تحلم كل سيدة أن تصبح أمًا بعد زواجها مباشرة، فتبدأ رحلة الترقب لحدوث الحمل ومن بعدها معرفة جنس الجنين، فالكثير يفضلن إنجاب الأنثى عن الذكر والعكس صحيح، فيسأل بعضهن هل هنالك علاقة بين الحمل في اليوم العاشر من الدورة ونوع الجنين؟ وتأتي الإجابات كثيرة من وحي التجارب بعضها صحيح وبعضها خاطئ، ونحن الآن هنا في صدد بيان رأي العلم في هذا الموضوع فيما إذا كان تم الحمل عاشر يوم الدورة هل هذا يؤثر على نوع الجنين، لنبدأ معا بالتعرف على الحقائق.
كيف يتم الحمل
بداية وقبل معرفة أي شيء من المهم أن نعرف كيف يحدث الحمل بطريقة علمية، يتم ذلك عبر الإلقاح وهو تحرير النطاف الذكرية داخل مهبل المرأة لتبدأ رحلتها لتصل إلى البويضة التي يطلقها أحد المبيضين والناتجة من الدورة الشهرية، ولكي يتم هذا الأمر يجب أن تكون المرأة في مرحلة التبويض التي تختلف بين سيدة وأخرى حسب مدة دورتها الشهرية، بعدها تصل نطفة واحدة هي الأسرع وتقوم باختراق البويضة لتصبح ملقحة وتبدأ بالانغراس والتعشيش؛ ولنعرف العلاقة بين الحمل في اليوم العاشر من الدورة وجنس الجنين يجب أن نقرأ باقي الفقرات.
متى يتم التخصيب أو الإباضة
تختلف مدة الدورة الشهرية بين سيدة وأخرى، وفي الغالب تحدث كل 28 يوم عند المرأة البالغة الطبيعية، ويمكن أن تتراوح حدودها الطبيعية بين ال21 و35 يوم، وتبدأ مرحلة التخصيب عادة بعد انتهاء الدورة بيومين على الأقل، وتكون الأيام الوارد حدوث الحمل فيها عند أكثرية النساء بين اليوم العاشر واليوم 21 من الدورة، ويمكن أن يحدث الحمل في اليوم العاشر من الدورة ونوع الجنين عندها لا يمكن تحديده بل يمكن تخمينه كما تقول التجارب وطرق قديمة وتقليدية لنرى كيف.
الحمل في اليوم العاشر من الدورة ونوع الجنين
لقد كثرت الأقاويل والطرق في تحديد نوع الجنين قبل الحمل، فجميعنا يعلم أن الحيوان المنوي يحمل نوعين من الكروموسوم أحدها ذكري X وهو الأسرع والآخر أنثوى Y، بينما البويضة لا تحمل إلا كروموسوم أنثوي، وفي حالة تخصيب البويضة بالذكري سيكون الجنين ذكرا، أما اذا تم التخصيب بالY كان الجنين بنت؛ ومن هنا جاءت المحاولات في تحديد جنس المولود فمنهم من قال أن هنالك أغذية معينة تجذب الكروموسوم الذكري أكثر من الأنثوي وبالعكس؛ ومنهم من لعب على وتر وقت الجماع قبل يوم التبويض أو بعده.
تعيش النطاف الذكرية في جوف الرحم لساعات معينة بينما البويضة تبقى حية لمدة يومين فإذا تم الجماع قبل الإباضة بيوم أو يومين فيمكن أن يكون الحنين أنثى، أما إذا كان يوم التبويض أو بعده بيوم يكون الجنين ذكر، وكل هذا غير مثبت علميا إنما هو مبني على التجارب والصدف، بالرغم من وجود الشائعات التي تبين علاقة بين الحمل في اليوم العاشر من الدورة ونوع الجنين، إلا أنه لا يوجد دليل علمي واضح على ذلك.
كيف يمكن تحديد جنس الجنين

يمكن أن يتحدد نوع الجنين قبل الحمل وذلك بالحقن المجهري في المختبر، وتتم هذه الطريقة بأخذ عينة من السائل المنوي للرجل في عيادة الطبيب وتحفظ بشروط معينة أهمها درجة حرارة الوسط الحافظ، ويتم فصل الكروموسومات الذكرية عن الأنثوية وذلك في الحالة الطبيعية للذكر الذي يحوي سائله المنوي على 50% حيوانات أنثوية و50 % ذكرية، ويتم حقن النوع الذي يرغب به الزوجين لتلقيح البويضة ويتم الحمل.
كيف يتم معرفة نوع الجنين
توجد عدة طرق علمية لمعرفة جنس المولود بعيدة عن الحمل في اليوم العاشر ونوع الجنين وهي:
1. السائل الأمنيوسي
وهو السائل المحيط بالجنين يحميه ويجعله يسبح بحرية؛ يتم سحب عينة من هذا السائل وذلك من قبل طبيب مختص، ويتم فحص تلك العينة وإجراء الاختبارات عليها، وبناء على نتيجة الفحص يحدد فيما إذا كان الجنس ذكرا أم أنثى، ويتم هذا الإجراء للكشف عن أي خلل في عدد الصبغيات أو تشوهها، ويمكن أن يضعف من الحمل ويؤدي للإجهاض.
2. فحص الحمض النووي
يمكن فحص الحمض النووي للجنين وهو بداخل الرحم بسحب عينة منه، وبعد ذهابها للمختبر يتم تحديد النوع؛ هذا الإجراء عادة يتخذ في تحديد الأبوة والنسب غالبا.
3. فحص السونار
وهي أكثر طريقة متعارف عليها ومتبعة في معرفة نوع الجنين، حيث يستعمل جهاز الايكو أو السونار للفحص الدوري للحامل وحنينها، ويتم عبر أمواجه الصوتية الكشف عن أي خلل في أعضاء الأجنة ويقوم بتصوير حركات الجنين في رحم أمه ويحدد جنسه بسهولة بعد الشهر الرابع من الحمل.
ما هي علامات حدوث الحمل في اليوم العاشر من الدورة
كما قلنا أنه لا يوجد علاقة علمية بين الحمل في اليوم العاشر من الدورة ونوع الجنين، ولكن يمكن أن تشعر المرأة بأعراض مبكرة إذا تم الحمل في ذلك الموعد وسنقوم بذكرها كما يلي:
- يمكن أن تشعر بألم في أسفل ظهرها أو مغص بالبطن شبيهه بآلام الدورة الشهرية.
- من الممكن إصابتها بصداع مجهول السبب، قوي الشدة ويتكرر بفترات ليست متباعدة.
- تعب ووهن عام بدون بذل أي مجهود، وضعف همة.
- مزاج سيء وحالة اكتئاب وتذمر من أبسط الأشياء بسبب تغيرات هرمونية تحدث في حسدها.
- تكرار التبول، مع بول أصفر داكن في الصباح.
- الشعور بالغثيان والقيء وخاصة عند الاستيقاظ من النوم، أو عند شم أي روائح.
- ضعف الرغبة الجنسية ورفض ممارسة الجماع.
- حدوث إمساك شديد ودائم تقريبا طوال فترة الحمل لذا يجب الانتباه لنوع الغذاء.
- نزول إفرازات خارجة عن المألوف لديها، كالدم الأحمر الفاتح أو المشحات البنية.
- احتقان الثديين وتغير في لون الحلمتين.
- ظهور الكلف في مناطق معينة كالوجه، الصدر والفخذين.
الطرق المتبعة في الكشف عن الحمل

بالطبع توجد طرق علمية تتبعها كل سيدة لتتأكد فيما إذا كانت حامل أم لا وذلك بعد غياب الدورة الشهرية عنها وهذه الطرق تتمثل بالآتي:
1. اختبار الحمل المنزلي
هو جهاز صغير يتم شراؤه من الصيدليات بسهولة، يعتمد على أخذ قطرات من بول الصباح ليكشف فيما إذا كان هنالك حمل، حيث يحتوي على كاشف لهرمون الحمل HCG فيظهر على الجهاز خطين حمر دليل على نتيجة إيجابية، وفي حال ظهور خط أحمر واحد فإن النتيجة سلبية، ويتم إجراء هذا الاختبار بعد حولي 15 يوم من حدوث الجماع ونسبة مصداقية هذا الجهاز 90%.
2. تحليل الدم النوعي
يتم في المختبر، ويعتمد على أخذ عينة من دم السيدة وتحليلها ليدل على وجود هرمون الحمل من عدمه في الدم، فتكون السيدة عندها حامل، ويتم إجراؤه بعد أسبوع من التلقيح، ودقته أعلى من اختبار الحمل المنزلي.
3. تحليل هرموني
هو أيضا يعتمد على سحب عينة من الدم، ولكن يوجه الاختبار للهرمون المسؤول عن الحمل فيتم عبر كواشف تستخدم بطريقة معينة لتعطي نسبته في دم السيدة، فإذا كانت نسبته أعلى من 600 وحدة دولية في الميلي للتر دليل على الحمل والعكس صحيح.
كل تلك الاختبارات التي ذكرناها تبين وجود الحمل من عدمه ولا تحدد نوع الجنين.
في الختام لقد رأينا أن الحمل في اليوم العاشر من الدورة ونوع الجنين ليس لهم أي علاقة ببعضهما، فلا يمكن تحديد الجنس إلا بالطريقة التي ذكرناها أنفا وجميع ذلك لا يتم إلا بإرادة وأمر الله عز وجل.