ما يجب أن تعرفه عن مرض كرونز

تاريخ النشر: 04 يناير 2010 - 06:52 GMT

سمى كذلك نسبة الى العالم الأمريكى بوريل كرون أول من وصف المرض فى عام  1932، و تظهرأعراض هذا المرض على هيئة الآم بالبطن متلازمة مع نوبات من الإسهال و أحيانا أرتفاع فى درجة الحرارة  و مع تكرار النوبات و فقدان الشهية يحدث انخفاض فى وزن المريض .

 

وقد يشكو المريض من آلام بالمفاصل و التهابات بالجلد و العين و خاصة فى الأطفال وممكن أن يؤدى إلى ضيق بالأمعاء الدقيقة.

الأطفال المصابين بهذا المرض يجب سرعة البدء بعلاجهم عند تشخيص المرض ، حيث أن عدم العلاج يؤدى الى تأخر فى النمو و تأخر فى البلوغ و أيضا تأخر فى الأداء المدرسى  مقارنة بالأطفال الآخرين إن نشاط المرض يحدث ندبات  و ضيق بالأمعاء الدقيقة بعد انتهاء فترة النشاط و يمنع مرور الطعام خلال الأمعاء.

 

دور الجهاز المناعى:                                                                            

يعمل الجهاز الهضمى كجدار بين البيئة المحيطة و جسم المريض ، فهو يعمل على حمايته من العالم الخارجى و مؤثراته، لهذا نجد أن الجهاز المناعى الموجود بالجهاز الهضمى على أعلى مستوى من القوة و النظام .

و فى حالة مرض كرونز ، نجد أن الخلايا المكونة للجهاز المناعى بالرغم من  تزايد عددها  غير كفء لمهمتها و أصابها الخلل بحيث تفرز مواد ممكن أن تؤذى جدار الأمعاء بدلا من أن تحميه . و هذا الخلل يمكن اصلاحه بالعقاقير التى يتناولها المريض


الجهاز العصبى و مرض كرونز:

لقد وجد أن الخلل المناعى الموجود بمرض كرونز يمكن أن يصيب الدورة الدموية و الأوعية الدموية الدقيقة أيضا بحيث يحدث بها ضيق أو انسداد، و أول عضو ممكن أن يتأثر بذلك هو الجهاز العصبى (المخ).

يضاف إلى ذلك أن المريض فى نشاط مرضه لا يستطيع امتصاص بعض الفيتامينات و أهمها فيتامين ب و مركباته اللازمة لنشاط الخلايا العصبية مما يؤثر على الأعصاب.

كما أن استخدام أقراص المترونيدازول مع مرضى كرونز خلال نوبات الإسهال يؤدى أيضا الى زيادة نقص فيتامين ب و بالتالى الى المزيد من التهاب الأعصاب .

 

الحالة النفسية للمرضى:
أجمعت الدراسات الحديثة أن الجهاز العصبى يؤثر و يتأثر بالجهاز المناعى .  إن الجهاز العصبى المركزى ينظم إفراز الهرمونات جميعها ، و هى بالتالى تؤثر على الجهاز المناعى و حالة المريض النفسية . إذن فالحالة النفسية للمريض من أهم العوامل المؤثرة فى المرض سواء نشاطه أو سكونه ، و يحدد ذلك كيفية استجابة المريض للحدث و على أساسه يتحدد سير المرض.

إن التفاعل بين الجهاز العصبى و الجهازالمناعى بالجسم يحدث خلال شبكة معقدة تتحكم فى إفراز الكيماويات و الهرمونات العصبية و المناعية فيتحدد فى النهاية سير المرض بالنشاط أو السكون . لهذا نجد أن تعرض المريض للاكتئاب أو الأحداث النفسية السيئة يزيد من طول فترة المرض و ينشطه، بينما التفاؤل و الهدوء النفسى يجعل المريض يعيش لمدة طويلة فى حالة سكون.


الكبد و المرارة والبنكرياس:
يحدث ارتباك فى عمل الكبد و المرارة و القنوات المرارية نتيجة الخلل المناعى ، فيحدث التهاب بجدار القنوات المرارية مما  يودى إلى ضيق القنوات المرارية و يعوق تدفق السائل المرارة كما يمكن  تكوين حصوات بالمرارة  .

أما البنكرياس ، ففى حالات نادرة يؤدى الخلل المناعى الى حدوث  الالتهاب به ، وممكن أن يحدث ذلك أيضا نتيجة العقاقير التى يتم استخدامها مع المريض لفترة طويلة مثل سلفاسلازين و إميوران و المسلازين . و لقد وجد أن زيادة إنزيمات البنكرياس مثل الأميليز ممكن أن يحدث مع نشاط المرض دون حدوث التهاب بالبنكرياس .


تأثر المفاصل بالمرض:
غالبا ما نلاحظ آلام المفاصل فى مرضى كرونز و هذا ما يضع الطبيب فى حيرة حيث أن معظم مسكنات الآلام و منها الأسبرين و أدوية الروماتيزم تزيد من نشاط المرض . و تعزو هذه الآلام الى تأثر المفاصل بالالتهابات الناتجة عن الخلل المناعى ، حيث أن الالتهاب بجدار الأمعاء تجعلها تسرب بعض المواد الغريبة عن الجسم حيث أنها لا تستطيع منعها من الدخول لضعف الجدار.  وتظهر الآلام أكثر فى المفاصل الكبيرة للأرجل و الذراعين و أيضا فى فقرات الظهر .ولقد لوحظ أن هناك تزامن بين نشاط المرض و آلام المفاصل حيث أنها تتحسن بتحسن المرض  و الاستجابة للعلاج .


العين :
لوحظ إصابة العين مع مرض كرونز حيث نجد التهاب بالملتحمة و أيضا الشبكية ، كما أن بياض العين يتأثر فيشعر المريض و كأن هناك جسم غريب بعينه والآم و حساسية عند التعرض للضوء و انخفاض فى حدة النظر . و العلاج باستخدام قطرة تحتوى على كورتيزون و بعلاج المرض نفسه فهو يعالج إصابة العين .


التغيرات الجلدية:
تحدث بعض التغيرات فى الجلد و الغشاء المخاطى المبطن للفم فى حوالى 40% من المرضى فتظهر تقرحات مؤلمة داخل الفم .

أما الجلد فتظهر به التهابات و تقرحات و درنات تحت الجلد و ذلك نتيجة الخلل المناعى الذى يهاجم الجلد و الأوعية الدموية ، و أيضا نقص الفيتامينات و المعادن نتيجة سوء امتصاصها ، والإسهال يؤدى أيضا إلى التهاب اللسان و حدوث أنيميا . أما نقص الزنك فيزيد من نقص المناعة و يؤدى الى تأخر التآم الجروح و حدوث التهابات جلدية .


مرض كرونز و الكلى:
حوالى واحد من كل عشرة مرضى يصاب بحصوات الكلى و ذلك نتيجة زيادة امتصاص حامض الأوكساليك و أيضا ترسب بعض المواد الجلاتينية (أميلويد) فى الكلى نتيجة الخلل المناعى الموجود بالجسم و الذى يؤدى الى إصابة الكلى و بالتالى تسرب جزيئات البروتين فى البول .

 

الجهاز التنفسى:
إن الخلل المناعى ممكن أن يؤثر على الجهاز التنفسى و يقلل من قدرة الرئتين على أداء وظائفها بالكامل و ممكن أن يحدث التهاب مناعى بالرئتين .

 

خطورة حدوث السرطان :
عندما يصيب مرض كرونز القولون هناك احتمال للإصابة بالسرطان عندما تزيد فترة المرض عن 10 سنوات ،لهذا يفضل متابعة المريض دوريا عندما تزيد فترة إصابة القولون عن 8 سنوات . و يجب أن نعلم أن الاستمرار فى العلاج يقلل جدا من حدوث السرطان .


التغذية و مرض كرونز:
يفضل عدم تناول الكيك و الأطعمة التى تحتوى على نسبة سكر عالية لأنها تزيد من نشاط المرض . و يفضل أيضا عدم تناول الأغذية التى تحدث كمية كبيرة من الغازات مثل الكرنب و القرنبيط .

نقص البروتينات: نتيجة خوف المريض من تناول الطعام لما يسببه من آلام وعدم الامتصاص السليم للغذاء نتيجة الالتهاب واستهلاك جزء كبير من البروتينات فى عملية الالتهاب و تسرب البروتين مع البول من خلال الكلى .

نقص الحديد: نتيجة النزيف أو سوء امتصاص الحديد نتيجة التهاب الأمعاء.

نقص الفيتامينات: شدة الالتهاب يؤدي لعدم امتصاص الدهون و الفيتامينات الذائبة فيها مثل فيتامين أ ، هـ ، د، ك ، و أيضا نتيجة سوء التغذية المصاحب للمرض و خصوصا فيتامين ب12 .

لمتصاص الماء و الأملاح: يحدث فقدان كمية كبيرة من السوائل والأملاح نتيجة الاسهال الشديد و منها الصوديوم و البوتاسيوم و الكالسيوم و الكلوريد و الزنك و السيلينيوم . ويفضل تناول محلول الجفاف حيث يحتوى على نسبة من الأملاح المفقودة و بخاصة النوع الذى تم إضافة الزنك إليه لما له من تأثير مضاد للإسهال و زيادة مقاومة الجسم .