مخاوف أنفلونزا الطيور.. كم يبعد التهديد ؟

تاريخ النشر: 21 فبراير 2006 - 08:46 GMT

منذ 1997، قَتلت أنفلونزا الطيور العشرات من ملايين الطيور في عدة بلدان، كما أزهقت أرواح العشرات من الناس. وأصيب معظم الأشخاص الذين كانوا على مقربة مباشرة بالطيور بالأنفلونزا. لكن في بضعة حالات، تبين أن فيروس إتش 5 إن 1 الذي يعتبر سلاح قاتل غير اعتيادي، استطاع أن ينتشر من شخص إلى شخص. وحتى الآن، تعتبر حالات العدوى من إنسان  إلى الإنسان نادرة ويمكن استيعابها. ولكن بعض الخبراء يخافون من حقيقة أن الفيروس يواصل التحول، مما قد ينتج عنه فيروس جديد، قاتل أيضاً، ولكن يمكنه أن ينتشر بسهولة بين الناس، مسبباً وباء عالميا. وقد سبب هذا السيناريو المزعج توجيه العديد من الأسئلة إلى الأطباء وأصحاب الاختصاص. ويجيب الطبيب جيمس ستيكلبرغ، اختصاصي الأمراض المعدية في عيادة مايو، الولايات المتحدة، على بعض الأسئلة.

 

1. بدأ الجميع يسمع بأنفلونزا الطيور في نشرات الأخبار، فهل أدركت الحكومات فجأة بأن هذا المرض تهديد أكثر من قبل؟

 

لا تعتبر الأوبئة العالمية (وباء الأنفلونزا) جديداً على العالم؛ فمن الناحية التاريخية، حدث وباء الأنفلونزا في فترات 25 - إلى 30 سنة،  وهي مثل الأعاصير، والزلازل، أحداث طبيعية. وبدأت الأوبئة السابقة عندما تطور فيروس الأنفلونزا من الحيوانات وانتقل إلى الإنسان.  وقد زاد الاهتمام والقلق حول المرض مؤخراً لعدة أسباب. احدها ظهور عدة حالات إصابات إنسانية فيروس إتش 5 إن 1 في مناطق لم تتأثر سابقاً بأنفلونزا الطيور. والسبب الأخر هو انتشار أخبار بأن الباحثين قرروا بأن وباء الأنفلونزا الذي انتشر عام 1918، والذي قَتل 50 مليون شخص، كَان أنفلونزا طيور تطور وانتقل إلى البشر. وأخيرا لا زال فيروس إتش 5 إن1 يواصل انتشاره بين الدواجن أكثر فأكثر في بلدان العالم. ولذلك فأن الشعور بين المسئولين ووكالات الصحة حول العالم الآن يشير إلى أنه من عدم المسئولية عدم توعية المواطنين عن هذا المرض خصوصاً وأن معظم الدول غير مستعدة لمواجهة وباء.

 

2. متى يمكن أن يتحول الفيروس إلى فيروس ينقل المرض إلى الإنسان؟

 

يعتبر هذا سؤال الساعة، والحقيقة، لا أحد يعرف، فنحن نعرف بضعة أشياء مهمة حول فيروس إتش 5 إن 1، وهو نوع فرعي من أنفلونزا الطيور الذي يسبب القلق الكبير. أولاً، إتش 5 إن 1 فتاك جداً، ويقتل 100 بالمائة من الطيور وأكثر من نصف الناس الذين يصابون به. ثانياً ، يبدو أن الفيروس ينتشر بسرعة في أوروبا؛ وقد قَتل عشرات الملايين من الطيور في عدد من الدول. الثالث، يبدو أنه يؤثر أكثر فأكثر على أنواع مختلفة من الحيوانات مثل القطط، التي عادة لا تكون معرضة لأنفلونزا الطيور، والخنازير، التي عادة ما تكون الوعاء الذي يخلط الفيروسات ويصيب الطيور والإنسان بها على حد سواء. ولكن متى سيقوم هذا الفيروس بالتغييرات الوراثية اللازمة لإصابة البشر على مستوى واسع، أو كم يلزمه من الوقت للقيام بذلك، هذا أمر لا يمكن لأحد أن يعرفه.

 

3. إذا تطور الفيروس وأصاب البشر، ما سرعة انتشاره؟

 

الآن، لا يوجد دليل ثابت على انتقال الفيروس بين البشر. فأكثر حالات أنفلونزا الطيور التي أصابت البشر، جاءت من الاتصال المباشر مع الطيور المصابة وليس الأشخاص المصابين. عندما ينتقل الفيروس من شخص إلى أخر، كما كانت الحالة بين أم فيتنامية وابنتها، ولكن الحالة اعتبرت محصورة في العائلة لأن الفيروس لم ينتشر لأشخاص آخرين في الجالية. وهذا دليل على الأقل بأن الفيروس لم يكتشف عملياً بعد كيف ينتقل من إنسان إلى إنسان.

إذا تغير الفيروس بما فيه الكفاية لكي ينتشر بسرعة بين الناس، فعندها ستقع الورطة الكبرى - وهذا ما لم يحدث عام 1918. نظرياً، التطور في المواصلات يعني بأن المصابين يمكنهم أن يستقلوا أي طائرة وينشرون الفيروس إلى أعداد كبيرة من الناس حول العالم في ظرف ساعات.

4. يتوقع بعض مسئولي الصحة العامة بأن النتائج ستكون مريعة؟ تقريباً وباء يشبه وباء أنفلونزا عام 1918، الذي قَتل ملايين الناس. هل هذا محتمل؟

 

إن ما يثير هذا الخطر، هو تاريخ المرض. يحدث وباء الأنفلونزا عندما يتحول الفيروس بشدة بحيث يكون للبشر مناعة طبيعية ضعيفة اتجاهه، مما يسبب إصابة أعداد كبيرة من الناس بالمرض أو الموت. تحدث أوبئة الأنفلونزا نموذجياً مرة كل 30 سنة. ولأن الوباء الأخير حدث عام 1968، فنعتقد بأن وقت وباء جديد قد حان. ولأن المناعة الطبيعية لفيروس إتش 5 إن 1 لن تكون قوية، فأن التأثيرات يمكن أن تكون مدمرة.

 

5. هل اللقاحات الفعّالة لمنع أنفلونزا الطيور متوفرة ؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل هناك ما يكفي لعلاج كل شخص حول العالم؟

 

لا يوجد لقاح متوفر بشكل تجاري الآن، بالرغم من أن النماذج التي قَد تقدم الحماية البعض ضد فيروس إتش 5 إن 1 لا تزال تحت الدراسة. وعندما يطور لقاح، فقد يستغرق من ستة إلى 12 شهر أو أكثر لإنتاج تجهيزات كافية. أما الخيار الأخر المتوفر بسهولة أكثر، فهو دواء الأنفلونزا (Tamiflu)، الذي قَد يساعد على الحد من الأعراض ويقلل فرص انتشار المرض. ولكن فعاليته ليست واضحة ضد أنفلونزا الطيور. في جنوب شرق آسيا، يبدو أن فيروس إتش 5 إن 1 أصبح مقاوماً له بسرعة كبيرة، كذلك زادت مقاومته للعديد من أدوية الأنفلونزا. ما هو أكثر، يجب أن يؤخذ Tamiflu خلال يومان من ظهور الأعراض، الأمر الذي يبدو غير عملياً خصوصاً على مستوى عالمي، حتى لو كان يوجد ما يكفي من الدواء.  على الرغم من هذا، تقوم الحكومات بتخزين  Tamiflu، ولكن هذا لا يعني بأن يقوم الأفراد بذلك. أولاً، المخدر شحيح، وإذا حدث وباء، فيجب على الحكومات أن تعالج المصابين أولاً.

 

6. يعتبر الأطفال والبالغون الأكبر سناً في خطر أعظم للإصابة بالأنفلونزا العادية. ولكن من في خطر حقيقي للإصابة بأنفلونزا الطيور؟

 

في وباء عام 1918 قتل الفيروس العديد من الشباب في مقتبل العمر، الأمر الذي يعني بأن سلسلة الوباءِ قَد تتصرف بشكل مختلف عن الأنفلونزا العادية. من ناحية أخرى، يبدو الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بأنفلونزا الطيور، أما السبب فعلى الأرجح لأنهم على اتصال أكثر بالطيور المصابة أو معرضون للعب على الأرض الملوثة بقاذورات الطيور المصابة. حتى الآن، مات أشخاص من كافة الأعمار بسبب أنفلونزا الطيور.

 

7. هل يوجد أي شيء استطيع عمله للتحضير لوباء الأنفلونزا؟

 

أفضل شيء الأن هو اتخاذ إجراءات وقائية معقولة. على سبيل المثال،  خذ لقاحات الأنفلونزا السنوية. هي لن تحميك من أنفلونزا الطيور بشكل محدد، لكنها ستخفض خطر العدوى الآنية مع الإنسان وفيروسات أنفلونزا الطيور - الطريق الرئيسي لتبدل الفيروسات جيناتها.

 

أكثر من ذلك، إن أفضل حماية يمكنك أن تقوم بها هي غسل يديك بشكل جيد، وتجنب مصافحة الأشخاص المصابين بالأمراض، إذا شعرت بأنك مريض أبقى في البيت. أما إذا كنت ستسافر إلى مناطق تنتشر بها أنفلونزا الطيور، فيجب عليك القيام بإجراءات وقائية إضافية: تجنب زيارة المناطق الريفية البعيدة، حيث الطيور البرّية، والأسواق المفتوحة في الهواء الطلق، وتجنب تناول البوظة، وأي حلويات أخرى تحتوي على البيض، كذلك تجنب تناول البيض غير المطبوخ جيداً، وأخيرا لا تمسك البيض لأن القشرة قد تكون ملوثة ببراز الطيور المصابة.

 

8. كيف أتابع تطور مرض أنفلونزا الطيور من مصدر موثوق؟

 

تابع الموقع الإلكتروني لمراكز مكافحة ومنع الأمراضِ (Centers for Disease Control and Prevention (CDC))، ومنظمة الصحة العالمية World Health Organization (WHO)..

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن