مرض الكوليرا هي مرض حاد ومُعدي لا تتعدى مدته خمسة أيام، تسببه جرثومة ضمة الكوليرا التي تنتقل من خلال تناول الأطعمة أو المياه الملوثه بها، وتتميز بوجود اسهال شديد قد يؤدي إلى الجفاف وربما إلى الموت إذا لم تُعالج.
تتراوح حضانة مرض الكوليرا من 2-6 أيام، ويعالج بتسريب السوائل الوريدية مع إضافة البوتاسيوم لتعويض القلويات المفقودة بالاستفراغ المصاحب مع أعراض الكوليرا، كما يُعطى المريض المضادات الحيوية، وليس لمرض الكوليرا لقاح معين لعلاجه.
اكتشف الكوليرا العالم كوخ عام 1883.
أسباب مرض الكوليرا
1- المياه السطحيّة ومياه الآبار: يمكن لبكتيريا ضمة الكوليرا البقاء بمرحلتها الكامنة في الماء لفترات طويلة، وغالباً ما تكون الآبار الملوثة بالبكتيريا هي المسبب الرئيسيّ لتفشي مرض الكوليرا في المناطق التي تنخفض فيها معدلات النظافة.
2- المأكولات البحريّة: حيثُ يمكن أنْ يؤدي تناول المأكولات البحريّة النيئة أو غير المطبوخة بشكل جيد وخاصة تلك التي يتم اصطيادها من مناطق انتشار بكتيريا الكوليرا إلى الإصابة بالمرض.
3- الخضار والفواكه الملوثة: حيثُ يؤدي استخدام الأسمدة الملوثة، أو الري بالمياه الملوثة بمياه الصرف الصحيّ إلى انتقال البكتيريا إلى الخضار والفواكه.
4- البقوليات: حيثُ تعد البقوليات المطبوخة التي تُترك لساعات طويلة على درجة حرارة الغرفة وسطاً جيداً لنمو البكتيريا المسببة لمرض الكوليرا في مناطق انتشار المرض.
علاج مرض الكوليرا
- تعويض السوائل: وذلك بهدف تعويض الجسم عن السوائل التي تمت خسارتها بسبب الإسهال الشديد، وذلك عن طريق استخدام ما يُعرف بأملاح الإماهة الفموية والتي تتوفر على شكل أكياس تحتوي على مسحوق يتم حله في لتر واحد من الماء النظيف، وقد يحتاج المريض إلى شرب ما يعادل ستة لترات من هذا المحلول في اليوم الأول من المرض في حالات الإصابة متوسطة الشدة، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد يتمّ اللجوء إلى تعويض السوائل وريديّاً في الحالات الشديدة؛ حيثُ يزيد فقدان السوائل الشديد من خطر الإصابة بالصدمة.
- المضادات الحيويّة: يمكن استخدام المضادات الحيويّة في الحالات الشديدة للتقليل من مدة الإصابة بالإسهال، وبالتالي تقليل كمية السوائل التي يحتاجها المصاب لتعويض النقص، وتعجيل الشفاء.
- مكملات الزنك: وتُعدّ من الخيارات العلاجية المُساندة التي يمكن اللجوء إليها في حالات الإصابة بمرض الكوليرا عند الأطفال دون الخامسة من العُمر، حيثُ يساعد الزنك على تقليل مدة الإصابة بالإسهال، كما وقد يساهم في الوقاية من إصابة الطفل بالإسهال الشديد في المستقبل.
الوقاية من مرض الكوليرا
- غسل اليدين بالماء والصابون: ويجب غسل اليدين لمدة لا تقل عن خمس عشرة ثانية متواصلة، وفي حال عدم توافر الماء والصابون يمكن استخدام مطهر اليدين الذي يحتوي على الكحول لغسل اليدين، ويجدر القيام بذلك خاصة قبل تحضير وتناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض، وبعد العناية بأحد المرضى المصابين بالمرض.
- شرب المياه الآمنة: من خلال استخدام عبوات المياه المُعبّئة مسبقاً والمغلقة بإحكام، أو من خلال شرب الماء المغليّ لمدة لا تقل عن دقيقة كاملة، وفي حال عدم توافر الماء المغليّ أو الآمن يمكن تطهير الماء من خلال إضافة الكلور بمقدار نقطتين لكل لتر من الماء وتركه لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة ليصبح آمناً للاستخدام والشرب، ويجب الحرص على استخدام الماء الآمن خلال تنظيف الأسنان، وتحضير الطعام، وتحضير الماء المثلج كذلك.
- تناول الطعام المطبوخ جيداً: يجب تجنب تناول الطعام من الباعة المتجولين، ولا بُدّ من التأكّد من طبخ الطعام جيداً، كما ويجدر تجنب تناول الخضار والفواكه إلا في حال التأكد من تقشيرها من قِبَل الشخص نفسه، بالإضافة إلى تجنب تناول الوجبات البحريّة التي لا يتم طبخها بشكل جيد كالمحّار وغيرها.
العوامل المؤهبة للإصابة بمرض الكوليرا
1- الظروف الصحيّة السيئة:
غالباً ما تزدهر الكوليرا وتنتشر بشكل كبير عندما يكون من الصعب تأمين الظروف الصحيّة للحياة وعلى رأسها إمدادات المياه الصالحة للشرب. أكثر ما تُشاهد مثل هذه الظروف في مخيّمات اللاجئين، البلدان الفقيرة، والمناطق التي دمرتها المجاعة أو الحرب أو الكوارث الطبيعيّة.
2- نقص أو انعدام حمض المعدة:
لا تستطيع جراثيم الكوليرا النجاة في الوسط الحمضي، وعادة ما يخدم حمض المعدة كخط دفاع أول ضد الجراثيم. لذلك يفتقر الأشخاص الذين ينخفض عندهم مستوى حمض المعدة لهذه الحماية ضد الكوليرا وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة. ينخفض مستوى حمض المعدة عند الأطفال والمسنيّن، ولدى الأشخاص الذين يتناولون مضادات الهيستامين أو مضادات الحموضة (مثبطات مضخة البروتون).
3- التعرّض المنزلي:
يزداد خطر إصابتك بالكوليرا بشكل ملحوظ في حال كنت تعيش مع شخص مصاب بالمرض.
4- زمرة الدم O:
لأسباب غير واضحة تماماً، يكون الأشخاص ذوي الزمرة الدمويّة O أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمعدّل الضعف مقارنة بأصحاب الزمر الدموية الأخرى.
5- المحّار النيّء أو غير المطبوخ جيداً:
بالرغم من أن تفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع لم يعد يحدث في الدول الصناعية، إلّا أن تناول المحار المُلتقط من المياه المعروفة باحتوائها على جراثيم الكوليرا يزيد من احتمال الإصابة.
المزيد من الصحة والجمال:
أطعمة وأعشاب تحارب فيروس الكورونا
متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)