfriend " تقول مارغريت دريسكول أنه بالنسبة للشابات، الارتباط بعلاقة رومانسية مع الخليفة الحديث – جاذبية الارتباط بعلاقة عشق مع مقاتل جهادي - أفضل من الارتباط بالممثل الامريكي الوسيم براد بيت، (لأن براد بيت ليس متديناً.)

أما إذا كنت تشعر بالصدمة من توجه الفتيات المراهقات إلى سوريا، فأن نظرة خاطفة في التاريخ ستظهر لك أن هذا مجرد نمط سلوكي قديم للشباب لاظهار هذا النوع نفسه من السلوك المتطرف. ففي عام 1939 كان هناك 8.8 مليون فتى تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاما مجندين ليكونوا جزءا من فصيل جنود هتلر الشباب والمعروف أكثر باسم فصيل شباب هتلر. والتركيبة السكانية لجونزتاون تظهر أن أكثر من نصف السكان كانوا تحت سن 30 عاماً، في حين أن أكثر من الثلث كانوا أقل من 20 عاماً.

دماغ المراهق في حالة تطور دائم

تمتاز العقول الشابة بأنها طيعة، ولطالما كانت كذلك. فالدماغ النامي، الفص الجبهي على وجه التحديد، هو الجزء من دماغنا الذي يساعدنا في عمليات صنع القرار وفهم عواقب تلك القرارات. ومع ذلك، فإن الفص الجبهي متأخر النمو. فقد توصل العلماء أخيرا إلى دليلا يؤكد على أن الدماغ النامي، في الواقع، لا يزال يتطور. وأهم وظائف التي تحدث هناك هي - المنطق، الذاكرة العاملة، وحل المشكلات والتخطيط – والتي لا تتطور بشكل كامل في سن المراهقة. وهذا هو السبب الوحيد لماذا، ولأجيال عديدة، كان من السهل جذب الشباب إلى الجماعات الدينية المتطرفة والحركات السياسية الدينية.

هذا وتشير الدراسات طويلة الامد التي تتبع نمو الدماغ في سن المراهقة من خلال تصوير الأعصاب إلى أن دماغ المراهقين يستمر بالنمو حتى منتصف العشرينات. وهذا أمر هام لأنه يفسر لماذا كنا نقوم بأفعال غبية في هذه المرحلة، ولكن الأهم من ذلك هو ما يدفع صناع السياسة إلى تغيير سن قيادة السيارات، والتصويت وشرب الكحول. ومع ذلك، هناك فتيات لم يبلغن سن قيادة السيارات أو التصويت أو حتى الشراب يقمن بالانضمام الى تنظيم الدولة. ومعظم المراهقين الذين انخرطوا في جماعات خطيرة لا يدركون تماما عواقب أفعالهم حتى فوات الاوان.

وصف المراهقين بأنهم "أغبياء" أو "مصابون بأمراض نفسية" هو خطأ كبير

حذر جون هورغان، وهو طبيب نفساني وأستاذ في جامعة ماساتشوستس، " بسبب ما يفعله الإرهابيون، فإننا نفترض أننا يمكننا تفسير هذه الافعال من خلال علم الأمراض النفسية، ولكن محاولة وصف الإرهاب بأنه مرض عقلي هو أمر مضلل".

الغالبية العظمى من المراهقين الغربيين الذين يختارون الانضمام لتنظيم الدولة هم في مرحلة الثقافة والمعرفة. وفي سعيه لكشف الأسس الفكرية والتنموية لما يحفز الأطفال على الانضمام إلى منظمات إرهابية، وجد الباحث الدكتور آري كروغلانسكي أن التمسك بأيديولوجية متطرفة يرتبط كثيرا بمحاولة البحث عن الدلالة الشخصية، وهو سعي فكري .

كما وجدت الدراسات أيضا أن الناس يحددون إما كأفراد أو جزءا من ديانة أو جزء من بلدهم. أولئك الذين يحددون كجزء من ديانتهم يتمسكون أكثر بالمثل العليا الجماعية، مما يجعلهم أكثر استعدادا للتخلي عن أهدافهم الشخصية في خدمة الجماعة – والتي تعتبر في هذه الحالة تعاليم طائفة متطرفة من الإسلام الراديكالي. وما يوعدون به هو حياة مثالية أكثر أهمية من الفرد، شخص يخدم الصالح العام ويجعل المراهق يشعر بدوره الحيوي لتحقيق الهدف الذي يصبو إليه.

يقال للفتيات، "سوف نعاملك وكأنك أميرة"

أزمة سن المراهقة: صديقتك المفضلة نبذتك، شخص ما في المدرسة إساء إليك؛ تشاجرتِ مع حبيبك أو ربما هناك بعض المشاكل العائلية في المنزل. وفاة وحالة مادية سيئة أو سوء المعاملة كلها هذه الأمور يمكن أن تدفع بالمراهقة للشعور بأنها فقدت السيطرة على حياتها وبأنها ضعيفة. وقد أظهرت الدراسات أنه في لحظات الأزمات الشخصية والضعف، يصبح المراهق أكثر عرضة للانضمام للطوائف أو الحركات الدينية. وهذا التصرف هو وسيلة للسيطرة على العالم الذي يعيش فيه، وتعزيز شعوره بالقوة مرة أخرى. بالنسبة للفتيات المراهقات، وعود مثل التعامل معها كأميرة في سوريا قد يجعل أي فتاة مضطربة أو مشوشة التفكير تشعر وأخيرا بقيمتها. المراهقات اللاتي تعرضن لظلم ما أو شعرن بأن هناك أمور خاطئة يجب إصلاحها في محيطهن، يتجهن إلى الطوائف الدينية والحركات السياسية التي لا تقدم لهن إجابات فقط، ولكن صورة "المدينة الفاضلة".

لماذا لا يعتبر الموت أو الجزء الانتحاري رادعاً للشباب؟

هذا يعود إلى نظرية الدكتور كروغلانسكي حول الأهمية الشخصية. الموت من أجل قضية أو مجموعة يعلي من شأن المراهق وعائلته ويضيف مساهمة أكبر من أي شيء أخر لحياته. في الفكر المتطرف، الانتحاري يحقق شهرة كبيرة بعد وفاته كما لم يفعل اثناء الحياة. ويتم الاحتفال به بوضع صوره على البطاقات والملصقات وسلاسل المفاتيح.

يقول الدكتور  كوغلانسكي، " الإرهاب الانتحاري هو وسيلة متطرفة ويتم الاشادة بالجناة على أنهم قاموا بالتضحية الكبرى".

ما الذي يجب عمله؟

نحن بحاجة الى المزيد من الدراسات، والمقابلات، والأحاديث، والمعلومات والتجارب من هؤلاء الشباب ونشرها ليستفيد منها الجميع وبالطبع لحماية أطفالنا من هذه الجماعات المتطرفة.

وجدت دراسة أخرى نشرت في نوفمبر عام 2015 أن ثلث المراهقين الذين توجهوا إلى سوريا للانضمم لتنظيم الدولة كان لديهم نشاط على الانترنت مع أحد أفراد التنظيم، حيث يتم تجنيدهم عبر الاحاديث والتشجيع وطلبات الصداقة، وهذا مؤشر هام للأهل. إذا شعرت بأن ابنك/ابنتك يبدي تعاطفا أو تتسأل حول هذا التنظيم أو غيره خصص وقتا كافيا للحديث معه، قد لا يفهم المراهق عواقب تصرفه أو سلوكه الحالي ولكن الشخص البالغ يعرف ما ترمي إليه مثل هذه الدعوات ويعرف عواقبها جيداً. قدر أطفالك وأطفالنا بين يديك، إذا لم توقف ابنك/ابنتك عن ميوله المتطرفة فقد نصبح كلنا ضحايا أبرياء لأهداف غير نبيلة. (المقال مترجم)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن